رياضة

في آخر المباريات المؤجلة من الدوري الكروي الممتاز … مواجهة قوية بين الفتوة وتشرين لتحسين المواقع

| ناصر النجار

تنطلق غداً الجمعة الثانية ظهراً على ملعب الجلاء آخر المباريات المؤجلة التي تجمع فريق الفتوة مع فريق تشرين، وسبق للجزيرة أن لعب مباراتيه المؤجلتين في وقت سابق من الأسبوع الماضي فخسر أمام الوثبة بهدف نظيف وأمام الجيش بالنتيجة ذاتها، هاتان المباراتان وما انتهتا إليه أثرتا في جدول الترتيب فانتقل الوثبة إلى صدارة الدوري وصار لديه 16 نقطة، بينما شارك الجيش وصافة جبلة ولكل منهما 14 نقطة ولكنه يتأخر عن جبلة بفارق الأهداف، أما الجزيرة فقد استقر في المركز الأخير بلا نقاط، أيضاً لم يسجل أي هدف في المباريات الست وهذه سابقة لم تحدث في الدوري الكروي حتى الآن.

مباراة الغد تأخذ الأهمية ذاتها من ناحية تأثيرها في الترتيب، فالفتوة يحتل المركز الخامس برصيد ثماني نقاط وفوزه يدفعه لدخول مربع الكبار واستعادة العزم لدخول المنافسة من أوسع أبوابها، وينطبق الكلام نفسه على بطل الدوري تشرين الذي يحتل ثامن الترتيب بست نقاط وهو بموقع لا يليق بالبحارة كبطل حاز لواء الكرة السورية في السنوات الثلاث الماضية، المباراة نقاطها مضاعفة وإذا كانت من نصيب تشرين فإنه سيرتقي بالترتيب فوق مستضيفه.

الفتوة منذ بداية الدوري وضع نصب عينيه بطولة الدوري والمنافسة عليه وقد أعلى سقف طموحاته وطموحات جماهيره العاشقة من خلال تعاقداته التي تجاوزت الخمسة عشر لاعباً من أميز لاعبي الدوري الكروي الممتاز ونصفهم أو أكثر من عداد المنتخبين الأول والأولمبي، وحسب الجميع إن الفتوة قادم إلى الدوري ليلتهمه ويحقق ما يصبو إليه منذ انطلاقته، بل منذ المباراة الأولى، ولكن الحسابات لم توافق التوقعات والآمال، فلم تأت النتائج متوافقة مع آمال القائمين وأحلام عشاقه، فليس بالضرورة إن جمعت نجوم الكرة السورية أن تحقق ما نريد من الآمال والتطلعات، وهذه المشكلة داهمت كرة الفتوة وربما كان السبب بعدم تحقيق المطلوب عدم دخول اللاعبين بمرحلة الانسجام التام والتناغم، فالفتوة قطف من كل بستان وردة، وصهر الفريق، وجعله على قلب رجل واحد يحتاج إلى الوقت، وإن لم يحقق الفتوة ما يتمنى هذا الموسم فقد يحققه الموسم القادم إن حافظ على لاعبيه، ولم يغيّر أو يبدّل في التشكيلة، فالخطأ القاتل في كل فرقنا أنها توقع عقوداً موسمية مع اللاعبين وفي كل موسم تتغير التشكيلة أو معظمها، ليبدأ الفريق من الصفر في كل موسم، ونجاح كرة القدم مرهون بالاستقرار والثبات سواء على صعيد اللاعبين أو المدربين.

أهم مشكلة يعاني منها فريق الفتوة هي العقم الهجومي، فالفريق لم يسجل من الأهداف كما ينبغي وهذه المشكلة بدت في مراحل الاستعداد الأولى والتي تليها، وإلى الآن لم يجد القائمون على الفريق الحلول المجدية، في كأس الجمهورية وفي الدور ربع النهائي لم يستطع الفتوة التسجيل بالمباراتين أمام الوثبة وخسر بركلات الترجيح 2/4 فخرج من المسابقة.

في المباريات الودية في بداية الاستعداد خسر مع أهلي حلب صفر/1 وفاز على الحرية 1/صفر وعلى الوحدة 3/1 وتعادل مع جبلة صفر/صفر وخسر أمام الجيش 1/2 وفاز على المحافظة 3/صفر.

في فترة التوقف الحالية فاز على الجيش 1/صفر وعلى المجد 2/صفر وخسر أمام منتخب سورية صفر/1 وتعادل مع الوحدة والجيش 1/1.

في الدوري الكروي الممتاز لعب خمس مباريات فتعادل مع أهلي حلب في حلب 1/1 وسجل هدفه عدي جفال ثم فاز على الكرامة بهدفي صبحي شوفان وعلاء الدين الدالي، وعلى حطين 3/صفر وسجل هدافه علاء الدين دالي الأهداف الثلاثة وهو أول هاتريك بالدوري، وهذه النتائج طبيعية ومقبولة لكن التراجع كان بالمباراتين التاليتين، حيث تعادل سلباً مع الوحدة ثم خسر أمام الجيش 1/2 وسجل هدفه علاء الدين الدالي.

الفتوة سجل سبعة أهداف ودخل مرماه ثلاثة، وهداف الفريق علاء الدين دالي بخمسة أهداف وهو ثاني الهدافين بعد هداف جبلة محمود البحر برصيد سبعة أهداف.

ولكل من صبحي شوفان وعدي جفال هدف واحد.

فريق الفتوة لم يحصل على أي ركلة جزاء ولم تسجل عليه أي جزاء ولم ينل لاعبوه أي بطاقة حمراء، تتفاوت مبارياته القادمة بين الصعبة والمتوسطة، فإن تجاوز فريق تشرين أمامه لقاءان غاية في الصعوبة أمام المتصدر الوثبة ووصيفه جبلة.

سيواجه جبلة في الأسبوع السابع بجبلة وفي أكثر المباريات أهمية لكلا الفريقين وبالفعل ستكون مباراة قمة لكليهما، وهي جسر العبور للمقدمة وللبقاء بين الكبار وللمحافظة على طموح الفوز باللقب، أما لقاء الوثبة المتصدر فسيقام في دمشق في الجولة العاشرة.

وينطبق على هذه المباراة ما تحدثنا به عن المباراة السابقة وهي أيضاً مباراة بكل المقاييس والمعايير.

المباريات الثلاث الأخرى من المفترض أن يدونها مدرب الفريق بخانة الانتصارات وستقام جميعها في دمشق، حيث يستقبل الطليعة في الجولة الثامنة ويحل ضيفاً على الجزيرة في الجولة التاسعة، ثم يختم مرحلة الذهاب بلقاء المجد، نظرياً هذه المباريات لمصلحة الفتوة نظراً للفوارق الطبقية بينه وبينها، ولكن علينا دوماً ألا نستبعد المفاجآت.

الحسنة التي يمكن الإشارة إليها والإشادة بها التشجيع المثالي الذي ظهر به جمهور الفتوة هذا الموسم وكان نموذجاً للانضباط والأخلاق وحسن السلوك وكان خير داعم لفريقه ومؤازراً ومشجعاً، ونتمنى أن يستمر الجمهور على الشاكلة ذاتها وأن يصبر عليه فالنتائج ستأتي لاحقاً، كما نتمنى ألا ينجر إلى الشغب لأسباب غير مبررة قد يدفعه إليها خطأ من حكم غير مقصود أو استفزاز من أحد أطراف اللعبة.

البحارة قادمون

فريق تشرين بطل الدوري وضع نصب عينيه المحافظة على لقبه وبطولاته الثلاث المتتالية وبدأ مرحلة الاستعداد بشكل مبكر عبر دورته السنوية (دورة الولاء والوفاء) كما شارك في كأس الجمهورية بالدورين ربع النهائي ونصف النهائي، حتى جاءت الصدمة الكبيرة التي أثرت في النادي عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص بوفاة رئيس النادي إثر حادث أليم.

وهنا دخل النادي في نفق مظلم، وبات الفراغ يعصف به، لأن المرحوم طارق زيني كان كل شيء في نادي تشرين.

هذا الموسم لم يكن الموسم الجيد لفريق تشرين فقد عانى كغيره من الأندية من أزمة مالية خانقة أثرت في موضوع العقود فغادره العديد من اللاعبين المهمين من دون أن يتمكن من تعوض بدلاء لهم بالمستوى ذاته وأبرز المغادرين يوسف الحموي ومحمد كامل كواية إلى أهلي حلب وباسل مصطفى إلى الفتوة والحارس أحمد الشيخ إلى الكرامة.

وتعرض الفريق لهزات فنية عديدة تمثلت باستقالة المدرب عمار الشمالي بعد مباراة ذهاب نصف نهائي الكأس ليخلفه المدرب المساعد هشام كردغلي، وفي الدوري بدأ مع رأفت محمد لكنه استقال بعد ثلاث مباريات من الذهاب، لتستقر الإدارة الجديدة على ابن النادي هشام كردغلي.

على صعيد المباريات الاستعدادية، جاء وصيفاً في دورته السنوية بعد خسارته النهائي أمام جبلة صفر/1 وفي نصف النهائي فاز على حطين 3/صفر، وفاز في الدور الأول على منتخب أمل فلسطين 5/2 وعلى الجهاد 2/1.

وفي بقية المباريات الاستعدادية الأخيرة تعادل مع الطليعة 2/2 وخسر أمام الكرامة صفر/1.

في كأس الجمهورية تعادل مع الوحدة 1/1 وفاز عليه في الإياب بهدف نظيف، وخسر لقاء ذهاب نصف النهائي أمام الوثبة صفر/2 وتعادل في الإياب بحمص 2/2.

في الدوري الكروي الممتاز بدأ تشرين الدوري بالخسارة أمام حطين صفر/1 ثم تعادل ثلاث مرات مع الجيش والكرامة والطليعة وكل التعادلات كانت سلبية، وقبل التوقف فاز على الوحدة بهدف محمد أسعد وهو هدفه الوحيد في خمس مباريات، لذلك فإن تشرين الأقل تسجيلاً بين الفرق بعد الجزيرة الذي لم يسجل حتى الآن، والأقوى دفاعاً فلم يدخل مرماه إلا هدف وحيد.

الإدارة الجديدة لنادي تشرين أعادت ترتيب أوراق الفريق من جديد، فعهدت إدارة كرة القدم إلى عبد القادر كردغلي، وثبتت مدربها هشام كردغلي بمساعدة رامي لايقة وأحمد النايف مدرباً لحراس المرمى.

وقسمت عقود اللاعبين أحمد العمير وياسر شاهين ومحمد حمدكو والبرازيلي أوليفرا، ودعمت الفريق ببعض اللاعبين الشباب.

المباراة مع الفتوة تمثل الاختبار للفريق بعد سلسلة الإجراءات الأخيرة التي حدثت، ومن المتوقع أن يظهر البحارة بصورة مغايرة عن البداية، أهمية المباراة أنها تعيد الفريق إلى الأعلى كخطوة أولى في سبيل استعادة الألق والنهوض.

المباريات الخمس المتبقية للفريق متفاوتة بين فوق وتحت، فالمباريات الصعبة ثلاث أولاها في الأسبوع السابع حيث يحل ضيفاً على الوثبة بحمص، ثم يستقبل جبلة الوصيف على ملعب الباسل باللاذقية، بعدها يلعب مباراتين متوسطتي الصعوبة.

فيلعب مع المجد بدمشق ثم يستقبل الجزيرة باللاذقية، وآخر المباريات ستكون على أرضه ويستقبل فيها أهلي حلب.

جمهور البحارة من أفضل جماهير الدوري تشجيعاً ومحبة وإخلاصاً لفريقه، ونتمنى منه أن يكون الداعم الرئيس لفريقه من خلال التشجيع الإيجابي النظيف والصبر على الفريق حتى يستعيد عافيته ويقوى عوده.

في الموسم الماضي فاز تشرين بهدف مصطفى بيلونة وفي الإياب فاز بهدفي علي بشماني وباسل مصطفى من ركلة جزاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن