ثقافة وفن

بمناسبة الذكرى الـ500 لتأسيس دير موسكو نوفوديفيتشي … الأرشمندريت فيليب: علاقات وطيدة بين الشعبين الروسي والسوري

| سارة سلامة

لأن دير موسكو نوفوديفيتشي يعتبر من أهم المعالم الدينية البارزة في موسكو ويتميز بطابعه القديم الذي ظل محافظاً علية منذ نهاية القرن السابع عشر كما أنه يتزين بمجموعة من الأبراج الذهبية ويعد من المواقع المندرجة ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو العالمية، أقيم في كنيسة الصليب في دمشق معرض للصور الفوتوغرافية، ومحاضرة خاصة بالذكرى الخمسمئة لتأسيس دير موسكو نوفوديفيتشي تعكس الفن المعماري للدير، ألقاها الأرشمندريت فيليب ممثل بطريرك موسكو وسائر روسيا، الذي تحدث لـ«الوطن» عن قدم الدير وعراقته والذي يعتبر أحد أبرز الأديرة المعروفة في موسكو، مبيناً أهمية العلاقات التاريخية المعاصرة بين الكنيستين- موسكو وأنطاكية- ومتانة العلاقات الوطيدة التي تجمع الشعبين الصديقين الروسي والسوري».

وفي تصريح مماثل بين مدير المركز الثقافي الروسي في دمشق نيكولاي سوخوف أن «هذا المعرض مهم للروس ونحن نحب في المركز الثقافي الروسي لقاء الجسور الثقافية والتعريفية بين شعبينا؛ ونحب أن نعرض للسوريين تاريخ روسيا وجمالها وأهمية المباني الأثرية القديمة حيث إن هذا الدير شيد منذ القرن السادس عشر».

تاريخ الدير

دير نوفوديفيتشي هو أحد أشهر الأديرة المعروفة في موسكو، يترجم اسمه أحياناً كـ «دير الخادمات الجديد»، وذلك تمييزاً له عن غيره من الأديرة الأكثر قدماً الموجودة في منطقة الكرملين. وهو بخلاف تلك الأديرة، فقد بقي على حاله منذ القرن السابع عشر وفي عام 2004 أدرجته اليونسكو كموقع تراث عالمي.

تأسس دير نوفوديفيتشي عام 1524 على يد الأمير الكبير فاسيلي الثالث في ذكرى حصار سمولينسك عام 1514. بني أصلاً كحصن في منحنى نهر موسكفا وأصبح جزءاً مهماً من الحزام الدفاعي الجنوبي للعاصمة، والذي تضمّن عدداً من الأديرة الأخرى. بعد تأسيسه، منح الدير 3000 روبل روسي وقريتي أخابينيفو وتروباريفو. ثم ألحق به إيفان الرابع عدداً من القرى الأخرى فيما بعد.

عرف عن دير نوفوديفيتشي أنه كان ملجأً لعدد من السيدات من الأسر الحاكمة الروسية وعشائر الـ بويار، من أمثال إيرينا غودونوفا زوجة فيودور الأول والتي لجأت للدير برفقة أخيها بوريس غودونوف وبقيا فيه إلى أن أصبح بوريس حاكماً، صوفيا أليكسييفنا شقيقة بطرس الأكبر، إيدوكسيا لوبوخينا زوجة بطرس الأكبر الأولى وغيرهن. في 1610-1611، سقط الدير بيد وحدة الكومنولث البولندي اللتواني بقيادة ألكسندر غوسيويسكي. بعدما استعادت القوات الروسية الدير، زوده الحكام بحراسة دائمة. بحلول نهاية القرن السابع عشر، كان الدير يملك 36 قرية. عام 1744، كان يعمل لدى الدير نحو 14489 من الفلاحين.

مقبرة العظماء

تروي مقبرة «نوفوديفتشي»، المعروفة باسم «مقبرة العظماء»، والواقعة جنوب غربي العاصمة الروسية موسكو، قصصاً مختلفة لعظماء ومشاهير وأدباء وقياصرة حطوا رحالهم الأخيرة فيها، وتحكي صفحات من التاريخ الروسي، تمتزج فيها الغرابة بالفن، والأدب بالمآسي، ويختلط فيها الحب والحرب.

ورغم أن «نوفوديفتشي» مثوى للراحلين، إلا أن جوانبها تزدان بمعالم الجمال حيث التماثيل المنحوتة بدقة، والقبور الشاهدة على عظمة أصحابها، تفاصيل تنطوي على الكثير من الغرابة والطرافة والتضحية، فكل قبر يبوح بأسرار، وكل شاهد يروي تفاصيل، ولكل زائر نصيب منها.

وتضم المقبرة الشهيرة المجاورة لدير وكنيسة يعودان إلى القرنين السادس والسابع عشر، رفات الرئيس السوفييتي السابق نيكيتا خروشوف، والرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن، والأديبين غوغل وأنطون تشيخوف.

وربما تأخذك الدهشة عندما تسمع أقوال المهتمين والمُطّلعين على التاريخ الروسي، بأن الوقت في هذا المكان يمضي بطريقة خاصة، مثل صفحات كتاب تتسارع فيها الأحداث، وتتنوع طوراً وتسير ببطء تارة لارتباطها بقصص مثيرة ومواقف لا تخلو من الدهشة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن