طائرات الاحتلال أغارت على جنوب غزة ومستوطنون استولوا على 150 دونماً في الأغوار.. وفرنسا طالبت بوقف العنف ضد الفلسطينيين … رام الله: ضرورة معاملة الاستعمار الإسرائيلي كنظام «أبرتهايد»

طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الأحد، المجتمع الدولي بالتعامل مع منظومة الاستعمار الإسرائيلي كنظام «أبرتهايد»، مشددة على أن الميوعة الدولية في التعامل مع انتهاكات وجرائم الاحتلال تشجعه على التمادي في ارتكاب المزيد، في حين أكدت فرنسا ضرورة وقف أعمال العنف المستشرية ضد الفلسطينيين، وأن تحاسب السلطات المختصة المسؤولين عن تلك الأعمال، على حين شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، فجر أمس الأحد، سلسلة غارات على مواقع جنوب قطاع غزة.
ونقلت وكالة «وفا» عن الخارجية الفلسطينية قولها أمس في بيان: «إن دولة الاحتلال ماضية في تعميق نظام الفصل العنصري «الأبرتهايد» في فلسطين المحتلة عبر تجريد الفلسطينيين من أرضهم، وتوسيع دوائر تطبيق القانون الإسرائيلي بالتدريج على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وسط حملة تضليلية بدأ يقودها رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو بتبرير إغلاقه للأفق السياسي لحل الصراع والمفاوضات مع الفلسطينيين، محاولاً تحميل الطرف الفلسطيني المسؤولية عن ذلك».
ورأت الخارجية أن التطورات الميدانية مرشحة لمزيد من التصعيد في ظل سيطرة اليمين واليمين الإسرائيلي المتطرف على مفاصل الحكم في كيان الاحتلال، خاصة بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وفي ظل الاتفاقات التي عقدها نتنياهو مع أركان الفاشية الإسرائيلية التي منحته صلاحيات واسعة بكل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني، سواء حياة المواطنين الفلسطينيين اليومية، أم الاستيطان والمستوطنات أو البؤر العشوائية وحتى السيطرة على جنود الاحتلال العاملين في الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت أن الميوعة الدولية في التعامل مع انتهاكات وجرائم الاحتلال تشجعه على التمادي في ارتكاب المزيد، كما أن تقاعس المجتمع الدولي في إلزام إسرائيل كقوة احتلال على احترام وضمان تنفيذ القانون الدولي يعطي الفرصة للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لتعميق تمردها على الشرعية الدولية وقراراتها، وتوظيف ازدواجية المعايير الدولية لتقويض أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.
في السياق أكدت فرنسا ضرورة وقف أعمال العنف المستشرية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأن تحاسب السلطات المختصة المسؤولين عن تلك الأعمال.
ونقلت «وفا» عن فرنسا دعوتها في بيان صادر عن القنصلية العامة في القدس، أمس الأحد، جميع الجهات الفاعلة إلى الامتناع عن أي عمل استفزازي أو أي عمل أحادي الجانب.
وأعربت عن قلقها العارم إزاء المواجهات المتعددة التي نشبت في مناطق مختلفة في الضفة الغربية.
وأكدت فرنسا حرصها على الامتثال للقانون الدولي الإنساني في الأراضي التي تحتلها إسرائيل والطابع غير القانوني للاستيطان.
من جهة ثانية شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، فجر أمس الأحد، سلسلة غارات على مواقع جنوب قطاع غزة، وذكرت «وفا»، أن طائرات الاحتلال من نوع «إف 16» قصفت بصاروخين على الأقل موقعاً غرب مدينة خان يونس، ما أدى إلى تدميره واشتعال النيران فيه وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في المكان، وإلحاق أضرار بممتلكات المواطنين المجاورة.
كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية أرضاً وموقعاً شرق مدينة رفح جنوب القطاع بصاروخين على الأقل، وألحقت دماراً وخراباً بهما وبممتلكات المواطنين المجاورة.
بدورها ذكرت وكالة «فلسطين اليوم» أن المقاومة تصدت للطائرات المغيرة بالمضادات الأرضية، ونقلت عن وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم تفعيل صفارات الإنذار في منطقة مفتوحة قرب مستوطنة «شلوميت» في غلاف غزة، بينما جرى إطلاق نيران رشاشة تجاه مستوطنات غلاف غزة.
وعلى صعيد الاعتداءات بحق الفلسطينيين استولى مستوطنون إسرائيليون أمس على عشرات الدونمات من أراضي الأغوار الشمالية في الضفة الغربية.
وذكرت «وفا» أن مستوطنين اقتحموا جنوب سهل موفية في الأغوار، واستولوا على 150 دونماً من الأراضي الزراعية لتوسيع عمليات الاستيطان في المنطقة.
ومنعت قوات الاحتلال أول من أمس الفلسطينيين من حراثة أراضيهم في سهل موفية، واحتجزت عدة جرارات زراعية.
في السياق اقتحم عشرات المستوطنين أمس المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقته الشرقية.
وأوضحت «وفا» أن شرطة الاحتلال فتحت باب المغاربة منذ الصباح الباكر، ونشرت عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وواصلت التضييق على دخول المصلين الوافدين للأقصى.