«ملائكة الرحمة» تهاجر أو تستقيل!! … زيادة بتسرّب الممرضين والفنيين في «صحة» السويداء
| السويداء - عبير صيموعة
باتت ظاهرة هجرة وتسرب الممرضين واقعاً مفروضاً لأسباب كثيرة لخصها الكادر التمريضي ممن التقتهم «الوطن» بغياب حقوقهم بدءاً من عدم رفع طبيعة عملهم وعدم ضم مهنتهم إلى المهن الشاقة والخطرة نظراً لما يتعرضون له من ظروف عمل صعبة وجبارة إضافة إلى عدم تفعيل نقابة التمريض وفق المرسوم رقم 38 لعام 2012 حتى تاريخه ما حال دون إقرار نظامها الداخلي والمالي ودون إحداث صندوق تقاعد للممرضين يضمن منح راتب تقاعدي من النقابة المحدثة في حال تفعيلها إضافة إلى ضرورة تفعيل التقاعد المبكر ومنح خريجي كلية العلوم الصحية والتمريض فرصاً في المسابقات التوظيفية وتوسيع الملاكات في القطاع الطبي لوقف نزف الكادر.
وأكد عناصر الكادر التمريضي انه في حال لم يتم تحسين الواقع المهني للممرض سيكون خيار الاستقالة أو ترك العمل والهجرة هو الحل الوحيد لمواجهة ظروف الحياة المعيشية القاسية على حد قولهم.
رئيس فرع نقابة التمريض والمهن الطبية في المحافظة فؤاد مشرف رضوان أكد لـ«الوطن» ضرورة تصديق النظام الداخلي والمالي للنقابة والذي تم إقراره منذ أكثر من عام إلا أن عدم تعاون النقابة المركزية حال دون تفعيل عمل فرع النقابة في السويداء وأدى إلى إحجام الكثير من عناصر الكادر التمريضي عن الانتساب لعدم وجود ميزات إضافية لعملهم وأهمها صندوق التقاعد وتعويضات العمل لتقتصر عمليات الانتساب لفرع النقابة محصورة بعدد من أفراد الكادر ممن يرغبون بالسفر خارج القطر لضرورة حصولهم على ترخيص مزاولة المهنة بناء على انتسابهم لتنظيم نقابي.
وأشار إلى ضرورة السماح لخريجي كليات العلوم ومعاهد التغذية ومن يتم فرزهم إلى مخابر وزارة الصحة والمشافي بصفة فنيي مخبر بالانتساب إلى نقابة التمريض حتى إن كانوا بالأصل يتبعون لوزارة الصناعة لأن عملهم الفعلي يقع ضمن القطاع الصحي التابع لوزارة الصحة.
وبين رئيس فرع النقابة ضرورة قيام وزارة الصحة بإقرار طبيعة العمل بنسبة 75 بالمئة لجميع ذوي المهن الطبية والصحية والمساعدة أسوة بالمعالجين الفيزيائيين والتخدير والعاملين في الهيئات المستقلة نظراً لما يتعرض له العناصر من مخاطر في كل فئاتهم وفي جميع الأقسام نظراً للتماس المباشر مع المرضى وما تحتويه تلك الأقسام من أمراض خطرة إضافة إلى ضرورة احتساب سنة خدمة بسنة ونصف السنة لما يدرج تحت بند الأعمال الخطرة وخاصة عناصر أقسام الأشعة والمخبر وغيرها من أمراض الدم والعناية الإسعافية مؤكداً أن عدم إنصاف ذوي المهن الطبية والصحية أدى إلى معضلة حقيقية تتمثل بتسرب الكوادر سواء من ممرضين أو فنيين ومخبريين والذي انعكس سلباً على خدمات القطاع الصحي على ساحة المحافظة الأمر الذي يفرض بالضرورة تحرك الجهات الحكومية المعنية لإنصاف الكوادر الطبية والتمريضية كافة، لوقف نزفها وهجرتها والتي تعود أسبابها الرئيسية لمواجهة ظروف الحياة المعيشية القاسية وليس لعدم الرغبة بالعمل.
بدوره رئيس نقابة التمريض وسائر الخدمات الصحية في اتحاد عمال السويداء حازم شقير أكد لـ«الوطن» أن الكادر التمريضي والفني تقع على كاهله معظم خدمات المشافي وبات من الضروري إنصافهم والذي لا يمكن تحقيقه إلا بتوحيد طبيعة العمل ومنحهم تعويضات عمل مجزية تتناسب مع الوضع الاقتصادي لتحسين وضعهم المعيشي بما يضمن عدم تقديم الاستقالات ويحد من عمليات النزف في الكوادر إضافة إلى ضرورة إعادة العمل بالنقل الجماعي للعاملين في مديرية الصحة لتخفيف الأعباء المادية في ظل الظروف المعيشية الصعبة خاصة مع وجود عدد كبير من العاملين في القطاع الصحي من أبناء القرى البعيدة.