الأخبار البارزةشؤون محلية

مكاتب مبنى المحافظة تتحول إلى رماد وهدوء تام بعد أحداث الشغب … أهالي السويداء يستنكرون أعمال التخريب والحرق بمبنى السرايا.. لم يسبق للسويداء أن خربت مؤسسات الدولة في تاريخها مطالبين بمحاسبة من فعل ذلك قانونياً

| السويداء– عبير صيموعة

هدوء تام تشهده مدينة السويداء بعد أحداث الشغب التي عاشتها المحافظة والتي أدت إلى الهجوم على مبنى المحافظة (السرايا) وتكسير زجاج الأبواب والنوافذ وسرقة مكاتبه.

هذا ولم تقتصر أعمال التخريب التي طالت جميع مكاتب المبنى على التكسير والسرقة والنهب إذ وصلت الأعمال تلك إلى قيام المخربين بحرق كامل المكاتب والأضابير والملفات بعد سرقة كامل تجهيزاتها من حواسيب وطابعات وأجهزة فاكس ومحتويات كامل البوفيهات ضمن طوابق المبنى حيث وثقت «الوطن» كثيراً من تلك السرقات ضمن فيديوهات من أمام المبنى ساعة وقوع الحدث.

كما رصدت «الوطن» أمس وبعد انتهاء عمليات الإطفاء والتبريد للحرائق التي طالت مكاتب المحافظة أن ما تبقى من محتويات تلك المكاتب قد تحول إلى رماد باستثناء عدد قليل جداً منها والتي تم تكسير محتوياتها بالكامل من أثاث وخزائن لتكون أعمال التكسير والنهب من نصيب خزنات القسم المالي في المبنى والتي تحتوي على رواتب المستخدمين وتعويضات الانتخابات والمساعدات المالية وسلف لجان الشراء التي تتجاوز كتلتها الـ40 مليوناً حسب التقدير المبدئي.

وشهدت المحافظة استنكاراً كاملاً من قبل الأهالي لأعمال التخريب التي طالت إحدى مؤسسات الدولة التي تعتبر صرحاً حضارياً وتاريخياً مؤكدين أن المجتمع الأهلي ضد الاعتداء على مؤسسات الدولة لأنها ملك المجتمع ولم يسبق للسويداء أن خربت مؤسسات الدولة في تاريخها مطالبين بمحاسبة من فعل ذلك قانونياً ومشيرين إلى انطلاق حراك الشباب يوم الأحد 12/4/2022 سلمياً صرفاً من أجل حياة كريمة إلا أن عدم المشاركة والتنسيق من كل المكونات الوطنية في المحافظة وعدم تشكيل لجنة إشراف من أجل ضبط سلمية الحراك وحمايته والحرص على سلميته كان سبباً بما انتهى إليه الحراك من خراب ودمار وسمح لبعض العابثين باستغلال الحراك لمقاصد وغايات هي بعيدة كل البعد عن الهدف الأساسي الذي انطلق لأجله.

كما أشار عدد من الأهالي ممن التقتهم «الوطن» أمام مبنى المحافظة أن من أكبر الأخطاء التي تم ارتكابها بحق المحافظة هو إفراغ المبنى من كل الأشخاص المعنيين وأصحاب القرار وتركه لمجموعة تخريبية ألحقت أضراراً بمعاملات الأهالي وأضابير المؤسسات الحكومية حيث كان من الأجدر بالمسؤولين النزول إلى المواطنين وسماع مطالبهم ومحاولة تهدئة النفوس لا مغادرة المبنى وتركه تحت رحمة مجموعة من الأفراد المسيسين من بعض الجماعات التي أثبتت الأحداث مصلحة هؤلاء بنشر الفوضى وخلخلة الأمن من جهة والسعي إلى حرق أوراق وأضابير وملفات فساد يتم العمل عليها والتحقيق بها من جهة أخرى وأكبر دليل عدم اقتصار أعمال التخريب على الكسر والنهب بل تجاوزتها إلى الحرق وتحويل كل المكاتب إلى رماد لتعود الخسارة الكبرى على أهالي المحافظة.

كما تساءل البعض عن سبب الغياب الكامل لوجهاء المحافظة وعقلائها والهيئة الروحية ومشايخ الدين فيها والذين من المفترض وجودهم أثناء الأحداث مؤكدين أن تحييد أنفسهم عن تلك الأحداث كان سبباً بعدم احتوائها وتصعيدها إلى أبعد مستوى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن