مواجهة بين ثاني وثالث المونديال السابق لبلوغ أحدهما دور الستة عشر … فرص متفاوتة لرباعي المجموعة الخامسة للتأهل … أسود الأطلس على أبواب تكرار إنجاز مكسيكو 86
| خالد عرنوس
وتستمر النسخة الثانية والعشرين من المونديال بالمضي نحو أول أدوار الإقصاء فتختتم اليوم منافسات المجموعتين الخامسة والسادسة وفيها منافسة قوية على البطاقات الأربع حيث لم يضمن أحد بلوغ الدور القادم واللافت أننا سنفتقد منتخباً أوروبياً كبيراً على الأقل وربما ارتفع العدد في حال واصلت مفاجآت الساحرة المدورة بالظهور في قطر 2022، ففي المجموعة السادسة سيكون الصدام لاهباً بين وصيف بطل المونديال الكرواتي وثالث البطولة الأخيرة البلجيكي على بطاقة ثمن النهائي وهما اللذان دخلا البطولة مرشحين بنسبة كبيرة للوصول إلى مربع الكبار، وفي المجموعة ذاتها يملك المنتخب المغربي فرصة كبيرة للالتحاق بالدور القادم عندما يلتقي نظيره الكندي ويكفي الفريق الشقيق التعادل لينال هذا الشرف بعد 36 عاماً من تحقيقه الإنجاز ذاته للمرة الأولى والوحيدة في خمس مشاركات سابقة.
وفي المجموعة الخامسة يتوقف تأهل كبيري القارة العجوز (اللاروخا الإسباني والمانشافت الألماني على نتيجتيهما أمام الياباني والكوستاريكي والأمر بحاجة لحسبة برما خاصة بعد التعادل الذي ساد مواجهتهما في الجولة الثانية، ففريق الماكينات متذيل الترتيب بإمكانه التأهل بينما المتصدر الإسباني قد يجد نفسه خارج المونديال وحينها لا ينفع الندم على ما فوت في لقاء الألمان، وتقام مباراة ألمانيا مع كوستاريكا على استاد البيت بينما مباراة إسبانيا مع اليابان فتقام في استاد خليفة الدولي وكلاهما ينطلق في العاشرة مساءً.
وتختتم الجمعة منافسات الدور الأول من خلال 4 مباريات في المجموعتين الأخيرتين، ففي السابعة يلتقي منتخبا صربيا وسويسرا على ملعب «974» وعينهما على البطاقة الثانية بعدما قطع السيليساو البرازيلي الأولى لكنه يلعب مباراة هامشية أمام الكاميروني الذي يملك بصيص أمل على الورق لكنه يقترب من السراب على أرض الواقع، وتقام المباراتان بتوقيت واحد (العاشرة مساءً)، ويتشابه الوضع في المجموعة الثامنة مع فارق أن المتأهل البرتغالي يلتقي مع الكوري الجنوبي (3 نقاط) على استاد المدينة التعليمية، بينما منتخب غانا (3 نقاط) يلتقي مع الأورغواي (نقطة واحدة) في استاد الجنوب والمباراتان في السادسة مساءً.
صدام أوروبي
يعيش منتخب أسود الأطلس على وقع ذكريات خالدة عاشتها بلاده في مكسيكو 86 عندما يلتقي نظيره الكندي اليوم فالتعادل كاف لرفاق حكيمي وزياش ليكتبوا تأهلهم الثاني إلى ثمن النهائي أما الفوز فربما وضعهم في صدارة المجموعة السادسة وهو ما يستحقونه بعدما قدموا أداءً جميلاً ومستوىً رفيعاً أمام الأوروبيين ونجح بالحفاظ على نظافة شباكه، على حين المنتخب الكندي يحتاج إلى ما يشبه المعجزة لدخول التاريخ ويتوقف الأمر على انتصار كبير ( بالخمسة) مقابل فوز الكروات أو حتى بلجيكا.
وفي المجموعة ذاتها سيكون سقوط واحد من الفريقين الأخيرين أمراً واقعاً عندما يتقابلان في مواجهة بين ثاني وثالث المونديال الماضي وبالتالي ستخسر القارة العجوز فريقاً من المرشحين للمنافسة، وللحق فلم يقدم شياطين بلجيكا الحمر ما كان منتظراً منهم فنجوا من السقوط أمام الكنديين لكنهم لم ينجحوا بالنجاة أمام المغاربة فخسروا مع الرأفة بهدفين، الشيء الذي رسم علامات استفهام كبيرة حول أداء بعض النجوم كأفراد والفريق كمجموعة تحت قيادة مدرب محنك يدعى مارتينيز إلا أن العنوان الرئيس هو نهاية هذا الجيل البلجيكي الرائع بطريقة مخيبة.
كبيران مهددان
في المجموعة الخامسة يتصدر اللاروخا الإسباني الترتيب بـ4 نقاط ثم اليابان وكوستاريكا بـ3 نقاط وأخيراً المانشافت بنقطة واحدة، وهذا يعني أن كل المنتخبات مازالت آمالها حاضرة ببلوغ المشهد التالي من البطولة وحتى المنتخب الإسباني مهدد بعدم التأهل على الرغم من فوزه الباهر افتتاحاً وأفضليته على الألماني، إلا أن التعادل سيكون كافياً للاروخا لحجز مقعده وحتى في حال خسارته بنتيجة ضئيلة كاف له شريطة التعادل في المباراة الموازية والتي تجمع المانشافت بالتيكوس ويتطلب الأمر من الأول الفوز بنتيجة قياسية (في المونديال الحالي) لضمان التأهل أما فوزه بنتيجة عادية فيتطلب فوز اللاروخا على الساموراي.
والمثير في هذه المجموعة أن ممثل آسيا استطاع قهر المانشافت لكنه سقط أمام التيكوس وبات بحاجة إلى فوز على اللاروخا لضمان عبوره إلى ثمن النهائي دون النظر إلى النتيجة الأخرى والخسارة تعني خروجه بينما ممثل الكونكاكاف فيحسب به نهوضه بعد السقوط المريع بالسبعة أمام فريق لويس إنريكه وبات بحاجة للفوز ولو بهدف ليتجاوز الدور الأول للمرة الثانية بتاريخه وسبق لبعض لاعبي الجيل الحالي أن حققوا الإنجاز قبل ثمانية أعوام عندما تصدروا مجموعة تضم ثلاثة أبطال سابقين.
صورة طبق الأصل
تتشابه أوضاع الفرق في المجموعتين السابعة والثامنة بعد ضمان المتصدرين البرازيل والبرتغال التأهل إلى الدور الثاني وتبقى حظوظ الفرق الستة الأخرى قائمة، ففي السابعة سيكون الصدام نارياً بين صربيا وسويسرا على البطاقة الثانية مع ضعف آمال الكاميرون التي تواجه البرازيل حيث لم يسبق لأبناء السامبا أن خسر ولو نقطة أمام الأفارقة في المونديال، وكان الناتي تأهل على حساب نسور صربيا في المونديال الماضي إلا أن كفة الصرب راجحة تاريخياً وبما فيها مواجهات سويسرا مع يوغسلافيا بواقع 6 انتصارات و3 هزائم و5 تعادلات منها 3 انتصارات رسمية والهزيمة الوحيدة لصربيا كانت في المونديال الماضي بنتيجة 1/2.
وفي الثامنة يعيش أول بطل للعالم السيلستي على وقع كابوس الخروج من الدور الأول للمرة الثالثة بتاريخه والأولى منذ مونديال 2002 عندما يواجه نجوم غانا السوداء في مباراة يسعى الأفارقة من خلالها للثأر من خسارة 2010 بركلات الترجيح والتي أضاعت على الغانيين يومها فرصة خوض نصف النهائي، والغريب أن منتخباً يضم في خطه الأمامي لويس سواريز وكافاني وداروين نونيز أخفق بالتسجيل خلال 180 دقيقة وبالتالي فمن لا يسجل لا يستحق الحضور في الدور الثاني، إلا أنه بالمحصلة فمجرد الفوز ولو بهدف على غانا قد يضع السيلستي في ثمن النهائي في حال خسارة الكوريين أمام البرتغال، أما فريق النجوم فيكفيه الفوز ليقطع الشك باليقين بينما تعادله كاف في حال فوز البرتغال.
على هامش المواجهات
– لعب المنتخب الإسباني 5 مباريات ضد منتخبات آسيا ومنها 3 أمام الكوري الجنوبي ففاز عليه 3/1 في عام 1990 وتعادلا 2/2 في 1994 وتعادلا مجدداً صفر/صفر في ربع نهائي 2002 قبل أن يفوز الكوري بالترجيح، وفاز على السعودي بهدف في 2006 وعلى الأسترالي 3/صفر في 2014، بينما لعب الياباني 11 مباراة أمام منافسين من القارة العجوز ففاز بثلاث منها وتعادل بثلاث وخسر 5 مرات.
– خاض المانشافت 8 مباريات مع فرق الكونكاكاف ففاز بست منها مقابل تعادل وخسارة والنتيجتان الأخيرتان أمام المكسيكي فتعادلا سلباً في ربع نهائي 1986 قبل أن يفوز بالترجيح وخسر في المواجهة الأخيرة عام 2018 بهدف، وفاز في المواجهة الوحيدة مع كوستاريكا 4/2 في 2006، أما المنتخب الكوستاريكي فقد لعب 13 مباراة أمام الأوروبيين ففاز بـ3 وتعادل 5 مرات وخسر 5 مباريات.
– لم يواجه المنتخب الكندي أي منتخب إفريقي في المشاركة الأولى بالمونديال، وكذلك لم يسبق للمنتخب المغربي أن واجه منافساً من أميركا الشمالية والوسطى.
– خاض المنتخب الكرواتي 10 مباريات ضد منتخبات أوروبية ففاز 6 مرات وتعادل مرتين وخسر مرتين أمام فرنسا، في نصف نهائي 1998 بنتيجة 1/2 وفي نهائي 2018 بنتيجة 2/4، بينما خاض البلجيكي 21 مباراة ضد منتخبات أوروبية ففاز بست منها وخسر 11 مباراة وتعادل 4 مرات.
– خاض منتخب البرازيل 7 مباريات أمام منتخب إفريقية ففاز بها جميعاً، بينما خاض الكاميروني 6 مباريات أمام اللاتينيين ففاز على الأرجنتين 1/صفر في 1990 وعلى كولومبيا في البطولة ذاتها 2/1 وتعادل مع البيرو سلباً في 1982 ومع تشيلي 1/1 في 1998 وخسر أمام البرازيل صفر/3 في نسخة 1994 و1/4 في مونديال 2014.
– خاض منتخب صربيا (يوغسلافيا) 20 مباراة ضد منتخبات أوروبا (6 انتصارات 4 تعادلات و12 هزيمة)، أما منتخب سويسرا فلعب 22 مباراة ضد منافسين أوروبيين (7 انتصارات و3 تعادلات و13 هزيمة).
– لعبت البرتغال 5 مرات ضد منتخبات آسيا ففازت على كوريا الشمالية 5/3 في 1966 و7/صفر في 2010 وخسرت من كوريا الجنوبية بهدف في 2002 وفازت على إيران 2/صفر غي 2006 وتعادلت معها 1/1 في 2018، بينما لعبت كوريا الجنوبية 23 مباراة أمام الأوروبيين (5 انتصارات و6 تعادلات و12 هزيمة).
– واجهت الأورغواي الأفارقة في 7 مباريات فتعادل مع السنغال 3/3 في 2002 وعلى جنوب إفريقيا 3/صفر في 2010 وتعادل مع غانا 1/1 في البطولة ذاتها قبل أن يفوز بالترجيح وفاز على مصر بهدف عام 2018، أما غانا فقد لعبت مع أورغواي في ربع نهائي 2010 وقبلها خسرت من البرازيل صفر/3 عام 2006.
دور الستة عشر
دون توقف تستمر المنافسة في المونديال فيفتتح منتخبا هولندا وأميركا منافسات الدور الثاني (أول أدوار خروج المغلوب) في السادسة من مساء السبت في استاد خليفة الدولي وتليها في العاشرة مباراة تجمع بطل المجموعة الثالثة مع ثاني المجموعة الرابعة على ملعب أحمد بن علي والتي عرف طرفاها أمس، وبالعودة إلى لقاء الطواحين مع أبناء العم سام فهي المواجهة الرسمية الأولى بين المنتخبين اللذين سبق أن تواجها ودياً خمس مرات ففاز الهولنديون في أول أربع منها مقابل فوز وحيد للأميركيين عام 2015، ويمكن القول إن الطواحين مازالوا مرشحين للمنافسة على اللقب رغم أنهم لم يفدموا في الدور الأول عروضاً تؤكد هذا الكلام على حين أظهر المنتخب الأميركي في الدور ذاته أنه منتخب متطور يمكنه التسبب بأذى المنتخبات الكبيرة، ويمكن اختصار المواجهة بين المنتخبين بين مهارات الهولنديين ودفاع الأميركان وحارسهم المتألق من جهة وبين كريسيان بوليسيتش أفضل لاعبي بلاد العم سام في البطولة وفيرجيل فان دايك أحد أفضل قلوب الدفاع في العالم وهي المواجهة التي كانت لقاءات تشيلسي وليفربول شاهداً عليها.
وسبق لمنتخب أميركا أن لعب 21 مباراة ضد المنتخبات الأوروبية ففاز بثلاث منها مقابل 7 تعادلات و11 هزيمة، على حين لعب المنتخب الهولندي مرتين أمام فريق من الكونكاكاف وكانتا أمام المكسيك فتعادلا 2/2 عام 1998 وفاز 2/1 في الدور الثاني لمونديال 2014.