سورية

اقتراح روسي لأنقرة للتراجع عن شن عدوان بنشر «الفيلق الخامس» على الحدود.. وعرض أميركي بانسحاب «قسد» 30 كم … الكرملين: هناك خلافات مع تركيا بشأن سورية لكنها تحل بالمفاوضات

| وكالات

أكدت روسيا، أمس، وجود خلافات بينها وبين الإدارة التركية بشأن الوضع في سورية، لكنها اعتبرت أن مستوى العلاقات بينهما يسمح بحلها من خلال «المفاوضات الصعبة والطويلة أحياناً» وليس من خلال المواجهة، على حين كشفت تقارير عن تقديم روسيا اقتراحاً بنشر قوات من «الفيلق الخامس» العامل ضمن قوات الجيش العربي السوري، في مناطق الشريط الحدودي مقابل تراجع أنقرة عن قرارها بشن عدوان جديد على الأراضي السورية، في حين قدمت أميركا عرضاً للإدارة التركية يقضي بإبعاد مسلحي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» مسافة 30 كم عن الحدود السورية- التركية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين» ديميتري بيسكوف في تصريح صحفي نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «هناك خلافات بين روسيا وتركيا بشأن الوضع في سورية»، موضحاً، أن الخلافات مع الإدارة التركية بشأن سورية تم في وقت سابق وقفها والتقليص منها، وذلك بمجرد التوقيع على اتفاقية في سوتشي، مشيراً إلى أنه بعد ذلك صرح مسؤولون روس، وكذلك رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان، عن عدم رضاهم عن تنفيذ الاتفاقية التي تم توقيعها.
وأضاف: إن «مستوى علاقاتنا وحكمتنا السياسية يسمحان لنا بحل هذه الخلافات، ليس من خلال المواجهة، بل من خلال المفاوضات الصعبة والطويلة أحياناً، ولكن رغم ذلك بالمفاوضات».
والثلاثاء الماضي أكد بيسكوف، أن هناك اختلافاً دقيقاً في المواقف بين بلاده والإدارة التركية وذلك في معرض تعليقه على اتهامات أردوغان للجانب الروسي بـعدم تنفيذ التزاماته بتطهير المناطق السورية من ميليشيات «قسد» بموجب اتفاق سوتشي لعام 2019.
ونقلت حينها وكالة «أ ف ب» عن بيسكوف تحذيره الإدارة التركية من «زعزعة الاستقرار» في شمال سورية، حيث يشنّ الأخير عدواناً جوياً على الأراضي السورية يستهدف خلاله المناطق الآمنة والنقاط العسكرية بريفي حلب والحسكة ومناطق سيطرة «قسد» فيهما.
وباليوم نفسه، اعتبر النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية لمجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف، أن اتهام أردوغان لروسيا بعدم تنفيذ التزاماتها هدفه «تعزيز شعبيته»، مشيراً إلى أن الإدارة التركية لم تف بوعودها بشأن إدلب ولم تطهرها من وجود الإرهابيين.
على خطٍّ موازٍ، نقلت صحيفة «حرييت» التركية المقربة من «حزب العدالة والتنمية» الحاكم أمس عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة»، أن الولايات المتحدة الأميركية تقدمت بعرض إلى أنقرة لوقف التصعيد العسكري، مقابل تبديد المخاوف الأمنية، وذلك حسبما ذكر موقع «أثر برس» الإلكتروني.
وأوضحت الصحيفة، أن العرض الأميركي يقضي بالتخلي عن فكرة قيام الإدارة التركية بشن عدوان عسكري بري جديد على شمال سورية، مقابل انسحاب ميليشيات «قسد» إلى مسافة 30 كيلومتراً من الحدود السورية – التركية.
وكشفت الصحيفة، أن السفير الأميركي في أنقرة، جيف فليك، هو من قدّم العرض في اجتماع مع وزير دفاع الإدارة التركية خلوصي آكار، منذ أيام قليلة.
وتتزامن المبادرة الأميركية مع اقتراح روسيا نشر قوات من «الفيلق الخامس»، العامل ضمن قوات الجيش العربي السوري، في مناطق الشريط الحدودي وعودة الجهات المختصة السورية ومؤسسات الدولة إلى تلك المناطق بشكل كامل، وهو ما رفضته «قسد» مؤكدة جاهزيتها لمواجهة أي هجوم تركي، وذلك وفق ما ذكرت مواقع إعلامية معارضة.
وأول من أمس تحدث موقع «ميدل إيست أي» البريطاني نقلاً عن مصادر وصفها بـ«المطلعة»، عن مباحثات تجري بين مسؤولين أتراك وروس بشأن تهديدات الإدارة التركية بشن عدوان على شمال سورية في الأسابيع المقبلة.
وسبق أن عارضت كل من روسيا والولايات المتحدة التهديدات التركية بشن عدوان جديد على الأراضي السورية، إلا أن تصريحات مسؤولي الإدارة التركية بدا فيها تصميم على شن العدوان.
وأول من أمس، علق المتحدث باسم رئاسة الإدارة التركية إبراهيم كالن، على رد الفعل الأميركي على العدوان الذي تشنه بلاده على شمال سورية والعراق تحت مسمى عملية «المخلب – السيف»، وقال إن بلاده لن تطلب الإذن للقيام بـــ«عمليات لضمان الأمن القومي للبلاد»، لكنه أشار إلى أن أنقرة مستعدة لمناقشة موضوع التحديات والتهديدات مع حلفائها من أجل اتخاذ المزيد من الإجراءات المشتركة، وخطوات للقضاء عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن