رياضة

الناتي يطمح لتكرار الفوز والمغربي أمل العرب في مونديالهم … ثأر جديد وطازج أمام رونالدو ورفاقه .. أسود الأطلس على موعد مع اللاروخا والتاريخ

| خالد عرنوس

تختتم اليوم منافسات الدور الثاني (ثمن النهائي) في النسخة الثانية والعشرين لبطولة كأس العالم الجارية حالياً في قطر فتقام مباراتان، وسيكون منتخب أسود الأطلس المغربي في المواجهة الأولى على موعد مع التاريخ عندما يواجه اللاروخا الإسباني وذلك على ملعب المدينة التعليمية بداية من الساعة السادسة مساءً بقيادة الحكم الأرجنتيني فرناندو راباليني، ويطمح الفريق الشقيق لمواصلة نتائجه المتميزة في مشاركته السادسة بعدما صعد إلى الدور الثاني متصدراً مجموعته السادسة بوجود كرواتيا وبلجيكا ثاني وثالث النسخة الماضية إلى جانب فريق كندا، وهي المرة الثانية التي يخوض فيها المغاربة هذا الدور بعد نسخة 1986 ويومها خسروا في الدقائق الأخيرة أمام المنتخب الألماني.

أما المباراة الختامية فتجمع منتخبي السيلكيسيون البرتغالي بالناتي السويسري حيث يسعى الأول لمحو ذكرى الخسارة بالمواجهة الأخيرة في جنيف قبل خمسة أشهر، على حين يأمل الثاني بتجديد أحزان رونالدو ورفاقه وإنهاء مسيرته الدولية في الطريق نحو ربع النهائي للمرة الأولى منذ مونديال 1954، وسيكون استاد لوسيل مسرحاً لهذه القمة بداية من الساعة العاشرة مساءً ويديرها الحكم المكسيكي أوسكار أرتور راموس.

أحلام تتسع

قبل البطولة كانت التوقعات ترأف بحال المنتخب المغربي الذي وقع بين فكي ثاني وثالث المونديال الماضي، إلا أن أسود الأطلس كانوا في الموعد على غرار ما فعل أسلافهم في مونديال 1986 عندما نالوا صدارة مجموعتهم الأوروبية الكاملة، ومنها الإنكليز بعظمتهم والبولنديون ثالث المونديال السابق والبرتغاليون العائدون بعد غياب، وقد بلغوا قبل عامين نصف نهائي اليورو، ولم تهتز شباك عملاقهم الزاكي يومها سوى مرة واحدة بعد قرابة 260 دقيقة، ومع حضور رموز خلدت الكرة المغربية حتى اليوم ومنها الزاكي والتيمومي وبودربالة وكريمو وخيري وسواهم.

اليوم بعد أكثر من 36 عاماً كرر أحفاد ذلك الجيل الأمر فتصدروا مجموعة قوية يكفي أنها ضمت بلجيكا وكرواتيا مسجلين فوزين وتعادلاً، ومع كامل الاحترام لجيل الثمانينيات بأسمائه الكبيرة فإن ما حققه الجيل الحالي جاء بطريقة أجمل وأروع وأفضل على مستوى الأداء فقد قدم حكيمي وزياش والنصيري ومرابط وبونو ومزراوي والقائمة تمتد إلى 19 لاعباً أشركهم المدرب وليد الركراكي، فالفريق حقق فوزين وتعادلاً مقابل تعادلين وفوز في مكسيكو 86 واهتزت شباكه مرة واحدة جاءت بالنيران الصديقة.

نتائج منطقية

وقدم فريق الأسود ثلاث مباريات على المستوى العالي، فلم يلعب بطريقة دفاعية، بل تميز بطريقة متوازنة دفاعياً وهجومياً وواجه الأوروبيين خاصة نداً لند ويمكن القول إن وجود نخبة من اللاعبين المميزين في كبريات الأندية الأوروبية ساهم في طريقة اللعب دون أي عقدة نقص، وبالتالي جاء التأهل منطقياً على أرض الملعب، وإن خالف التوقعات النظرية التي سبقت البطولة، ولا يمكن الفصل بين ما قدمه الأسود في قطر وما قبله، حيث خاض 8 مباريات بالتصفيات ففاز بسبع منها وتعادل في ذهاب المباراة الفاصلة على أرض جمهورية الكونغو 1/1 قبل أن يفوز 4/1 إياباً، ومن ثم فاز بأول مباراتين في تصفيات كأس إفريقيا وكل هذه النتائج الأخيرة تحسب للمدرب الفرنسي (البوسني) فاهيد خاليلوزيتش الذي رحل قبل ثلاثة أشهر إثر خلافات مع الاتحاد المغربي وبعض اللاعبين الدوليين.

ليتعاقد الاتحاد مع الركراكي اللاعب الدولي السابق ومدرب الوداد البيضاوي السابق الذي قاد الأخير للظفر بكأس دوري أبطال إفريقيا وبطولة الدوري المحلي، ولم يجد المدرب الجديد (47 عاماً) صعوبة كبيرة في التأقلم مع اللاعبين على الرغم من خوضه ثلاث مباريات ودية فقط قبل المونديال ففاز على تشيلي بهدفين وعلى جورجيا بثلاثة وتعادل بينهما مع الباراغواي سلباً، وهذا يعني أنه لم يخسر أي مباراة مع نهاية الدور الأول، واللافت أن مرمى الأسود لم يتعرض لأكثر من هدف يتيم.

موقعة صعبة

طبعاً لن يكون من السهل بالنسبة للأشقاء التغلب على اللاروخا الإسباني في مواجهة الليلة لأسباب عديدة، أولها المكانة التاريخية للفريقين وثانيها أن الفريق الذي يقوده المدرب لويس إنريكه يضم نخبة من المواهب الرفيعة التي يصعب إيقافها على أرض الملعب، ما جعل المراقبين يرشحونه للتتويج باللقب العالمي، ومن هؤلاء جافي وبيدري وفييران توريس والهداف موراتا وأسينسيو وبوسكتس وأولمو وسواهم، وعلى الرغم من الهزيمة المفاجئة أمام اليابان في الجولة الأخيرة للدور الأول إلا أن الفريق الإسباني قادر على النهوض والعودة مجدداً ولاسيما أنه يخوض مباراة إقصائية، ومع كل هذا فإن الآمال العربية والمغربية على وجه الخصوص ستكون حاضرة وبقوة، وقد يكون فوز الساموراي على اللاروخا وكذلك قدرة لاعبي الركراكي على تحجيم شياطين بلجيكا الحمر أشياء يمكن البناء عليها أمام لاعبي إنريكه وخاصة أن لبعض اللاعبين المغاربة تجربة أمام بوسكيتس ورفاقه في المونديال الماضي وقد تقدم الأشقاء يوماً بهدف ثم بهدفين لهدف قبل أن يتلقوا هدف التعادل في الوقت بدل الضائع.

ومع إشارات وتصريحات اللاعبين نجد أن الأشقاء عازمون على الخروج بنتيجة إيجابية وهاهو أشرف حكيمي خريج مدرسة الريال يتوعد بأنه ورفاقه سيصنعون تاريخاً جديداً، على حين اعتبر جافي لاعب برشلونة أن الفريق المغربي صعب المراس، أما زميله بيدري فقد صرح بأن فريق المغرب ليس من الفرق الكبيرة لكنه فريق معقد، وذهب سولر لاعب سان جيرمان أبعد من ذلك بعدما شرح طريقة لعب المغاربة واصفاً إياهم بأنهم رائعين وقد استحقوا الحضور بين الكبار.

طموحات وأحلام

المباراة الثانية اليوم ستكون ثاني مواجهة أوروبية خالصة في دور الستة عشر وتجمع السيلكيسيون البرتغالي والناتي السويسري والأول مرشح للمنافسة على اللقب على الرغم من سجله العادي خلال ثلاث نسخ أخيرة، فبعد بلوغه نصف نهائي 2006 سقط في الدور الثاني لمونديال 2010 أمام جاره الإسباني وأخفق بتجاوز الدور الأول لمونديال 2014 ثم خسر بالدور الثاني لمونديال روسيا، وتعود أصول ترشيح رونالدو ورفاقه للمنافسة على اللقب إلى حضور الكرة البرتغالية خلال العقدين الأخيرين، وتجدد المنتخب الذي ضم العديد من النجوم رفيعي المستوى استحقوا الحضور في النخبة الدولية ومنهم الجيل الحالي أمثال برناردو سيلفا وبرونو فيرنانديز وكانسيللو وبيبي ولياو وفيلكس، وعلى رأسهم رونالدو الساعي لختام مميز في مسيرته الكروية.

على حين لا يحظى المنتخب السويسري بالترشيحات ذاتها مع إمكانية بلوغه أدوار الإقصاء، وقد تأهل بجدارة بعد فوزيه على الكاميرون وصربيا وخسارته أمام البرازيل جاءت بهدف متأخر، وعليه يدخل مباراة اليوم بمعنويات كبيرة وحظوظ تقترب من المساواة مع منافسه، وتشير المواجهات الأخيرة بين الفريقين إلى تفوق برتغالي، فخلال السنوات الأربع الأخيرة جمعتهما خمس مباريات كانت الغلبة في أربع منها للاعبي المدرب فرناندو سانتوس بثلاثة انتصارات مقابل انتصارين للسويسريين الذين فازوا في تصفيات يورو 2/صفر وفي إياب دوري الأمم مؤخراً بهدف، أما انتصارات البرتغال فجاء أولها رداً على الهزيمة الأولى بنتيجة مماثلة 2/صفر، وكذلك في ذهاب دوري الأمم الأخيرة بالأربعة وكذلك في نصف نهائي النسخة الأولى بنتيجة 3/1، ويمكن أن تشكل هذه النتائج معطيات أولية لمواجهة اليوم.

سجل مونديالي

– تحمل المشاركة البرتغالية في المونديال الرقم ثمانية، وقد احتلت المركز الثالث عام 1966 والرابع 2006 كأفضل إنجازاتها وخاضت خلالها 33 مباراة، ففازت بـ14 منها وتعادلت 6 مرات مقابل 11 هزيمة والأهداف 53/37.

– تشارك سويسرا للمرة الثانية عشرة في النهائيات والإنجاز الأقصى كان الوصول إلى دور الثمانية ثلاث مرات أعوام 1934 و1938 و1954، وخاضت 40 مباراة قبل مباراة اليوم، ففازت بـ14 منها وتعادلت ثماني مرات مقابل 18 هزيمة والأهداف 54/65.

– شاركت إسبانيا في 16 نسخة من البطولة وخاضت خلالها 66 مباراة، ففازت بـ31 منها مقابل 16 تعادلاً و19 هزيمة والأهداف 108/75، وتوج اللاروخا بالكأس عام 2010 وقبلها حل رابعاً في مونديال 1950.

– تحمل المشاركة المغربية في البطولة الرقم ستة وخاضت حتى نهاية الدور الأول 19 مباراة، ففازت بأربع منها وتعادلت ست مرات مقابل 9 هزائم والأهداف 18/23، وهي تخوض ثمن النهائي للمرة الثانية كأفضل إنجاز.

على هامش المواجهات

– اللقاء هو الأول بين البرتغال وسويسرا في المونديال، وسبق لهما أن تقابلا 25 مرة على الصعد كافة والتفوق سويسري بواقع 11 انتصاراً مقابل 9 للبرتغالي و5 تعادلات والأهداف 34/34، ومنها 15 على الصعيد الرسمي والغلبة للبرتغال بواقع 6 انتصارات مقابل 5 لسويسرا و4 تعادلات والأهداف 19/15 لمصلحة الأول، منها 9 مرات في تصفيات كأس العالم، ففاز البرتغالي 4 مرات والسويسري 3 وتعادلا مرتين، اللقاء الأول انتهى للأخير في تصفيات مونديال 1938 بنتيجة 2/1 والأخير انتهى كذلك سويسرياً بهدف ضمن الدور الأول لدوري الأمم بنسخته الحالية وسبقه فوز البرتغالي ذهاباً 4/صفر كأعلى نتيجة مسجلة بين الفريقين.

– سبق للمنتخبين الإسباني والمغربي أن تواجها في نهائيات مونديال روسيا 2018، وانتهت المباراة يومها بالتعادل بهدفين لمثلهما، واجتمع المنتخبان في تصفيات مونديال 1962 ويومها فاز الإسبان في المغرب بهدف وفي مدريد بثلاثة أهداف لهدفين.

– قبل مباراة المغرب اليوم لعبت المنتخبات العربية 85 مباراة في المونديال فخسرت 53 مباراة وتعادلت في 18 مباراة وحققت 14 انتصاراً منها 4 في البطولة الحالية ومنها 4 للمنتخب المغربي، علماً أن هناك ثلاث مواجهات منها جمعت بين طرفين عربيين، ويعتبر المنتخب المغربي صاحب الانتصارات الأكثر بواقع أربعة.

– خاضت المغرب 14 مباراة ضد منافسين أوروبيين بالمونديال، وحقق خلالها 3 انتصارات مقابل 6 تعادلات و5 هزائم، على حين خاض المنتخب الإسباني 5 مباريات ضد الأفارقة ففاز على الجزائر 3/صفر في 1986 وعلى جنوب إفريقيا 3/1 في 2002 وعلى تونس بالنتيجة ذاتها 2006 وتعادلت مع المغرب 2/2 في 2018، وخسرت مرة واحدة أمام نيجيريا 2/3 في مونديال 1998.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن