سورية

الأمم المتحدة ستعمل لحلول طويلة الأمد للاجئين السوريين في لبنان والمنطقة!

| الوطن

تعهّد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بمواصلة العمل من أجل إيجاد «حلول طويلة الأمد للاجئين السوريين في لبنان والمنطقة» في مؤشر على خضوع المنظمة الأممية لإملاءات الدول التي تعرقل عودة هؤلاء اللاجئين إلى وطنهم.

ونشر الموقع الإلكتروني للمفوضية السامية بياناً في ختام زيارة لغراندي إلى لبنان استمرت ثلاثة أيام، حيث ناشد المفوض السامي المجتمع الدولي لمواصلة دعمه الحيوي للبنانيين واللاجئين الأكثر ضعفاً في لبنان، في وقت تواجه فيه البلاد أسوأ أزمة اقتصادية واجهتها في التاريخ الحديث.

وتعهّد غراندي بمواصلة العمل من أجل إيجاد حلول طويلة الأمد للاجئين السوريين في لبنان والمنطقة، قائلاً: «جدَّدت الحكومة اللبنانية نداءها العاجل من أجل إنهاء أزمة اللاجئين في لبنان، وأنا من جهتي أكدت مجدداً على التزام المفوضية بمواصلة العمل مع جميع الجهات الفاعلة لتحقيق ذلك على الرغم من الوضع الصعب والمعقّد». وأضاف: «نحن نقدّر التزام لبنان المستمر بالعودة الآمنة والطوعية للاجئين».

وأوضح غراندي، أن لبنان يمر بأحد أصعب مراحله، في وقت يستمرّ فيه باستضافة أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة لعدد سكانه في العالم، موضحاً أن اللبنانيين واللاجئين يعانون على حدٍّ سواء بشكل كبير بسبب الأزمات المتعدّدة، الأمر الذي يدفع بالمزيد منهم إلى هاوية الفقر كل يوم.

تأتي تصريحات غراندي بعدما تم في 26 تشرين الأول الماضي، استئناف عمليات العودة الطوعية للنازحين السوريين في لبنان إلى بلدهم، حيث عادت عشرات الأسر المهجرة إلى قراهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، تلاها عودة دفعة جديدة منهم في الخامس من الشهر الماضي.

وتقوم الحكومة السورية بجهود حثيثة لإعادة هؤلاء اللاجئين في دول الجوار والدول الغربية إلى وطنهم، حيث أكد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في تشرين الثاني 2020 بدمشق في بيانه الختامي، مواصلة الحكومة جهودها لتأمين عودة اللاجئين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم، واستعدادها ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل مواصلة جميع الجهود لتوفير عيش كريم لهم.

لكن دولاً إقليمية وغربية داعمة للإرهاب في سورية تعرقل عودة هؤلاء اللاجئين بهدف الضغط على الحكومة السورية من خلال هذا الملف في المفاوضات السياسية.

وزار غراندي أحد المآوي الجماعية في بيروت حيث التقى بأمّ جمعة، وهي أم سورية لاجئة أخبرته كيف تدهورت ظروفها المعيشية بشكل سيّئ بالمقارنة بما كانت عليه عام 2016 حين التقى بها المفوض السامي للمرّة الأولى، حيث تعيش العائلة المكوّنة من تسعة أفراد حالياً في غرفة واحدة بلا نوافذ، وبلا مرحاض خاصّ بها، وبلا مياه جارية.

وأشار البيان إلى أن المفوضية تواصل دعمها للاجئين وللمجتمعات المضيفة من خلال تقديم المساعدات المباشرة للعوائل ودعم البنية التحتية، وتساعد المفوضية أيضاً كلّاً من البلديات والمجتمعات اللبنانية في مشروعات عدّة منها تركيب ألواح الطاقة الشمسية لتأمين الكهرباء والمياه النظيفة، إلى تقديم المولّدات وإنارة الشوارع، وتوَسَّع هذا الدعم مؤخراً ليشمل مساعدة لبنان في مكافحته لوباء الكوليرا.

وأشار البيان إلى أنه أثناء وجوده في لبنان، التقى غراندي برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والمدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، ووزراء تصريف أعمال لبنانيين وممثلي دول مانحة، وذلك لمناقشة كيفية دعم اللبنانيين واللاجئين الأكثر ضعفاً بشكل أفضل وإيجاد الحلول لهم.

وقال غراندي: «وفيما نحن نعمل على ذلك، أودّ في الوقت نفسه أن أناشد المجتمع الدولي بقوّةٍ خلال هذه الأوقات الاقتصادية العالمية الصعبة. اليوم وأكثر من أي وقت مضى، يجب ألا يُخفَّض الدعم المُقدَّم للبنان، سواء لدعم اللبنانيين الذين هم بحاجة إليه أم لمئات الآلاف من اللاجئين الذين استضافوهم بسخاء لسنوات عديدة، يجب علينا ألا نلين وألا نيأس، يجب علينا الوقوف مع لبنان».

وسبق، أن قال اللواء إبراهيم في الثامن والعشرين من الشهر الماضي: إن «اللامبالاة العربية في معالجة الملف السوري، والقرار الدولي الذي يرفض عودة النازحين إلى سورية، وإطالة إقامة للعوائل السورية في لبنان واندماجها في المجتمعات التي تستضيفها، كلها عوامل ستؤدي إلى بقاء النازحين على أرض لبنان كأمر واقع أولاً، والخشية من توطينهم لاحقاً، وهذا يعني أننا نشهد على عملية تجهيز «قنبلة» ستنفجر لاحقاً في لبنان، ولن يدفع أحد ثمن ارتداداتها وشظاياها سوى الشعبين اللبناني والسوري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن