ثقافة وفن

النُّور المعرفيّ

| منال محمد يوسف

قد تتسامى «حقيقة المعرفة» بكل أشكالها عبر الأزمنة وتُشكّل منهجاً ثقافياً قد يفرض ألق حضوره في «مجلدات الثقافة العربية» وقد يتسامى النُّور المعرفيّ كُلّما أبحرنا أكثر فيما يُسمّى «بحر المعارف المتلاطم» وكُلّما بحثنا عن جوهر الأشياء وجوهر الشيء الثقافيّ، جاءت كلمته وأصبحت هي «الكلمة العُليا» وجاء السبب والمُسبب المعرفيّ لِيتحدا في جوهر الأشياء وجوهر القول الثقافيّ الجديد والمستجد في آن معاً.

كلّ هذا يجعلنا نقرأ «حقيقة النُّور المعرفيّ» وكيف أصبح صاحب الشعاع الثقافيّ الذي لا ينطفئ وإنما يبقى «قمره وهّاج المعارف» يأتي على الاسم والمُسمّى الثقافيّ فيجعل كلاً منهما يحملُ «إضافة معرفيّة» تسمو بحال التراكمية الثقافيّة وتجعلها مُباركة الرؤى، غزيرة الأفكار، وضاءة الأهداف الفكريّة والمعرفيّة في آن معاً.

مثلما يسمو حالها المعرفيّ والثقافيّ ويكون هذا «السموّ الثقافيّ» ويرتقي بمقدار ما يسمو حال الأمم التي تؤمن بأن «المعرفة هي ضرورة مثلى لتطور المجتمعات بكل مناحي ومجالات الحياة»، فالمعرفة هي المطلب الفكريّ الأول لكل من يطلب «العلم والمعرفة» ويتخذ منهما شراعه الأول والأمثل على الإطلاق.

ومن هنا ينبثقُ «النُّور المعرفيّ» وتظهرُ دساتير أمره وجوازم فعله الأرقى، وبالتالي يتسعُ مدّه وجزره ويبقى النُّور الأوحد الذي يحمل الكثير مما جادت به العقول وأقرت به وكذلك كانت تتخذ منه ذاك الشيء الذي يستحق التبجيل والذي يُسمّى فيما يُسمّى «دساتير المعرفة الخلاّقة» هذه الدساتير التي كان يسطع نورها على مدى هذا التاريخ الطويل.

وما زال متوهّجاً بحال حضوره الثقافيّ حيث يتم ظهور ذلك الشيء الذي تجدر تسميته بتلك «اليقظة المعرفيّة» التي جاءت لتمتثل وكأنّها تحملُ مشكاة الفكر الإنسانيّ الأوّل، وتوقدُ قنديلاً ثقافياً يبقى متوهج الرؤى الفكريّة وقد يسعى سعياً محموداً ويحاول أن يُحاور ويُحادث ما يُسمّى «بنور تعاقب الحضارات» ما يجعله يترك دليلاً فكرياً ملموساً بذلك يُسهم في تكوين «الثقافة المعرفيّة المثلى».

كلّ ذلك يتبين «نور حاله المعرفيّ» ويجعلنا نقرأ دساتير وجده، وكذلك نقرأ فحوى ترجمته الفعلية لمدارك المعرفة العقلية، وكيف يجب الأخذ من نهرها الجاري الذي لا ينضبُ في حالٍ من الأحوالِ.

وإنما يبقى كذاك السجل التاريخيّ الذي يحمل ذاك الذي يُسمّى «أدبيات المعرفة الناطقة علماً»، يبقى يحملُ شعاع الإرث الثقافيّ ونوره الوهّاج ورمزيّة الأشياء الناطقة والدالة عليه..

ومن هنا تظهر ونقرأ «رمزية النُّور المعرفيّ» الذي يأتي إلينا عبر الأجيال ويحملُ خير الأسفار التي تنطقُ معرفةً كما يحمل خير ما أنتجه «العقل البشريّ وخير رسالته» التي كانت وما زالت تُمثّل خير الأبجديات التي جاءت وتعاقبت من الأزل وحتى يومنا هذا..

وما زالت تتعاقب «أبجديات المعرفة وصوتها الذي يخرق الزّمان والمكان وكذلك يبقى صداه المؤثر على مرّ العصور».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن