رام الله اعتبرتها دعوة لتصعيد العنف وتوسيع قواعد إرهاب ميليشيات المستوطنين … أولى ثمرات اتفاق نتنياهو – بن غفير شرعنة البؤر الاستيطانية وتطوير «المستوطنات الفتية»
| وكالات
بدأ اتفاق رئيس حكومة العدو المكلف بنيامين نتنياهو والمتطرف إيتمار بن غفير بالتبلور شيئاً فشيئاً، لجهة توسيع الاستيطان، والذهاب إلى أقصى التطرف ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، حيث يقضي الاتفاق في أحد جوانبه بإصدار قرار حكومي ينص على توفير جميع العوامل والميزانيات والآليات من أجل شرعنة البؤر الاستيطانية وتطوير «المستوطنات الفتية»، على حين أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن اتفاق نتنياهو – بن غفير، أوسع دعوة لتصعيد العنف في ساحة الصراع.
وذكرت وكالة «وفا» أن الخارجية أدانت في بيان أمس الإثنين، ما تناقله الإعلام الإسرائيلي بشأن إنجاز الحكومة الإسرائيلية مخططات استيطانية لبدء بناء 9 آلاف وحدة استيطانية على أراضي مطار قلنديا في القدس المحتلة، واستكمال عزل القدس عن محيطها من الجهة الشمالية وربطها بالعمق الإسرائيلي.
كما أدانت التصريحات والمواقف التي يطلقها أركان الائتلاف اليميني القادم برئاسة بنيامين نتنياهو خاصة من قِبل المتطرف العنصري بن غفير وأتباعه بشأن السماح للمستوطنين بالصلاة داخل باحات المسجد الأقصى، ونيته إعطاء تسهيلات في إطلاق الرصاص الحي على المواطنين الفلسطينيين، وشرعنة عشرات البؤر العشوائية.
وأشارت إلى أن ذلك كله سيؤدي إلى تعميق وتوسيع قواعد الإرهاب اليهودي وميليشيا المستوطنين المسلحة في الضفة الغربية المحتلة.
بدوره قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، إن ملامح الحكومة الإسرائيلية بدأت تتضح، وتتضح معها برامجها العدوانية والاستعمارية ومخططاتها لمسح حدود 1967، وتعزيز البؤر الاستعمارية وتحويلها إلى مستعمرات جديدة، وتزويدها بما تحتاجه، وتغطيتها قانونياً ومادياً وسياسياً، رغم إدراكنا أن جميع المستوطنات غير قانونية وغير شرعية حسب القانون الدولي.
وأوضح اشتيه في كلمته بمستهل جلسة الحكومة، أمس الإثنين، أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة التي ستعمل على تشكيل مليشيات من المستوطنين بحماية الجيش، تتوعد بمزيد من التصعيد على أوضاع متوترة أصلاً.
إلى ذلك كشفت صحيفة «إسرائيل اليوم»، الإسرائيلية أمس، عن خطة للحكومة الإسرائيلية المقبلة برئاسة نتنياهو، لشرعنة البؤر الاستيطانية، التي أقامتها ما تسمى «شبيبة التلال»، في الضفة الغربية.
ووفقاً للخطة التي تأتي في سياق اتفاق الائتلاف الحكومي بين حزب الليكود ورئيس حزب «عوتسما يهوديت»، المتطرف إيتمار بن غفير، سيتم الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لتطوير البنية التحتية، ورصد ميزانيات حكومية بمئات ملايين الشواكل لتحديث وتطوير ما يسمى «المستوطنات الفتية».
وأوضحت الصحيفة أن عرّاب هذه الخطة هو بن غفير، الذي أوضح أنه يسعى من خلال هذه الخطة إلى تبييض وشرعنة جميع البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، حيث منحت إلى حزب «عوتسما يهوديت»، بموجب اتفاق الائتلاف الحكومي صلاحيات واسعة من أجل تبييض المستوطنات بالضفة.
وكجزء من الاتفاق الائتلافي المتبلور، تم تكليف «عوتسما يهوديت» بمسؤولية تبييض وشرعنة 60 بؤرة استيطانية من الخليل وحتى المناطق الشمالية بالضفة الغربية، على أن تعرض الخطة على حكومة نتنياهو للتصديق عليها، وذلك بعد 60 يوماً من الإعلان عن تشكيل الحكومة.
ووفقا للاتفاق الائتلافي بين الليكود وبن غفير، فإن الخطة تقضي بإصدار قرار حكومي ينص على توفير جميع العوامل والميزانيات والآليات من أجل شرعنة البؤر الاستيطانية وتطوير «المستوطنات الفتية»، واستكمال عمليات التنظيم والتخطيط والتبييض لجميع المستوطنات في غضون 18 شهراً، كما سيتم إجراء تعديلات على قانون الكهرباء، الذي سيتيح التوصيل والربط الفوري بشبكة الكهرباء والبنية التحتية لجميع البؤر الاستيطانية.
من جهة أخرى اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الإثنين، 21 مواطناً من الضفة الغربية وقطاع غزة، كما اعتقلت، سبعة مواطنين، من محافظة القدس.
وعلى خط مواز اقتحمت قوات الاحتلال، أمس الإثنين، بلدة يعبد جنوب غرب جنين.
وأفادت مصادر أمنية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وسيّرت آلياتها في شوارعها، وداهمت عدة أحياء، منها: البعاجوة، وأبو شملة، والسلمة، من دون أن يبلغ عن اعتقالات، كما اقتحمت قوات الاحتلال، حي وادي الربابة أحد أحياء بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وذكرت «وفا» أن قوات الاحتلال اقتحمت حي وادي الربابة وانتشرت في أراضيه وحقوله بأعداد كبيرة.
وفي الخليل هدمت قوات الاحتلال، منزلين في خلة العيدة قرب جبل جوهر، شرق مدينة الخليل.
وذكر سكان المنطقة، أن مسلسل اعتداءات الاحتلال على بيوتهم وأراضيهم ومزارعهم متواصل منذ أعوام، وأن سياسة حكومة الاحتلال المبرمجة تهدف إلى تهويد المنطقة والسيطرة عليها، لتوسيع مستوطنة «كريات أربع»، المقامة على أراضي المواطنين شرق الخليل.
في غضون ذلك اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس الإثنين، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية منه.
وتواصل جماعات الهيكل المزعوم حشد أنصارها لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، فيما يسمى عيد «الأنوار/الحانوكاة» اليهودي، الذي يبدأ في 18 كانون الأول المقبل ويستمر مدة ثمانية أيام.
وردّاً على دعوات منظمات الهيكل المزعوم، أطلقت دعوات مقدسية لتكثيف الحشد والرباط في المسجد الأقصى، للتصدي لاقتحامات المستوطنين ومخططات الاحتلال.