«لو موند»: الصراع الأوكراني يلقي بظلال من الشك على مستقبل الطاقة النووية الفرنسية … دير لاين: الاتحاد الأوروبي يحاول إيجاد طرق لاستخدام الأصول الروسية المجمّدة لديه!
| وكالات
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي يحاول إيجاد طرق لاستخدام الأصول الروسية المجمّدة لديه، لتعويض أوكرانيا أضرار العملية العسكرية الروسية، على حين أوضحت صحيفة «لو موند» الفرنسية أن قطاع فرنسا النووي لا يمكنه الاستغناء عن روسيا.
ونقلت قناة «الميادين» عن فون دير لاين، قولها في تصريحات، أمس الأربعاء: «مع شركائنا، سوف نتأكد من أن روسيا ستدفع ثمن الدمار الذي تسببت به، بالأموال المجمدة لرجال الأعمال الروس، وبأصول بنكها المركزي».
وأكّد نائب رئيس مجلس الفيدرالية الروسي قسطنطين كوساتشوف في وقت سابق أن محاولة الاتحاد الأوروبي لمصادرة الأصول الروسية المجمّدة لديه تعتبر مصادرة للممتلكات، مشدداً على أن هذه الخطط تعدُّ انتهاكاً للدستور الأوروبي والقانون الدولي.
وشدد على أن روسيا والمواطنين الروس والكيانات القانونية لم ينتهكوا أي شيء، فضلاً عن أن الغرب لا يملك الحق في الحكم.
وقال المفوض الأوروبي لشؤون العدالة ديدييه رايندرز، في وقت سابق: إن دول الاتحاد الأوروبي جمّدت 17.4 مليار يورو من الأصول التجارية الروسية.
وأقرّت دول الاتحاد الأوروبي، منذ نهاية شباط الماضي، 8 حزم من العقوبات على روسيا، وأدرجت في قائمة عقوباتها أكثر من 1300 شخصية ومنظمة روسية، وذلك على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
من جهة ثانية ذكرت صحيفة «لو موند» الفرنسية، في تقرير لها أمس، أن روسيا تمتلك المحطة الوحيدة في العالم القادرة على إعادة تدوير اليورانيوم المتسرب من المفاعلات النووية الفرنسية.
وأوضحت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا كشفت أن الصناعة النووية الفرنسية تعتمد بشكل كبير على موسكو، إذ إن هناك منشأة واحدة فقط في العالم قادرة على إعادة تدوير اليورانيوم الناتج عن الوقود المستخدم في 56 مفاعلاً في البلاد، وهو مصنع سيفيرسك الواقع في منطقة تومسك في سيبيريا، والذي ينتمي إلى مجموعة روساتوم الروسية».
وأشارت إلى أن الوقف النهائي لتجارة اليورانيوم بين باريس وموسكو سيكون له عواقب حتمية على قطاع إعادة تدوير اليورانيوم، ويمكن أن يؤدي في النهاية إلى اعتباره من النفايات الإضافية التي يجب إدارتها، وليس كمواد يمكن إعادة استخدامها.
وفي السياق، أفادت «لو موند» أنه في العامين الماضيين، جرى إرسال اليورانيوم من فرنسا إلى روسيا، ووثقت منظمة السلام الأخضر غير الحكومية المناهضة للأسلحة النووية ما لا يقل عن 5 شحنات بين كانون الثاني 2021 وكانون الثاني 2022».
وأضافت: «حُمّلت 11 حاوية في ميناء لوهافر في 12 شباط 2021، و20 حاوية في دونكيرك في 29 تشرين الأول 2021، و13 حاوية في نفس الميناء في تشرين الثاني 2021. وفي 28 أيلول 2022، أي بعد 7 أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا، وكشفت المنظمة مرة أخرى عن وجود سفينة الشحن الروسية ميخائيل دودين في ميناء دونكيرك».
وتابعت الصحيفة: «حتى تشرين الأول الماضي، استمرت مجموعة أورانو الفرنسية في إرسال اليورانيوم المستهلك إلى سيبيريا، حيث يوجد مصنع لمعالجة النفايات النووية»، مشيرةً إلى أن الصراع الأوكراني يلقي بظلال من الشك على مستقبل الطاقة النووية الفرنسية.
ولفتت إلى أن هذه القضية لديها القدرة على التحوّل إلى أزمة وقود مع ما يوازيها من أزمة غاز حالية، لذلك تحتاج الدول الأوروبية الآن إلى البحث عن بديل من روسيا.