ثقافة وفن

إدراج «صناعة العود والعزف عليه».. على قائمة التراث الإنساني لليونيسكو … وزيرة الثقافة: على الرغم من الحرب استطاع هذا الملف أخذ مكانة مستحقة على خريطة التراث الإنساني في اليونيسكو

| سارة سلامة - تصوير طارق السعدوني

أقامت وزارة الثقافة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية احتفالية إدراج ملف صناعة العود والعزف عليه على قائمة التراث الإنساني لليونيسكو وهو (ملف سوري – إيراني مشترك)، وذلك في قاعة الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون.

وصدر قرار بالموافقة عليه خلال اجتماع الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي اللامادي المنعقد في العاصمة المغربية الرباط، ليضاف بذلك إلى التراث الإنساني العالمي عنصر آخر من عناصر التراث الثقافي اللامادي الذي تعتز سورية بعراقته وبديع صنعه.

المساهمة بجزء جديد

وقدمت سورية ترشيحها من بين 56 ترشيحاً قدمتها بلدان عدة لإدراج فنون ثقافية لا مادية على قائمة التراث الإنساني، ليضاف جزء جديد من مساهمة الثقافة والتراث السوري في التراث الإنساني العالمي.

وعملت وزارة الثقافة عبر مديرية التراث اللامادي وكوادرها المنتشرة في المحافظات على رصد ومعاينة هذا العنصر دورياً، ومتابعة التحديات التي تواجهه، وذلك بمشاركة المجتمعات السورية الحاملة والممارسة له لصون هذا التراث الموسيقي، كما عملت الوزارة على إدماج الاحتفاليات الخاصة به في المهرجانات الثقافية والأيام التراثية بهدف الترويج الأكبر له ورفع الوعي بأهميته.

بدورها وثقت الأمانة السورية للتنمية هذا العنصر التراثي منذ عام 2018 مع أبناء سورية الممارسين لصناعة الأعواد، إضافة إلى العازفين والملحنين، من خلال مقابلات مع حرفيين في دمشق وحلب وحماة والسويداء، وتم إشراك رؤية الشباب في الملف، نظراً لدورهم المهم في حماية أشكال التراث والترويج للتنوع الثقافي، وضمان استدامة الممارسات التراثية.

مكانة مستحقة بجدارة

وفي كلمة لها أوضحت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح: «أن صناعة العود والعزف عليه هو ملف سوري إيراني عكس وجود مشتركات ثقافية متأصلة بين البلدين، ومن شأنها أن تعزز الحوار بين المختصين والممارسين والصناع وصولاً إلى تلاقي رؤى وأفكار تطور الحرفة، مبينة أن الجهات المختصة في كل من البلدين أعدت أماكن تمركز هذا العنصر وخصائصه ومراحل تطوره والممارسات المرتبطة به، وأرخت لصناعة هذه الآلة الشجية.

وأوضحت مشوح أن: «هذا الملف توج عنصراً خامساً من عناصر التراث الثقافي اللامادي السوري، محتلاً مكانة مستحقة بجدارة على خريطة التراث الإنساني في اليونيسكو على الرغم من الحرب والحصار وكل الصعوبات والعقبات، كما أن سورية لا تزال منذ فجر التاريخ ولادة للإبداع والجمال، حريصة على إرثها ومتمسكة بهويتها الثقافية ومنتجة للأفكار الخلاقة، ويعمل أبناؤها بجد وصبر وأناة على صون تراثها الغني والارتقاء به وضمان استدامته».

إنجاز جماعي مشترك

ومن جهته بيّن الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية شادي الألشي: «نحتفل الآن بحصاد إنجاز جماعي مشترك يعزز اسم سورية وحضورها على الخريطة التراثية والثقافية العالمية التي ساهم بها العديد من الجهات الرسمية والمدنية والأهلية وبجهود مشتركة مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية».

وأفاد الألشي أنه قبل أكثر من مئة وأربعين عاماً صنع أول عود سوري على يد حرفي من دمشق، والتاريخ السوري غني بأسماء أشهر حرفيي صناعة هذه الآلة التي تناقلوها بشغف وإبداع وطوروا عليها وأثبتوا بصمتهم فيها، لتكون الآلة الموسيقية جامعة لأفراد المجتمع السوري على تنوعه وجزءاً مهما من ذاكرته التراثية والثقافية.

يذكر أن ملف صناعة الأعواد والعزف عليها هو العنصر الخامس الذي يدرج باسم سورية بعد تسجيل عناصر القدود الحلبية والوردة الشامية، والصقارة والقنص، وعنصر مسرح خيال الظل على لائحة التراث العالمي الإنساني، ويشكل العود كآلة جزءاً من ذاكرة السوريين وهويتهم ويومياتهم التي يعتزون بها، بما يجعل صونه واجباً إنسانياً، ولاسيما بعد فترة الحرب التي ارتفع صوتها لفترات طويلة فوق لحن الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن