قضايا وآراء

لماذا العدو بيننا.. لماذا التضليل مستمر؟

| د. علي عباس حمية

بدأت بوادر الفوضى الخلاقة والربيع العربي بالانحسار شيئاً فشيئاً تحت ضربات حلف المقاومة لتنكشف بوضوح معظم المخططات الأميركية- الصهيونية الأعرابية المتمثلة بفريق مع «النصرة» وآخر داعشي، ومن خلاله كان التضليل الصهيوني في الثقافة الإعرابية القابلة لذلك والتي بدورها لعبت على الوتر العرقي والطائفي تمهيداً لإعلان التطبيع مع العدو الصهيوني وقلب الصورة واستبدال العدو، وتبرؤ إسرائيل من دم فلسطين ولصق التهم بحلف المقاومة وبالأخص بسورية التي قدمت الدماء والوقت من أجل قضية فلسطين وجرت عليها الويلات من أجلها لتحارب من قبل أشقائها ومن تدافع عنهم، وذلك بحجة حقوق الإنسان المزيفة والطائفية المقيتة، وترى سورية صاحبة القلب الكبير، أن الذين تضحي من أجلهم قد غرر بهم بحجج طائفية، ولكن في الحقيقة إضعاف وتدمير سورية هو من أجل تمرير تطبيع الأعراب والقضاء على فلسطين.

أيضاً الحصار على إيران وإثارة الشعب فيها من حين لآخر، لأنها رفضت التخلي عن المقاومة اللبنانية لتحرير أرضها، وهي التي دعمت وما زالت تدعم القضية الفلسطينية لتحريرها من النهر إلى البحر، ولو أرادت إيران أن تتخلى عنها لكانت شرطي المنطقة والآمر الناهي فيها، إلا أنها تمسكت بالقضية لأنها من أولويات عقيدتها تحرير فلسطين واحتضان الشعوب المظلومة والمستضعفة، فكيف بالقضية الفلسطينية؟

لقد تمت محاولة إضعاف محور المقاومة وبالأخص سورية من أجل تمرير عملية سلب فلسطين والقضاء عليها عبر التطبيع وبالتضليل الإعلامي وإظهار حلف المقاومة عدواً والمطبعين أحلافاً وأصدقاء.

أميركا ما زالت تلعب بهؤلاء الأعراب ساعة تشاء، وتترك لهم هامش من الحريات المسيرة والمزيفة لإظهارهم على أنهم مع القضية الفلسطينية رغم التطبيع وأنهم مهتمون بفلسطين وشعبها وعلمها ونشيدها، ولكنهم فعلياً يذبحون القضية أكثر عبر الخداع والمكر وتنفيس احتقان الشعوب العربية الرافضة فعلاً للتطبيع، ذلك الرفض من تلك الشعوب الصادقة لا تعلم أن حريتها مسيرة ضمن ضوابط أنظمتها العميلة المطبعة، ما يعني أن ما يجري في دول الأعراب الخليجية من بروباغندا إعلامية وإظهار أعلام فلسطينية هنا وهناك وإظهار طفل خليجي، طبعاً صادق، وهو يرفض الكلام مع الأقنية التلفزيونية الصهيونية ليصنعوا منها دعايات وإعلام وجعله بطلاً قومياً بالوقت الذي فيه تذبح أطفال فلسطين، فيمرون على خبرها مرور غير الكرام.

إن مقابلات تلفزيون الكيان الصهيوني المؤقت مع الجمهور في قطر ما هو إلا ضمن حلقات مؤامرة الاعتياد على وجود العدو بيننا تدريجياً، وهي من ضمن سياسة التطبيع، فعلى الرغم من أن ردة فعل الشعب العربي الصادقة هي مقاومة التطبيع، حيث يترك له المجال في الكلام فقط، إلا أنه إذا استمر ذلك سيتم الاعتياد على العدو بيننا، فبالوقت الذي يظهر لنا العدو ديمقراطيته عبر التلفزيون يكون بيده الأخرى يقتل طفلاً فلسطينياً بدم بارد.

أصلاً لماذا هم هناك؟ ولماذا سمح للعدو بالوجود في قطر وبوقت المونديال في خدمة تعد الأكبر للكيان الصهيوني ليظهر للعالم صداقته مع الأعراب وإعلان نهاية القضية الفلسطينية من أرض عربية؟ والقول للعالم إن من تحاولون مساندتهم قد تخلى عنهم أشقاؤهم.

فلسطين لا تعود بالشعارات الأعرابية المزيفة ولا بإظهار الحريات الإعلانية فقط عبر التلفزيونات الإسرائيلية، ولا بالتعاطف الأعرابي الإعلامي مع القضية الفلسطينية بالوقت الذي يقوم المسؤول الأعرابي بإرسال عائلته الخليجية لقضاء إجازة في تل أبيب وعلى شواطئ فلسطين المحتلة، كما أن حريتكم المسيرة أميركياً لا تحرر فلسطين عبر دعم أعرابي للشركات الصهيونية على حساب فلسطين.

يا شقيقي العربي إن مواجهة احتلالهم لا تكون بالرأي والإعلام المزيف، المقاومة هي في بذل التضحيات من أجل القضية، وما يتم فعله بحلف المقاومة من حصار على إيران وإرهاب ضد العراق ومحاولة تدمير سورية وتجويع لبنان والقضاء على فلسطين وإنهاك اليمن، هؤلاء هم من يدفعون ثمن الدفاع عن القضية الفلسطينية المحقة وليس من طبع وتعامل وساند الإرهاب والصهاينة.

احذروا استمرار انقلاب الصورة في مخيلة أنظمتكم الأعرابية، ولتحيا المقاومة في فلسطين وعرين أسودها، ولتحيا المقاومة في لبنان وانتصاراتها، ولتحيا إيران وسورية والعراق واليمن وكل الدول التي ستنضم مستقبلاً لحلف المقاومة. لا للتطبيع ولا للتضليل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن