سورية

نائب عن «العدالة والتنمية» تحدث عن إمكانية بدء «حقبة جديدة» في العلاقات … أردوغان يدعو إلى دعم جهود الحل السياسي للأزمة في سورية.. وجيشه يواصل العدوان!

| وكالات

رغم مواصلة جيش احتلاله عدوانه على الأراضي السورية، وتشديده أمس على أن بلاده عازمة على «استئصال» جذور ما سماها «التنظيمات الإرهابية» التي تشكل تهديداً لوحدة أراضي سورية والعراق وتركيا، في تأكيد جديد على استمراره في هذا العدوان، دعا رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان، الدول الإسلامية إلى دعم جهود الحل السياسي للأزمة في سورية «لـتخليصها من الإرهاب»! الذي دعمته أنقرة على مدى سنوات الحرب التي تشن عليها، في حين تحدث النائب عن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا أورهان ميري أوغلو، عن إمكانية بدء «حقبة جديدة» في العلاقات بين أنقرة ودمشق، لكن «من السابق لأوانه الحديث عن تعاون شامل».
وفي كلمة له خلال مشاركته في افتتاح الاجتماع الـ38 للجنة الوزارية الاقتصادية التجارية في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسطنبول، قال أردوغان:«يجب على الدول الإسلامية أن تبدي إرادة أقوى وأن تدعم جهود الحل السياسي في سورية ليتخلص البلد من دوامة الصراع والأزمة الإنسانية والإرهاب»، وذلك وفق ما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية.
وادعى أردوغان الذي أقامت إدارته مخيمات للاجئين السوريين قبيل بدء الحرب الإرهابية على بلادهم، حرصه على هؤلاء، وقال: إن «الوضع الاجتماعي والاقتصادي والإنساني في سورية أصبح أكثر مأساوية مع تفشي وباء كورونا»، مضيفاً: إن «تركيا تحتضن أكثر من 3.5 ملايين سوري داخل أراضيها وتقوم بوظيفتها الإنسانية تجاه الملايين في الداخل السوري».
ومع استمرار العدوان التركي بذريعة تفجير إسطنبول الذي اتهمت الإدارة التركية «حزب العمال الكردستاني- PKK» و«وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة ذراعاً للحزب في سورية بالضلوع فيه، دعا أردوغان إلى إنهاء «لعبة دعم «PKK» وامتداداتها التي تتخفى تحت ستار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
ولفت أردوغان إلى أن «التنظيمات الإرهابية» تستهدف الإسلام والمسلمين، رغم اختلاف أسمائهم وأهدافهم والبقاع الجغرافية التي ينشطون فيها، متحدثاً عن عزم إدارته على «استئصال جذور التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديداً لوحدة أراضي سورية والعراق وتركيا أيضا».
ويحتل الجيش التركي مساحات واسعة من أراضي شمال وشمال شرق سورية وينتهج فيها سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي ويرعى مرتزقة إرهابيين وميليشيات مسلحة تعمل على تنفيذ أجندات إدارة أردوغان في مناطق انتشارها.
وأردف أردوغان قائلاً: «أينما وجد ظلم أو نزاع أو بريء يموت جوعاً وعطشاً، فجميعنا سيتحّمل وزر ذلك»، مضيفاً: إن الأمة الإسلامية «تتحلى بروابط الأخوة وبوسائل القوة والمعرفة التي تمكنها من التغلب على جميع الخلافات والتباينات».
بموازاة ذلك، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن النائب عن «العدالة والتنمية» ميري أوغلو قوله: «من الصعب للغاية القول إن عملية التقارب مع سورية بدأت، وبالتالي تصعب الإجابة عن الأسئلة مثل: كيف؟ متى؟ مع من؟ ولماذا؟ على ما يبدو أن الجانب السوري لديه الرغبة في إجراء مفاوضات في دولة ثالثة، ومن المرجح أن تكون روسيا، لذلك من المبكر الحديث عن تعاون شامل، كما أن بداية حقبة جديدة في العلاقات بين دمشق وأنقرة قبل الانتخابات التركية ممكنة، وهذا احتمال كبير للغاية، لكن من الواضح أننا ما زلنا بعيدين عن فكرة الشراكة في العمل».
كلام ميري أوغلو جاء بعد يوم من تصريح لأردوغان قال فيه: إنه «يمكن أن تعود الأمور إلى نصابها (في العلاقات) مع سورية في المرحلة القادمة، مثلما جرى مع مصر، فليست هناك خصومة دائمة في السياسة».
والأربعاء الماضي، وبعد اجتماع الكتلة البرلمانية لـ«العدالة والتنمية»، قال أردوغان في تصريح رداً على سؤال بشأن إمكانية لقاء الرئيس الأسد: «من الممكن أن ألتقي مع الرئيس الأسد، فلا توجد خصومة دائمة في السياسة، وسنتخذ خطواتنا هذه في النهاية».
وسبق ذلك، تصريح لحليف أردوغان زعيم حزب «الحركة القومية» دولت بهتشلي أعلن من خلاله تأييده إجراء لقاء مع الرئيس الأسد، وقال وفق وسائل إعلام مقربة من الحكومة التركية: «الاتصال الذي أقامه رئيسنا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قطر اتصال صحيح، وبرأينا يجب إعادته»، مضيفاً: «ليس ذلك فحسب، بل يجب فتح لقاء مع رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد، وتشكيل إرادة مشتركة ضد المنظمات الإرهابية»، متحدثاً عن علاقات «تاريخية قوية» تربط البلدين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن