سورية

جاويش أوغلو حاول الالتفاف على إهانة حكومة بلاده: لصبر أنقرة على روسيا حدود … بوتين يلغي القمة الروسية- التركية في سان بطرسبورغ.. وأردوغان يتودد

| وكالات

أعلنت موسكو أمس إلغاء القمة الروسية- التركية التي كانت مقررة اليوم في سان بطرسبورغ ووضعت ثلاثة شروط لمصالحة أنقرة، محبطة بذلك محاولة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتخفيف من حدة الغضب الروسي بادعائه أن الرئيس فلاديمير بوتين كان يمدح بشخصه كثيراً وأن تصريحاته الأخيرة عقب إسقاط الطائرة الروسية ناتجة عن «فورة دم لا أكثر».
ووسط أنباء عن قيام زورقين روسيين بإجبار سفينة تركية على تغيير مسارها في البحر الأسود، بعد يوم من إطلاق سفينة روسية النار تحذيراً لقارب صيد تركي، حاول وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الالتفاف على الإهانة التي لحقت بحكومة بلاده جراء ذلك، عبر التصريح بأن «لصبر أنقرة على روسيا حدوداً»،
وفي التفاصيل، أعلن السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، أن القمة الروسية- التركية المزمع عقدها الثلاثاء في سان بطرسبورغ، تم إلغاؤها. وقال بيسكوف، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، رداً على سؤال صحفي: «كلا، لن تكون هناك قمة، ولا يجري التخطيط لعقدها».
وكانت الرئاسة التركية قد أكدت استعداد أنقرة للمشاركة في القمة الروسية، مشيرة إلى أنها تنتظر تأكيد موسكو.
يشار إلى أن الرئيسين الروسي والتركي اتفقا على عقد هذه القمة خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين بأنطاليا في تشرين الثاني الماضي، قبل توتر العلاقات بين البلدين بشكل حاد بعد إسقاط تركيا الطائرة الروسية في الأجواء السورية.

بدوره أفاد السفير الروسي لدى أنقرة أندري كارلوف، أن العلاقات الروسية التركية لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه إلا بثلاثة شروط، تقوم تركيا بتنفيذها إن كانت ترغب بتحقيق المصالحة، وهي «الاعتذار، محاسبة المسؤولين، والتعويضات»، لافتاً إلى أن كل الحلول المطروحة والتي لا تتضمن هذا الشروط الثلاثة غير مقبولة، ولن تجدي نفعاً.
وأوضح كارلوف، أن الطيار الروسي أوليج بيشكوف قتل في أثناء هبوطه بمظلته، بحسب موقع «ترك برس» الإلكتروني التركي، بعد استهداف الطائرة من قبل القوات المسلحة التركية، «من المواطن التركي ألب أرسلان تشيلك».
وفي سياق آخر أعلنت شركة «تشيرنومور نفط غاز» الروسية، أمس، أن سفينة تجارية تحت العلم التركي، اعترضت على نقل منصتي حفر تابعتين للشركة في البحر الأسود، وأن أسطول البحر الأسود الروسي تدخل وأجبر السفينة على تغيير مسارها.
وقالت الشركة في بيان لها، حسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء: «إن عملية نقل المنصتين جرت بسبب توقف أعمال الحفر من حقل الغاز البحري القريب من ميناء أوديسا الأوكراني باتجاه المياه الإقليمية الروسية، وأن السفينة التجارية التركية رغم قيامها بحركات استفزازية مسببة في نشوء خطر اصطدام لم تستجب للنداءات اللاسلكية والصوتية والإشارات المرئية من الجانب الروسي.
واضطرت الشركة إلى الاتصال بالأجهزة البحرية الأمنية الروسية التي أرسلت إلى موقع الحادث زورقين مسلحين، وسرعان ما أقدمت السفينة التركية على تغيير مسارها والانصراف بعد اقتراب الزورقين منها.
يذكر أن سفينة تابعة للبحرية الروسية أطلقت النار من الأسلحة الصغيرة، الأحد، لإجبار سفينة صيد تركية على التراجع بعد دخولها القطاع الشمالي من بحر ايجة من أجل منع حدوث تصادم بين السفينتين، ، واستدعت الحكومة الروسية الملحق العسكري التركي من أجل إطلاعه على حيثيات الحادث.
وبموازاة ذلك وفي تعليقه على حادثة إطلاق السفينة الروسية النار التحذيري على قارب الصيد التركي، نقلت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية في مقابلة مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قوله، حسب «رويترز»: «إن لصبر أنقرة على روسيا حدوداً بعد أن بالغت موسكو في رد فعلها على حادث بحري بين البلدين في مطلع الأسبوع»، وقال مولود أوغلو: «سفينتنا كانت مجرد سفينة صيد ويبدو لي أن رد فعل سفينة البحرية الروسية كان مبالغا فيه».
وأضاف: «بالقطع روسيا وتركيا عليهما استعادة علاقة الثقة التي كانت تربطهما دوما لكن لصبرنا حدوداً».
في الغضون، اجتازت سفينة حربية روسية، أمس، مضيق البسفور، بعد عودتها من سورية. وحسب موقع «ترك برس»، فإن السفينة الحربية، اجتازت مضيق جناق قلعة غرب تركيا متوجهة إلى البحر الأسود، دون قيود من الحكومة التركية.
ويحق للسفن الحربية التابعة لدول حوض البحر الأسود، اجتياز مضيق البوسفور بموجب اتفاقية مونترو، التي وقعت عام 1936.
ويحق للحكومة التركية فرض قيود على عبور سفن دول خارج الحوض، حسب عدد السفن المارة، والوزن والشكل والحمولة.
على خط مواز، صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه طلب من المسؤولين الإيرانيين التعامل مع شعوب المنطقة وتركيا على أساس الأخوة في الدين، والابتعاد قدر الإمكان عن النزاعات المبنية على أساس طائفي ومذهبي، وذلك خلال لقائه عدداً منهم على هامش مؤتمر الحيادية الذي جرى في تركمانستان السبت.
وجاءت تصريحات أردوغان هذه أثناء لقائه بالصحفيين على متن طائرته الخاصة في طريق عودته إلى تركيا من تركمانستان، بحسب «ترك برس».
وقال أردوغان: «لقد أبلغت الجانب الإيراني عن عدم اتفاقنا معهم في وجهات النظر حيال الأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات، لكنني طلبت منهم في الوقت نفسه الابتعاد عن السياسات المذهبية والطائفية التي تتبعها إيران في تعاملاتها مع شعوب ودول المنطقة، ووجهت لهم دعوة بتعزيز العلاقات القائمة بيننا وتطويرها».
وفيما يخص الخلاف الحاصل مع روسيا نتيجة إسقاط المقاتلات التركية الطائرة الروسية فوق الأجواء السورية، زعم أردوغان بأن بلاده قامت بتطبيق قواعد الاشتباك وأنها حذرت الطائرة التي انتهكت مجالها الجوي لعدة مرات قبل إسقاطها، مشيراً إلى عدم قدرته على فهم ما يُشاع في بعض الصحف حول تعمد بعض الأطراف لإثارة الخلاف بينه وبين الرئيس الروسي بوتين وأنّ عملية إسقاط الطائرة الروسية كانت مقصودة من أجل زعزعة العلاقات بينهما.
وقال أردوغان: «إنّ بوتين يعرفني جيداً وكان يمدح بشخصي كثيراً خلال لقاءاتنا الثنائية، وإنني أعتقد أن تصريحاته الأخيرة التي أعقبت عملية إسقاط المقاتلة الروسية ناتجة عن فورة دم لا أكثر، وآمل أن ننهي هذا الخلاف بالطرق الدبلوماسية والحوار المشترك ونعيد العلاقات بيننا إلى سابق عهدها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن