تقلدوا مناصب أمنية وأصبحوا من أصحاب القرار.. والاستخبارات التركية تغض الطرف … متزعمون ومسلحون دواعش تحت جناح «النصرة» و«الجيش الوطني»
| وكالات
وجد متزعمو ومسلحو تنظيم داعش الإرهابي في تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي، ملاذاً آمناً وحاضنة لحمايتهم، بعد أن سمحت لهم قوات الاحتلال الأميركي وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من الأخيرة بالخروج آمنين من مناطق شمال شرق سورية «بمسرحيات»، حيث تقلد بعضهم مناصب أمنية والبعض الآخر أصبح من أصحاب القرار، وسط صمت استخبارات الاحتلال التركي عن ذلك رغم علمها بهم.
وفي تقرير نشرته أمس ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية، أن «قسد» المدعومة من «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بحجة محاربة داعش، «أجبرت» خلال حربها ضد الأخير في شمال شرق سورية، «أمراء» ومسلحين ينتمون لهذا التنظيم، مع استمرار ذلك حتى اللحظة، على إيجاد منأى لهم وحاضنة تحميهم!
ولفتت إلى أن هؤلاء الأمراء والمسلحين وجدوا في تنظيم «النصرة» و«الجيش الوطني» ضالتهم، حيث تقلد بعضهم مناصب أمنية وزعامات وبعضهم بات من أصحاب القرار، وسط صمت الاستخبارات التركية عن ذلك مع علمها يقيناً به.
يذكر أن قوات الاحتلال الأميركي و«قسد» خاضت حرباً مزعومة ضد تنظيم داعش الذي انتشر في المنطقة الشرقية في السنوات الماضية، وكانت مدينة الرقة شاهدة على ذلك، حيث أسدلت تلك القوات و«قسد» الستار على آخر فصول مسرحيتهما في هذه المدينة في شهر تشرين الأول عام 2017 بإعلانهما عن انتهاء العمليات فيها ضد التنظيم بعد اتفاق قضى بخروج الأخير عبر ممرات آمنة منها من دون قتال.
وحالياً تفيد تقارير عديدة بمحاولة قوات الاحتلال الأميركي إعادة إحياء التنظيم من خلال تدريب متزعميه ومسلحيه في قواعدها غير الشرعية بشمال شرق سورية لمحاربة الجيش العربي السوري.
ونقلت الوكالة عن مصدر من «النصرة» تأكيده أن القائمة بأسماء «أمراء وأمنيي» داعش في صفوف «النصرة» والميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي، «تطول»، لكنه سرد بعض الأسماء في صفوف «النصرة» و«الجيش الوطني» وبعضهم على علاقة وطيدة بالاستخبارات التركية.
ومن بين تلك الأسماء، ذكر المصدر، أن الملقب «أبو المغيرة الشامي»، اسمه محمود طه، من أهالي بلدة قارة في القلمون الغربي، وهو الآن من أبرز المشرفين الأمنيين على سجون الـ106 في القاطع الشمالي من مناطق سيطرة «النصرة» في إدلب (الدانا وسرمدا وصولاً إلى مخيمات أطمة)، وهو صاحب سجل في الانتهاكات بحق سكان مدينة الباب المحتلة بريف حلب الشرقي خلال عهد سيطرة تنظيم داعش على المدينة، حيث كان يشغل منصباً في «الجهاز الأمني» للتنظيم تحت إمرة المدعوين «أبو حامد الجزراوي» و«أبو سفيان التونسي».
وأشار المصدر إلى أنه بعد ذلك توجه «الشامي» نحو مدينة منبج ثم مدينة الرقة ليصل إلى محافظة دير الزور، بفعل ضربات «التحالف» وتقدم «قسد»، حيث تمكن من الهرب عبر مهربين نحو منطقة الراعي وصولاً إلى إدلب وبفعل الوساطات والتقارب مع «أمراء» في «النصرة» خلال العام 2018، تمكن من الدخول فيما يسمى «جهاز أمن» تنظيم «النصرة» وبات من أبرز أمنييه.
ومن الأسماء أيضاً، أشار المصدر إلى الملقب «أبو عدي الجزراوي»، وأكد أن اسمه عزام الدوسري، وكان مسؤولاً عما يسمى «مكتب السبايا» (المختطفات الإيزيديات) في مدينة البوكمال بريف دير الزور ومدينة القائم العراقية ضمن ما تسمى آنذاك (ولاية الفرات).
ولفت المصدر إلى أنه سجلت آنذاك بحقه عشرات الانتهاكات بحق النساء الإيزيديات وأبنائهن، وأنه يعمل الآن ضمن ما يعرف بـــ«هيئة الزكاة» التابعة لما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لتنظيم «النصرة».
وتحدث المصدر عن أبرز الشرعيين في تنظيم «النصرة» حالياً، مشيراً إلى المدعو «حيش الحمصي» الذي أكد أنه في عهد تنظيم داعش كان يلقب بـ«أبو عبيدة الراوي»، واسمه عمر الراوي، وكان من شرعيي التنظيم على حين كانت تسمى «ولاية البركة» وتحديداً في قاطع مدينة الشدادي بمحافظة الحسكة وما يتبع له.
وكشف، أن الحمصي «نفذ حكم القصاص بما يتضمنه من قطع الرؤوس وجلد وإخفاء للمعتقلين بتهم تتراوح بين العمالة والكفر وبأدلة لا أصل لها للعديد من المدنيين الأبرياء».
وأشار المصدر إلى أن الحمصي يتولى حالياً دورات شرعية في معسكرات «النصرة»، إضافة لدورات في الانغماس والعمليات الانتحارية على جبهات إدلب وحلب للإرهابيين المنضويين ضمن ما يعرف باسم غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها تنظيم «النصرة».
وذكر المصدر أيضاً، اسم منهل التركاوي، الملقب بـ«أبو رياض التركاوي»، وهو متزعم ما تسمى «كتائب خالد بن الوليد» العاملة في مدينة رأس العين المحتلة شمال الحسكة.
والتركاوي، كان من أبرز تجار السلاح والتهريب وصاحب مكانة رفيعة لدى خلايا تنظيم داعش في الرقة ودير الزور بالنسبة لعمليات تأمين السلاح بكل أشكاله وتأمين تنقلات «أمراء» التنظيم ما بين تركيا والأراضي السورية، حسب المصدر الذي أكد أنه يتمتع حالياً بمكانة في «الجيش الوطني» إلى جانب علاقاته القوية مع الاستخبارات التركية.