أميركا انسحبت من المناطق المستهدفة وأجلت موظفيها.. والميليشيات اعتبرتها «خيانة» … الإدارة التركية أكملت التحضيرات … للعدوان البري: أبلغنا روسيا ضرورة حلّ «قسد»
| وكالات
أعلنت الإدارة التركية أمس أنها اتخذت جميع التحضيرات العسكرية واللوجستية اللازمة لشن العدوان الجديد على مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» في شمال سورية والمدعومة من قبل أميركا التي انسحبت من تلك المناطق وأجلت جميع موظفيها منها، بما يوحي بأن لديها معلومات بأن العدوان سيتم لا محالة وتعلم بتوقيت بدئه.
وفي مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أمس، في العاصمة الرومانية بوخارست، قال وزير خارجية الإدارة التركية مولود تشاويش أوغلو وفق وكالة «الأناضول» الرسمية التركية: «ينبغي للبعض من حلفاء أنقرة وقف دعم التنظيمات الإرهابية في سورية» في إشارة إلى ميليشيات «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركية والتي تعتبرها أنقرة امتداداً لـــ«حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.
واعتبر أن بلاده قادرة على مواصلة كفاحها ضد «التنظيمات الإرهابية في أرض الميدان، مشيراً إلى استمرار قوات الاحتلال التركي في مكافحة تلك التنظيمات، وعلى رأسها المنتشرة في سورية والعراق، فضلاً عن تنظيم «غولن».
وكالة «سبوتنيك» الروسية، من جهتها نقلت عن تشاويش أوغلو مطالبته بإجراءات فاعلة ضد «المنظمات الإرهابية» التي تستهدف بلاده وتجميد أرصدتها البنكية في الدول التي توجد بها.
ومنذ 20 الشهر الماضي، صعدت قوات الاحتلال التركي من عدوانها على شمال شرق وشمال غرب سورية بذريعة تفجير اسطنبول الذي اتهمت الإدارة التركية «حزب العمال الكردستاني – PKK» و«قسد» بالضلوع فيه.
جاء ذلك، في حين قال مصدر رسمي في الإدارة التركية في تصريح نقله موقع قناة «الجزيرة» القطرية الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية: إن حكومة بلاده «اتخذت جميع التحضيرات العسكرية واللوجستية اللازمة لتنفيذ العملية العسكرية (العدوان) ضد ميليشيات «قسد» شمال سورية».
وأشار المصدر الذي لم يسمه الموقع، أن هدف المرحلة الأولى من العدوان، هو السيطرة على مدن تل رفعت ومنبج وعين العرب بريف حلب التي تسيطر عليها حالياً ميليشيات «قسد».
وأشار إلى أن الإدارة التركية أبلغت الجانب الروسي ضرورة حلّ ميليشيات «قسد»، أو إخراجها من مناطق النفوذ الروسي شمال سورية.
وفيما يتعلق بالولايات المتحدة ووجودها في المنطقة، قال المصدر: إن «الجانب الأميركي أبدى تفهمه للمطالب التركية»، وأضاف: إن المعلومات المتوافرة لدى الإدارة التركية تشير إلى أن الأميركيين انسحبوا من بعض المواقع.
وأوضح، أن «العمليات العسكرية ستنفذ بشكل دقيق، ومن دون أي تهديد لسلامة القوات الأميركية والروسية».
جاء ذلك، في وقت يحيط بالموقف الأميركي تجاه العدوان العسكري التركي الجديد على الأراضي السورية حالة من الغموض، أثارت غضب ميليشات «قسد»، حيث أشار موقع «المونيتور» الأميركي، إلى أنه في الوقت الذي تؤكد فيه تصريحات واشنطن العلنية عن رفضها لهذا العدوان شمال سورية، تجري السلطات الأميركية إجراءات تؤكد أنها على علم بـــ«العملية».
فبعد البيان الذي أصدرته القنصلية الأميركية في أربيل بالعراق الذي حذّرت خلاله رعاياها من الذهاب إلى مناطق شمال سورية والعراق، أكد «المونيتور» أنه تم إجلاء جميع الموظفين المدنيين الأميركيين بمن فيهم الدبلوماسيون، من شمال شرق سورية إلى أربيل، حيث تواصل قوات الاحتلال التركي استهداف أصول ميليشيات «قسد» والبنية التحتية المدنية الحيوية، لاسيما المنشآت النفطية ومحطات الطاقة وصوامع الغلال، والمنشآت الطبية.
ونقل الموقع عن ديفيد يوبانك مؤسس Free Burma Rangers، وهي منظمة إغاثة تعمل في مناطق الحرب، كان في شمال شرق سورية حتى يوم الأحد الماضي، قوله: «إن السكان المحليين «أُرهبوا» بالهجمات التركية المستمرة وشعروا بخيانة شديدة من قِبل الولايات المتحدة». ورداً على سؤال حول ما إذا كان يتم استهداف مناطق مدنية، أجاب يوبانك «بالتأكيد».
من جهتها، تحفظت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم»، على تأكيد أو نفي إجلاء رعاياها من شمال سورية والعراق، على خلفية العدوان العسكري التركي المسمى بعملية «المخلب – السيف».
وقالت «سنتكوم» حسب «الأناضول»: إنه «لا يمكننا الحديث عن تحركات قواتنا، فهذا قد يعرضهم للخطر».
كما رفضت وزارة الخارجية الأميركية الرد على الأنباء التي تحدثت عن سحب رعاياها من سورية، لافتة أنها تلقت «أسئلة مشابهة» من دون التعليق على صحتها أو نفيها.