ثقافة وفن

سورية ولبنان وحدة حال كشعب وحضارة وتاريخ … جورج نعمة لـ«الوطن»: وقوفي على مسرح دار الأوبرا مهم جداً لرمزيته ومكانته الثقافية والفنية

| مايا سلامي- ت: مصطفى سالم

بعذوبة صوته ورقي فنه صنع لنفسه بصمة قل نظيرها في عالم الفن والغناء العربي المعاصر، ورث الصوت الجميل عن والده ونشأ وسط عائلة موسيقية مبدعة تكاد تكون فرقة كاملة الأوصاف جعلت منه مطرباً وموسيقياً وعازفاً ومخرجاً حتى استحق لقب الفنان الشامل.

إنه الفنان اللبناني جورج نعمة صاحب الصوت والأداء الكلاسيكي الراقي الذي يماشي الحاضر بنكهة شبابية مميزة تدور في فلك الموسيقا الشرقية واللهجة اللبنانية والكلمة الصادقة الجميلة بعيداً عن صخب الأغاني التجارية المبتذلة التي تحتل الساحة الغنائية اليوم.

شارك في طفولته ومراهقته في حفلات ومسرحيات عدد من عمالقة الفن اللبناني الأصيل مثل الراحل وديع الصافي وفيروز وزياد الرحباني وأغنت هذه التجربة مسيرته الفنية فيما بعد بشكل كبير حيث تعلم من هؤلاء الكبار الجدية في تقديم العمل والاعتناء بالتفاصيل الدقيقة وضرورة مراعاة أذواق الناس ومشاعرهم بتقديم الفن الصادق والنبيل الذي أخلص له منذ بداياته وحمل على عاتقه مهمة توصيل الإرث الغنائي القديم للأجيال الحديثة فاشتهر في بداياته بالحفلات المنفردة التي كان يحييها في فضاءات مختلفة في لبنان ويؤدي فيها أغنيات الزمن الجميل لزكي ناصيف، فيلمون وهبي، نصري شمس الدين، زياد الرحباني،… وغيرهم الكثير.

تعلم أصول الغناء في جامعة «الروح القدس» ثم تابع دراسته الجامعية في الموسيقا والإخراج، وأصدر عدداً من الأغنيات الخاصة والمنفردة كانت أولها «يا تفيدة» عام 2016 والتي لاقت نجاحاً ملحوظاً، تبعتها أغنية «بتتذكري» التي كتب كلماتها ولحنها بنفسه، ثم أصدر أغنية «ياغيم» 2017، «شو عملتي» 2018، «متلك ما في حدا» 2019، «يمكن بكرا» 2021، ومؤخراً أغنية «هيدا حالي».

وها هو اليوم يتألق في أوبرا دمشق حيث كان لـ«الوطن» لقاء معه:

• علمنا من مصادر مقربة أن حفل اليوم كان بناء على رغبتك الكبيرة بالحضور إلى سورية، فحدثنا عن خصوصية هذا البلد بالنسبة إليك.

كما تعرفون سورية ولبنان وحدة حال كشعب وحضارة وتاريخ وثقافة لذلك هذا البلد يعني لي الكثير وخاصة أني زرت دمشق مرات عديدة قبل الحرب المؤسفة التي مرت بها، ووجودي اليوم هنا بعد غياب طويل ووقوفي على مسرح دار الأوبرا مهم جداً بالنسبة لي بسبب رمزيته ومكانته الثقافية والفنية، وأنا سعيد أيضاً لإحيائي حفل خريجي الجامعة العربية الدولية، لذلك لا تسعني كلماتي لأعبر عن مدى فرحتي بهذا اليوم، وأتمنى في الأيام القادمة أن أحيي المزيد من الحفلات في هذا البلد الذي يليق به وبشعبه الفرح.

• كم هو مهم اليوم هذا الحفل الموجه لفئة الشباب؟

في البداية حماسي كبير جداً لالتقي بهؤلاء الشباب الذين يمثلون مستقبل الأوطان وأتمنى أن تقدم لهم الحياة أجمل الفرص ليبنوا مستقبلهم ومستقبل بلادهم، وأرى أنه من الضروري التوجه بالفن إلى الشباب باعتباره حامل شعلة الحضارة، ولذلك يجب مخاطبته دائماً بالفن والموسيقا.

• اشتهرت كثيراً بـ«الريبتوار» للأغاني القديمة فما الغاية من ذلك، هل لتعريف الشباب بها كونك مطرباً شبابياً ومحبوباً منهم؟

بدأت بهذا الخط بطريقة عفوية حيث كنت أؤدي الأغاني التي ربينا عليها لما تحمله من مضمون وفن حقيقي، فحرصت أنا وفرقتي الموسيقية على تقديم أغاني الفنانين الكبار التي تعد جزءاً منا بطريقة شبابية وبتوزيع جديد مع المحافظة على المضمون وأيضاً من خلال تقديم أعمال جديدة تحمل الروح ذاتها، وهدفنا كان المحافظة على هذا الإرث الثقافي والغنائي ونقله إلى الأجيال الجديدة، فأنا أسعد جداً عندما أرى هذا الجيل يستمع إلى أغنية عمرها سبعين أو ثمانين سنة ولا يعرفها وحفلة تلو الأخرى يعود ويحضر حفلاتي ويحفظ الأغنية.

• كيف أثر فيك انتماؤك لأسرة فنية عريقة؟

من الأشياء الرائعة التي حظيت بها أنني خلقت في أسرة تجمعها لغة الموسيقا والفن الراقي، وكان لكل فرد منهم أثر مختلف وخصوصية بفني ونحن دائماً ما نكون كقلب واحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن