الداخلية: سنتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من يعبث بأمن واستقرار المحافظة … خارجون عن القانون اقتحموا مبنى المحافظة ومحاولات مشبوهة لجر السويداء نحو الفوضى
| سيلفا رزوق - وكالات
في محاولة لجر السويداء نحو الفوضى، واستغلال المطالب الخدمية للأهالي تنفيذاً لأجندات مشبوهة، هاجمت مجموعة من الخارجين عن القانون أمس مبنى المحافظة ودخلته بقوة السلاح، وقامت بتكسير أثاث المكاتب وسرقة الوثائق الرسمية، وإضرام النار فيه وبالسيارات الموجودة بالقرب منه، وعمدت لاحقاً لمحاولة اقتحام مبنى قيادة الشرطة، حيث تصدت لهم عناصر حراسة القيادة الأمر الذي تسبب باستشهاد شرطي ووقوع عدد من الجرحى.
وزارة الداخلية كشفت في بيان نقلته «سانا» تفاصيل ما جرى بالأمس متوعدة من وصفتهم بالخارجين عن القانون بالمحاسبة وأكدت أنها ستلاحق الخارجين عن القانون، وستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار محافظة السويداء وسلامة مواطنيها.
في المقابل، أكد شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين في السويداء يوسف جربوع في تصريح تلفزيوني، أن هناك من استثمر ردود فعل الشارع إزاء الوضع الاقتصادي الذي تشهده سورية والمنطقة والعالم من أجل تخريب منشآت الدولة واقتحام مبنى المحافظة.
وشدد على أن ما شهدته السويداء هو أمر مرفوض، وأن هناك أطرافاً خارجية تسعى لتوتير وتخريب الأوضاع الداخلية، من خلال أخذ المطالب المحقة والسلمية نحو منحى آخر.
كما شدد جربوع على أن الفوضى لا تخدم المواطنين، بل تخدم الأجندات الهادفة إلى تدمير سورية، وتصب في المنطلق ذاته الذي بدأت منه الأزمة في سورية تحت اسم «الربيع العربي»، موضحاً أن ما جرى هدفه إفشال أي مبادرة في المحافظة لإعادة الأمن والأمان إليها وإعادة هيبة وسلطة الدولة.
وبين أن الحوار هو الحل، عبر آلية يتم من خلالها تقديم ولو الشيء البسيط ضمن الممكن في ظل الظروف الصعبة والحصار الذي تواجهه سورية، وسماع رأي الجانب الآخر من أجل الوصول إلى حلول للخروج من الأزمة.
بدوره في تصريح لإذاعة محلية، قال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز حمود الحناوي: «بدأت الأوضاع تهدأ الآن في السويداء، ونأسف لوقوع ضحايا وجرحى، وندعو إلى التهدئة والحكمة والتعامل بعقلانية في كل الأمور».
وأعرب الحناوي عن استغرابه مما حصل في محافظة السويداء، وأضاف: «نتوجه إلى جميع أبنائنا للتهدئة ودرء الفتنة حتى لا تتطور الأحداث لأن هذا الأمر يضرنا جميعاً»، موضحاً أنه «لم نعرف حتى الآن من قام بأعمال التخريب في مبنى المحافظة، لم يأخذ أحد رأينا، ولو طُلب لكنا نصحنا الجميع بعدم اتخاذ أفعال كهذه تضر بالوطن وبالجميع».
وقال: «نحن لا نساوم على القضايا الوطنية والأمن الوطني، وعلى راحة وأمن المواطنين، فقد واجهنا سابقاً ظروفاً قاسية بصبر وتحمل، ومهما كانت المعاناة كبيرة فيجب ألا تصل الأمور إلى مثل هذه الأحداث».
وأضاف: «إذا كان ما يريده الناس هو المطالبة باحتياجاتهم الأساسية، فهناك منطق لطرق الأبواب والمطالبة بتأمين هذه الاحتياجات، ولا بد أن نتعاون معاً لتحمل ظروف البلاد التي فرضتها الحرب.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد عضو مجلس الشعب عن محافظة السويداء معين نصر أن «كل شرفاء المحافظة والنسبة الأعلى من أهالي السويداء والذين يشكلون الغالبية العظمى من شرفاء ووطنيين استنكروا ما جرى أمس»، معتبراً أن ما جرى من اعتداء على المباني الحكومية هو سابقة، وهذا لم يحصل من قبل.
وأكد أن أهالي السويداء لا يقبلون بما جرى، واعتبر أن من يقف وراء هذا العمل هم «قلة قليلة وهم حثالة وخارجون عن القانون»، وأضاف: «أنا مع المطالب الخدمية ونحن لا نقبل هذه الطريقة وأهالي السويداء هم جزء من المكون السوري الوطني وهم لا يقبلون بالتخريب والاعتداء على المباني الحكومية والممتلكات العامة والخاصة»، مؤكداً أن الأمور قيد العلاج.
وأكد أنه «لا يجوز لثلة بسيطة من الخارجين عن القانون أن يلغوا تاريخنا المشرف وعاداتنا التي هي حب الوطن والجيش والقائد بشار الأسد، ونحن لا نعمل إلا تحت راية العلم السوري وهذه الحقيقة يؤمن بها كل أبناء السويداء».
وبين نصر أن «الأوضاع تتجه نحو الهدوء إن شاء اللـه والوضع الأمني أفضل»، وقال: «نحن ضد الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، ونحن مع محاسبة تقصير الحكومة الخدمي، ومع المطالب المحقة للشعب».