إيقاف دوريات شرطة الأخلاق.. والسلطة القضائية تعمل على صياغة مشروع قانون بشأن الحجاب … طهران: أميركا ودول غربية تشجع أحداث الشغب ولن نسمح بحدوث اضطرابات واغتيالات
| وكالات
استنكرت طهران، أمس الأحد، ازدواجية المعايير لدى قادة الدول الأوروبية، مؤكدة أنّ الولايات المتحدة الأميركية ودولاً غربية أخرى تشجع أحداث الشغب الجارية في إيران، وأنّ واشنطن تهدف إلى الضغط من أجل تقديم تنازل، معلنة تنفيذ حكم الإعدام بحق أربعة عناصر من خلية مرتبطة بجهاز مخابرات الكيان الصهيوني.
ونقل موقع «النشرة» اللبناني عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قوله خلال مؤتمر صحفي من العاصمة الصربية بلغراد أمس: إنّ «الولايات المتحدة الأميركية ودولاً غربية أخرى تشجع أحداث الشغب الجارية في بلدنا»، موضحاً أنّ واشنطن تهدف إلى الضغط على طهران من أجل تقديم تنازلات.
ولفت إلى أنّ دولاً غربية تستغل ما حدث في إيران من أجل التدخل في شؤونها الداخلية، قائلاً: «إننا لن نسمح بحدوث اضطرابات واغتيالات في بلدنا».
كما نقلت وكالة «إرنا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني ناصر كنعاني قوله في تغريدة اليوم على تويتر: «إن مسؤولي الأنظمة التي قامت عبر تاريخها بالانقلابات والمؤامرات والتدخلات وحروب خلفت ملايين القتلى يتظاهرون مؤخراً في هيئة مدافعين عن حقوق الإنسان في بلدان أخرى»، مضيفاً: «إنه رغم الإيماءات الزائفة لحقوق الإنسان التي تدعيها هذه الأنظمة إلا أنها لم تنجح في إخفاء طبيعتها المناهضة لحقوق الإنسان».
وتابع كنعاني: «الاحتجاجات الشعبية في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا وأستراليا سيئة وتستحق معاملة قاسية، لكن أعمال الشغب في الدول التي تكون مستهدفة من هذه الدول نفسها جيدة وتستحق الدعم! وذلك بعد تقسيم الإرهاب إلى الخير والشر، ويقدم رؤساء هذه الأنظمة تعريفهم الخاص لأعمال الشغب والاحتجاج، إنهم يرضون الشيء للآخرين دون أنفسهم».
الى ذلك أكد المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري أن الأعمال التي استهدفت إيران مؤخراً تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والكيان الصهيوني.
ونقلت وكالة «سانا» عن منتظري قوله في كلمة له أمس ضمن سلسلة لقاءات عقدت تحت عنوان «شرح أبعاد الحرب المركبة والهجينة»، إن هناك بعض من يعوق الإجراءات اللازمة لمراقبة الفضاء السيبراني والقضايا الحساسة الأخرى في الدولة.
وحول قرار حل شرطة الأخلاق قال منتطري: إن شرطة الأخلاق ليست لها علاقة بالقضاء، وتم إغلاقها من المكان نفسه، الذي تم إنشاؤها فيه، مؤكداً أنه لن يتم التساهل مع العناصر المخلة بالأمن والاستقرار، والتي تسببت بأعمال الشغب الأخيرة في البلاد.
بدورها نقلت «روسيا اليوم» عن منتظري قوله: «علماً أن دوريات هذه الشرطة لم تعد في المدن الإيرانية عقب الحادث الذي أدى إلى وفاة مهسا أميني في مركز لشرطة الأخلاق والأحداث التي أعقبت الموضوع، ومن الطبيعي عدم تسيير هذه الدوريات في الوضع الراهن نظراً للحساسيات التي تثيرها عقب الاضطرابات الأخيرة في البلاد، وهذا الأمر لا يعني اتخاذ قرار بإيقاف هذه الوحدة بل هو إيقاف دورياتها على الأرض حتى إشعار آخر».
وفي سياق متصل قال منتظري: «مجلس النواب والمجلس الأعلى للثورة الثقافية يعملان على دراسة موضوع الحجاب وسيتم الإعلان عن نتائج هذه النقاشات خلال 15 يوماً، تعمل السلطة القضائية على صياغة مشروع قانون بشأن الحجاب، يجب اتخاذ هذه القرارات على أساس تدبير الأمور، لا تسعى السلطة القضائية إلى تعطيل عمل شرطة الأمن الاجتماعي (شرطة الأخلاق)، لكن عقب الأحداث الأخيرة، تبحث المؤسسات الأمنية والثقافية عن حلول حكيمة للمشكلة».
من جهة ثانية أعلنت العلاقات العامة للحرس الثوري الإيراني في محافظة أصفهان وسط البلاد اعتقال شخصين متورطين بقتل عنصر من قوات التعبئة في أيلول الماضي.
ونقلت «إرنا» عن العلاقات العامة قولها في بيان أمس: إن عناصر من الحرس الثوري في أصفهان تمكنوا خلال عمليات الرصد والمتابعة من اعتقال شخصين اثنين متورطين بمقتل عنصر من قوات التعبئة، وذلك قبل محاولتها الفرار من إيران.
وعلى خط مواز أعلنت السلطة القضائية في إيران أمس تنفيذ حكم الإعدام بحق أربعة عناصر من خلية مرتبطة بجهاز مخابرات الكيان الصهيوني.
وقالت السلطة القضائية في بيان: إنه في شهر تموز من العام الجاري تم اعتقال هذه الخلية من الحرس الثوري ووزارة الأمن، موضحة أن أعضاء هذه الخلية قاموا بتوجيه من ضباط مخابرات الكيان الصهيوني بتوفير السلاح والقيام بعمليات سرقة وخطف، وتلقوا أجورهم بالعملة الرقمية.
وأضاف البيان: إنه حكم على ثلاثة متهمين آخرين من الخلية بالسجن من 5 إلى 10 سنوات على خلفية جرائم، مثل ارتكاب جريمة ضد أمن البلاد والمساعدة في الاختطاف وحيازة الأسلحة.
بدوره أعلن نائب وزير الداخلية الإيراني لشؤون الأمن والشرطة مجيد مير أحمدي أن أعمال الشغب الأخيرة أدت إلى أضرار مادية جسيمة في البلاد.
ونقلت «إرنا» عن مير أحمدي قوله: إن الأضرار التي ألحقها مثيرو الشغب في البلاد خلال الشهرين الأخيرين تقدر بـ17 تريليون ريال إيراني.
وأضاف مير أحمدي: إن هذا القدر من الأضرار يشمل الأضرار التي لحقت بالأماكن والمرافق الحكومية والممتلكات العامة وكذلك ممتلكات المواطنين.