وصف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد اللـه بو حبيب، اللاجئين السوريين الموجودين في بلاده بأنهم عبارة عن «اقتصاديين يستفيدون من المساعدات المقدمة من الدول المانحة»، معتبراً أنهم «يهددون الأنموذج اللبناني»، على حين دعا النائب السابق إميل رحمة المسؤولين اللبنانيين للتشبث أكثر فأكثر برفض كل مخططات الخارج بإبقاء هؤلاء اللاجئين في لبنان، وذلك على خلفية مقتل شاب لبناني على يد لاجئ سوري مؤخراً.
وخلال مشاركته في اجتماعات المنتدى السنوي للاتحاد من أجل المتوسط ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي والجوار الجنوبي في برشلونة، قال بو حبيب: إن «لبنان يستضيف مليوني نازح سوري، أي نصف عدد اللبنانيين، ما يهدد الأنموذج اللبناني»، وذلك حسب ما ذكر موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني.
وأضاف: إن «النزوح بدأ منذ نحو 11 سنة»، واصفاً النازحين السوريين بأنهم «ليسوا بنازحين سياسيين وإنما اقتصاديون يستفيدون من المساعدات المقدمة من الدول المانحة بانتظار حل سياسي» للأزمة في سورية!
وشدد بو حبيب على «ضرورة وضع خريطة طريق جدية لاسيما في ظل تقليص الموارد المخصصة من الدول المانحة للأزمات في الشرق الأوسط عموماً وفي الأزمة السورية خصوصاً من جراء انشغال العالم بأزمات جديدة».
وأضاف: إن «لبنان يواجه الكثير من التحديات وهو بغنىً عن مشكلات إضافية خارجية ويجب على الدول المانحة والمجتمع الدولي أن يساعداه للحفاظ على الأنموذج اللبناني عبر مشاركته الأعباء وتفهم ضرورة إيجاد حلول تتناسب مع الإرادة اللبنانية».
وأكد بو حبيب «ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية باعتبارها المدخل الأساسي والضروري للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط».
وفي 26 الشهر الماضي، استؤنفت عمليات العودة الطوعية للنازحين السوريين في لبنان إلى بلدهم، حيث عادت عشرات الأسر المهجرة إلى قراها وبلداتها التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، تلاها عودة دفعة جديدة في الخامس من الشهر الجاري.
وتقوم الحكومة السورية بجهود حثيثة لإعادة هؤلاء اللاجئين في دول الجوار والدول الغربية إلى وطنهم، حيث أكد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في تشرين الثاني 2020 بدمشق في بيانه الختامي، مواصلة الحكومة جهودها لتأمين عودة اللاجئين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم، واستعدادها ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل مواصلة جميع الجهود لتوفير عيش كريم لهم، لكن دولاً إقليمية وغربية داعمة للإرهاب في سورية تعرقل عودة هؤلاء اللاجئين بهدف الضغط على الحكومة السورية من خلال هذا الملف في المفاوضات السياسية.
في السياق، أعرب رحمة، عن إدانته مقتل الفتى إيلي ميشال متى في بلدة عقتنيت بجنوب لبنان، معتبراً أن ما حصل جريمة وحشية ضحيتها مواطن بريء مسالم.
وأول من أمس، ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن دورية من مديرية المخابرات في بلدة عقتنيت ـــ صيدا أوقفت السوري (أ. أ) لإقدامه الخميس الماضي على قتل الفتى إيلي متّى بوساطة آلة حادة، وأنه بوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص».
وأكد رحمة، أن «هذه الجريمة يجب ألا تمر مرور الكرام، وأن تكون عبرة للمسؤولين اللبنانيين لكي يتشبثوا أكثر فأكثر برفض كل مخططات الخارج بإبقاء النازحين السوريين في لبنان ودمجهم في المجتمع اللبناني».
وشدد على أنه يجب على الدول المعنية بملف النزوح السوري التي تضغط على لبنان، ولاسيما الغربية منها، أن تتوقف عن ذلك، وأن تساعده على إغلاق هذا الملف بإعادة النازحين، والكف عن استخدامهم ورقة سياسية لابتزاز الدولة السورية، وإغراق بلادنا في مزيد من الأزمات.