رياضة

تغييرات غير ملبية للطموح في لجنة منتخبات السلة

| الوطن

مضى أكثر من عامين على تولي لجنة المنتخبات الوطنية لمهامها ابتداء من تولي اللجنة المؤقتة وانتهاء باللجنة الحالية، ونعتقد بأنها مدة كافية لبيان مدى قدرة هذه اللجنة على تقديم أشياء جديدة وتطوير مستوى منتخباتنا الوطنية، فعلى الرغم من الدعم اللامحدود الذي شهدته هذه اللجنة في عهد القيادة الرياضية الحالية غير أن عطاءها لم يكن مثمراً ولا موازياً لحجم الدعم المقدم، فجاءت النتائج فجة لا لون ولا رائحة، وبدلاً من تطور مستوى منتخباتنا بجميع فئاتها على صعيد المستوى الفني والنتائج الرقمية تراجع مستواها ومنيت بخسارات ما أنزل الله بها من سلطان كانت كافية لترك بصمة مؤلمة لدى عشاق السلة السورية.

في عهد

في عهد لجنة المنتخبات الوطنية سارت تحضيرات منتخباتنا الوطنية على عادتها من دون أي شيء جديد يساهم برفعها والنهوض فسارت بلا هدف ولا تنظيم وبعض المنتخبات كان تحضيرها أشبه بدوري للأحياء الشعبية، فهذا المنتخب يحضّر قبل البطولة بشهور، ومنتخب آخر يدعى قبل البطولة بأيام قليلة، وهذا المنتخب يعسكر من دون مباريات ودية، ومنتخب آخر يسافر لاعبوه من دون مصروف جيب، ولأن إستراتيجية الاتحاد ضبابية وعشوائية وارتجالية جاءت تحضيرات المنتخبات بنظام «خود وهات ومشي شغل» بعيداً عن أي عمل يؤسس لمرحلة مستقبلية لذلك ستبقى منتخباتنا تائهة تحت مظلة الاجتهادات الشخصية والتفرد بالقرارات.

تغيير مضحك

اتسعت فسحة تفاؤل جميع محبي السلة السورية بالتغييرات التي أجراها اتحاد كرة السلة بلجانه الفنية، وظن الجميع أن اللجان سيشملها تغيير شامل، لكن فسحة تفاؤلهم لم تدم طويلاً بعدما اصطدم محبو السلة السورية بتغييرات ذكرتنا بحارة( كل مين ايدو الو)، لتبقى لجنة المنتخبات الوطنية على حالها برئاسة رئيس اتحاد كرة السلة الذي لم ينجح في عمله بإدارة ملف هذه اللجنة، والسؤال هنا، ما المدة الزمنية الكافية التي وضعها رئيس اللجنة ليصل إلى نتيجة مفادها أنه غير قادر على التطوير، وهل من نتائج أسوأ من تلك التي تحققت في عهده ليصل إلى قرار أنه غير قادر على العمل بهذه اللجنة ويفسح المجال لغيره، وهل صحيح أنه لا يوجد في كوادر كرة السلة السورية من يصلح لترأس هذه اللجنة، أم إنه (خرطه الخراط وانقلب ومات).

أيها السادة أجمع النقاد على مقولة تغيير الأحكام بتغيير الأزمان على أن المياه الراكدة إذا لم تتجدد بالروافد تفسد وتفقد صلاحيتها للاغتسال وإرواء الظمأ، وكم كان جميلاً من رئيس هذه اللجنة بعد سلسلة من الخسارات القاسية التي منيت بها منتخباتنا في عهده أن يترك العمل لبعض كوادرنا المبعدة لإثبات قدرتها على التجديد ويتخذ هو دور المشرف والناصح والداعم، أم إن حب السفر والاستجمام وتعديل المزاج أهم بكثير من مصلحة منتخباتنا التي لم تر النور في عهده.

جهد بسيط بذلته في هذه الأسطر لأثبت بديهيات التغيير في لجنة المنتخبات الوطنية، فأي تغيير هذا الذي أصبحت البديهيات تحتاج لجهد من أجل إثباتها.

خلاصة

من يرد أن يبني كرة سلة متحضرة فليبدأ من الروزنامة المستقرة وخطة إعداد للمنتخبات الوطنية تبدأ اليوم وتنتهي بعد خمس سنوات ولكل منتخب ميزانية وأهداف، ومن يتولَّ مهام رئاسة اللجنة الجديدة فيجب أن يعرف ما له وما عليه وما المطلوب منه وما مخصص له.

أما أن نخلط الماء بالزيت ونصر على نجاح الخليط فهو اتجاه يعكس جهل القائمين على شؤون المنتخبات وضعف الإمكانيات الموفرة لهم.

فعلاً صدق من قال ما أسهل الكلام وما أصعب العمل، وخاصة في عهد المنظرين، لأنه ليس صحيحاً أن نقبل بأشخاص لا يملكون شيئاً من وضوح الرؤية ولا يهمهم إلا أنفسهم ومصالحهم الشخصية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن