خارجون عن القانون اقتحموا محافظة السويداء وكسروا وأحرقوا.. واستشهاد شرطي … الداخلية: سنتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من يعبث بأمن واستقرار المحافظة والأوضاع تتجه للهدوء
| دمشق - سيلفا رزوق
تتجه الأوضاع في مدينة السويداء إلى الهدوء، بعدما هاجمت مجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون أمس مبنى المحافظة ودخلته بقوة السلاح، وكسرت أثاث المكاتب وسرقت الوثائق الرسمية، وأضرمت النار فيه وبالسيارات الموجودة بالقرب منه وحاولت اقتحام مبنى قيادة الشرطة، حيث تصدت لهم عناصر حراسة القيادة ما أدى إلى استشهاد شرطي، في حين أكدت وزارة الداخلية أنها ستلاحق الخارجين عن القانون وستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار محافظة السويداء وسلامة مواطنيها.
وبينما أكد شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين في السويداء يوسف جربوع، أن ما شهدته السويداء هو «أمر مرفوض» وأن هناك أطرافاً خارجية تسعى لتوتير وتخريب الأوضاع الداخلية، استغرب شيخ عقل الطائفة حمود الحناوي ما حصل وتوجه إلى جميع أبناء المحافظة للتهدئة ودرء الفتنة حتى لا تتطور الأحداث لأن هذا الأمر يضرنا جميعاً، في وقت أكد فيه عضو مجلس الشعب عن المحافظة، أن كل شرفاء المحافظة والنسبة الأعلى من أهالي السويداء والذين يشكلون أكثر من 95 بالمئة استنكروا ما جرى.
وفي التفاصيل، فقد أعلنت وزارة الداخلية في بيان نقلته وكالة «سانا» للأنباء، «أن مجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون، وبعضهم يحمل أسلحة فردية، أقدمت عند الحادية عشرة والنصف من صباح (أمس) على قطع الطريق بالإطارات المشتعلة بجانب دوار المشنقة في محافظة السويداء».
وأضافت: «إن المجموعة توجهت فيما بعد إلى مبنى محافظة السويداء، وقامت بإطلاق عيارات نارية بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة عنصر وعدد من المواطنين الموجودين في المكان، ودخلت إلى المبنى بقوة السلاح، وقامت بتكسير أثاث المكاتب وسرقة قسم كبير من المبنى بما فيها الوثائق الرسمية، وإضرام النار بالمبنى والسيارات الموجودة بالقرب منه، وحاولت اقتحام مبنى قيادة الشرطة، حيث تصدت لهم عناصر حراسة القيادة ما أدى إلى استشهاد الشرطي محمود السلماوي».
وأكدت الوزارة في ختام بيانها أنها ستلاحق الخارجين عن القانون، وستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار محافظة السويداء وسلامة مواطنيها.
في المقابل، أكد شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين في السويداء يوسف جربوع في تصريح تلفزيوني، أن هناك من استثمر ردود فعل الشارع إزاء الوضع الاقتصادي الذي تشهده سورية والمنطقة والعالم من أجل تخريب منشآت الدولة واقتحام مبنى المحافظة.
وشدد على أن ما شهدته السويداء هو أمر مرفوض، وأن هناك أطرافاً خارجية تسعى لتوتير وتخريب الأوضاع الداخلية، من خلال أخذ المطالب المحقة والسلمية نحو منحى آخر.
كما شدد جربوع على أن الفوضى لا تخدم المواطنين، بل تخدم الأجندات الهادفة إلى تدمير سورية، وتصب في المنطلق ذاته الذي بدأت منه الأزمة في سورية تحت اسم «الربيع العربي»، موضحاً أن ما جرى هدفه إفشال أي مبادرة في المحافظة لإعادة الأمن والأمان إليها وإعادة هيبة وسلطة الدولة.
وبين أن الحوار هو الحل، عبر آلية يتم من خلالها تقديم ولو الشيء البسيط ضمن الممكن في ظل الظروف الصعبة والحصار الذي تواجهه سورية، وسماع رأي الجانب الآخر من أجل الوصول إلى حلول للخروج من الأزمة.
بدوره في تصريح لإذاعة محلية، قال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز حمود الحناوي: «بدأت الأوضاع تهدأ الآن في السويداء، ونأسف لوقوع ضحايا وجرحى، وندعو إلى التهدئة والحكمة والتعامل بعقلانية في كل الأمور».
وأعرب الحناوي عن استغرابه مما حصل في محافظة السويداء، وأضاف: «نتوجه إلى جميع أبنائنا للتهدئة ودرء الفتنة حتى لا تتطور الأحداث لأن هذا الأمر يضرنا جميعاً»، موضحاً أنه «لم نعرف حتى الآن من قام بأعمال التخريب في مبنى المحافظة، لم يأخذ أحد رأينا، ولو طُلب لكنا نصحنا الجميع بعدم اتخاذ أفعال كهذه تضر بالوطن وبالجميع».
وقال: «نحن لا نساوم على القضايا الوطنية والأمن الوطني، وعلى راحة وأمن المواطنين، فقد واجهنا سابقاً ظروفاً قاسية بصبر وتحمل، ومهما كانت المعاناة كبيرة فيجب ألا تصل الأمور إلى مثل هذه الأحداث».
وأضاف: «إذا كان ما يريده الناس هو المطالبة باحتياجاتهم الأساسية، فهناك منطق لطرق الأبواب والمطالبة بتأمين هذه الاحتياجات، ولا بد أن نتعاون معاً لتحمل ظروف البلاد التي فرضتها الحرب.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد عضو مجلس الشعب عن محافظة السويداء معين نصر أن «كل شرفاء المحافظة والنسبة الأعلى من أهالي السويداء والذين يشكلون الغالبية العظمى من شرفاء ووطنيين استنكروا ما جرى أمس»، معتبراً أن ما جرى من اعتداء على المباني الحكومية هو سابقة، وهذا لم يحصل من قبل.
وأكد، أن أهالي السويداء لا يقبلون بما جرى، واعتبر أن من يقف وراء هذا العمل هم «قلة قليلة وهم حثالة وخارجون عن القانون»، وأضاف: «أنا مع المطالب الخدمية ونحن لا نقبل هذه الطريقة وأهالي السويداء هم جزء من المكون السوري الوطني وهم لا يقبلون بالتخريب والاعتداء على المباني الحكومية والممتلكات العامة والخاصة»، مؤكداً أن الأمور قيد العلاج.
ولفت إلى أن العقلاء ومشايخ السويداء وكل شريف في هذه المحافظة تدخل لتهدئة الأوضاع، وأضاف: «نحن نستنكر هذا العمل ونقف ضده، وأهالي السويداء هم جزء من الشعب السوري الوطني، لكن ما جرى هو تحويل المطالب الشعبية بخصوص أمور خدمية واستثمارها من قبل بعض الجهات لإثارة الفتنة».
وبخصوص وجود أيادٍ خارجية تتدخل لاستثمار ما جرى، اعتبر نصر أنه على مساحة الوطن هناك أيادٍ خارجية ولكن شرفاء السويداء من المستحيل لهم أن يقبلوا بأي تدخل خارجي. وقال:» سلطان باشا الأطرش عندما اختاره السوريون قائداً للثورة السورية جرى اختياره لسبب واحد وهو محاربة الاحتلال الفرنسي تحت راية الوطن وهذا هو تاريخنا».
وأكد، أنه «لا يجوز لثلة بسيطة من الخارجين عن القانون أن يلغوا تاريخنا المشرف وعاداتنا التي هي حب الوطن والجيش والقائد بشار الأسد، ونحن لا نعمل إلا تحت راية العلم السوري وهذه الحقيقة يؤمن بها كل أبناء السويداء».
وبين نصر، أن «الأوضاع تتجه نحو الهدوء إن شاء اللـه والوضع الأمني أفضل»، وقال: «نحن ضد الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، ونحن مع محاسبة تقصير الحكومة الخدمي، ومع المطالب المحقة للشعب».