تستهدف ريف حلب ودير الزور والحسكة والرقة في المرحلة الأولى … الغباش: تأمين لقاح الكوليرا بجهود حكومية استثنائية والحملة تبدأ في 4 كانون الأول
| الوطن
تسلمت وزارة الصحة أمس مليونيّ جرعة لقاح فموي ضد مرض الكوليرا، بدعم من منظمتي الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» والمبادرة العالمية للقاحات «غافي»، تمهيداً لتنفيذ حملة لقاح فموي ضد المرض ودعماً للجهود الحكومية المبذولة لتطويق انتشاره.
وأوضح وزير الصحة الدكتور حسن محمد الغباش أنه رغم نقص مخزون لقاحات الكوليرا بسبب تزايد تفشي المرض عالمياً، إلا أن الوزارة استطاعت تأمّين اللقاح بجهود حكومية استثنائية في سبيل تعزيز الاستجابة الصحية وحرصاً على سلامة الفرد والمجتمع، لافتاً بأن اللقاح آمن ومعتمد واستخدم في جميع أنحاء العالم بنجاح وأثبت فعَاليته. وتم الانتهاء من جميع التجهيزات للحملة التي ستبدأ في ٤ كانون الأول وتستمر مدة أسبوعين.
وبيّن الوزير الغباش أن المجموعات السكانية المستهدفة في الحملة ستكون من عمر سنة وما فوق في (ريف حلب، دير الزور، الحسكة، الرقة) كمرحلة أولى، لكونها الأكثر تأثراً بالمرض في الوقت الحالي، ومشيراً أن العمل مستمر بالخطة التشغيلية الوطنية التي اعتمدتها وزارة الصحة القائمة على محاور الصحة والمياه ورفع الوعي المجتمعي والتواصل بشأن الوقاية من الكوليرا بين السكان المستهدفين.
وأكد الدكتور الغباش أن الحالة الوبائية تحت السيطرة وبطور الانخفاض ويبقى أساس الوقاية من المرض هو استخدام الماء وتناول الغذاء من مصدر مأمون إضافة للالتزام بسلوكيات الصحة العامة ولا سيما غسل اليدين.
بدوره مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور زهير السهوي بين لـ«الوطن» أن المنحنى الوبائي لمرض الكوليرا متسطح وهذا يدل على عدم انتشار كبير للمرض في محافظة عن أخرى وهذا بفضل الإجراءات الاستباقية لوزارة الصحة والاستجابة الحكومية المبكرة.
وفيما يتعلق بالإجراءات المتبعة من الوزارة لمنع تفشي مرض الكوليرا على نطاق واسع بين المواطنين، أوضح السهوي أن الوزارة شددت على الترصد الوبائي في المشافي للحالات المشتبهة، وتخصيص غرف عزل في المشافي.
وأضاف السهوي: تم العمل بالخطة الوطنية للسيطرة على وباء الكوليرا بثلاثة محاور الصحة والمياه – التواصل ورفع الوعي المجتمعي – تفعيل فرق الاستجابة السريعة في كل المديريات. كما تم إجراء اجتماعات موسعة والتنسيق المستمر مع المنظمات الدولية والجهات المانحة للدعم التقني واللوجستي.
وبيَّنَ أنه تم أيضاً إعداد بروشورات ومطبوعات للتوعية الصحية مخصصة للعاملين الصحيين وأفراد المجتمع والمتعاملين مع الطعام والشراب حول المرض وطرق انتقاله والوقاية منه وذلك بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي وبث الرسائل في وسائل الإعلام لكون التوعية هي أساس الوقاية من المرض.
وأشار مدير الأمراض السارية والمزمنة إلى أنه تم اعتماد وتعميم بروتوكول علاجي موحد وفق توصيات منظمة الصحة العالمية وتزويد المشافي بمخزون إضافي من العلاج والمستلزمات تحسباً لأي زيادة في أعداد الحالات.
وأوضح السهوي أن من أهم أساليب الوقاية اتباع إجراءات وسلوكيات الصحة العامة كغسل اليدين، وشرب المياه من مصدر آمن، وغسل الفواكه والخضار بشكل جيد، وطهي الطعام وحفظه بدرجة حرارة مناسبة، وعدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر.
يذكر أن العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة بالكوليرا حتى أمس بلغ 1556 إصابة وعدد الوفيات 49.
ويشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها ستعلق مؤقتاً جدول اللقاح القياسي المكون من جرعتين ضد وباء الكوليرا، لتحل محلها جرعة واحدة، فمنذ كانون الثاني أبلغ 29 بلداً عن حالات عدوى بالكوليرا، ويتمثل الاتجاه العالمي في الإبلاغ عن فاشيات أكثر عدداً وأوسع نطاقاً وأشدّ وطأة، بسبب موجات الفيضانات والجفاف والنزاعات وتنقل السكان وغير ذلك من العوامل التي تحدّ من فرص الحصول على المياه النظيفة وتزيد من مخاطر تفشي الكوليرا.