بعد معسكر مواهب التحكيم الناجح في بيروت … التحكيم المحلي خطوة نحو الأمام تحتاج إلى المتابعة
| ناصر النجار
أقام اتحاد كرة القدم بالتعاون مع لجنة الحكام العليا دورة خارجية معتمدة آسيوياً للحكام الشباب الموهوبين في بيروت، الدورة شارك فيها نخبة من حكام الشباب اليافعين من الدرجتين الأولى والثانية بأعمار صغيرة وغاية الدورة صقل هذا الجيل الجديد من الحكام وإكسابهم المعرفة والخبرة والاحتكاك وإطلاعهم على جديد التحكيم، الدورة تضمنت دروساً علمية ونظرية وحاضر فيها نخبة من المختصين الآسيويين والعرب.
هذه الخطوة جيدة وهي تدفع الحكام نحو الأمام قدماً خبرة وموهبة وتدفعهم نفسياً وتذكي فيهم روح التحدي والعمل الإيجابي، هذه الخطوة هي أولى، ويجب أن تتبعها خطوات عديدة تبدو أكثر أهمية وفي أولها متابعة الحكام الذين شاركوا في الدورة، ومراقبة تحركاتهم والعمل على تكليفهم مباريات ليتم النظر بمدى الفائدة التي جناها كل حكم على حدة والعمل على تصحيح الأخطاء، الدورة وحدها لا تكفي وهي تحتاج إلى المتابعة ويحتاج حكامنا إلى دورات أخرى تشمل جميع الاختصاصات وجميع الأعمار.
إن استمرار دورات التحكيم سواء الخارجية أم الداخلية أمر مهم في عملية الارتقاء بالحكام والأداء التحكيمي، ولا شك في أن عملية النهوض بالتحكيم عملية شاقة وصعبة تحتاج إلى وقت طويل حتى تظهر براعم التحكيم الجديدة ولأن التحكيم ركن من أركان كرتنا فإن التحكيم لن يتطور إن لم يجد الدعم والمساندة من جميع أطراف اللعبة ومن القائمين على الرياضة وكرة القدم تحديداً.
بالدرجة الأولى يحتاج الحكام إلى الحماية والدعم النفسي من خلال معاقبة المسيئين للتحكيم سواء من الفرق أم جماهيرها أو من اللاعبين والكوادر.
وأيضاً لا بد من الدعم اللوجستي بالمعدات والتجهيزات وكل المستلزمات والدعم المالي الذي يتناسب مع ظروف المعيشة، فحكامنا لا يقلون احترافاً عن اللاعبين المحترفين الذين بلغت رواتبهم عنان السماء.
في اتحاد كرة القدم فإن الدور منوط بلجنة الانضباط والأخلاق لتفرض عقوبات صارمة على كل من يتناول الحكام بالشتم أو الأذى أو التعرض لهم إعلامياً، فصون الحكام أمر ضروري ولا بد من العمل على خلق مناخ إيجابي جيد ليستطيع الحكام تقديم أداء أفضل بالتعاون مع الفريقين وكل أطراف اللعبة.
متابعتنا للمونديال على صعيد الأداء التحكيمي وجدنا فيها كل التعاون من كل أطراف اللعبة لذلك لم نجد هذه الأخطاء الناتجة عن ضغط اللاعبين على الحكام وتوتير الأجواء وما شابه ذلك، من هنا شاهدنا بالمونديال ندرة في الأخطاء التحكيمية، لذلك نتمنى المزيد من الوعي من كل أطراف اللعبة والعمل على التعاون في هذه المسألة التي تصب في نجاح المباريات والدوري والعملية التحكيمية.