نحتاج لمركز تنبؤ للأزمات حتى لا نفاجأ كل مرة بالأزمة نفسها.. الفكرة بسيطة، لماذا لا توجد جهة تقرأ المستقبل القريب.. هل من الصعب التنبؤ بأن الحاجة للمازوت تزداد بالشتاء؟ هل من الصعب توقع أن المواد التي لا تتوافر بشكل نظامي سيتم تهريبها أو تأمينها بطريقة فاسدة؟
تعالوا نناقش كيف نتعامل مع الأزمات.
كثير من المشكلات تم السكوت عنها وأحياناً حقنها بالمسكنات والمهدئات، ما تلبث أن تكبر وتتضخم وتصبح معالجتها أصعب وأعقد.
طريقة التعاطي مع قضايا تبدأ صغيرة ثم تكبر تنسحب على موضوعات متعددة، ولعل هذا الأسلوب يحمل في طياته الكثير من الضرر.
فالتغاضي والتجاهل ليس أمراً نافعاً وخاصة في قضايا رئيسية.
من السهل أن تترك الأمور من دون سيطرة، لكن من الصعب أن تتوقع ألا تخرج عن السيطرة.
أسلوب تجاهل المشكلات أو تركها باردة ومعلقة بالهواء ينسحب بشكل مذهل على معظم القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
ما يحدث أن المشكلات تبدأ صغيرة، ثم بالتجاهل وعدم الاهتمام تكبر حتى يصبح من الصعب معالجتها.
من الأمثلة على ذلك ما يجري في معالجة قضايا المحروقات والكهرباء، فالكل يعرف المشكلة المزمنة، لكن بقيت الأمور على حالها، التبريرات نفسها مع كل أزمة والوعود نفسها مع كل أزمة!
لن نخوض بتفاصيل كثيرة، لكن الأساس في حل القضايا هي مواجهتها ومعالجتها وليس تسكينها لفترات طويلة.
واحدة من الأسباب التي جعلت بعض المشكلات تتحول إلى معضلات هي التغاضي عنها، وواحدة من الأسباب التي جعلت المعضلات تتحول إلى أمراض مزمنة هو تجاهلها.
الذين درسوا إدارة الأزمات لا شك أنهم لاحظوا أن طريقة إدارة أزماتنا تقوم على إنكار الأزمة في المرحلة الأولى من خلال التعتيم عليه، ثم كبرت الأزمة من خلال تأجيل ظهورها وفي كل مرة التقليل من شأنها.
المواطن السوري يدرك حجم المعضلة، ويعرف أن ما يجري بنسبة عالية بسبب ظروف أقوى من قدراتنا. معظم دول العالم تعاني، والأزمات العالمية تنتقل من دولة إلى أخرى مثل الوباء.
أخيراً من المفيد أن نفكر بجهة دورها أن تتنبأ بالأحداث وتضع ذلك أمام الجهات الحكومية لتتصرف بما يساعدها على مواجهة الأزمات والتحضير لها بما يقلل من تأثيراتها المؤلمة.. هل هذا صعب؟
أقوال:
– تحدد جودة توقعاتنا جودة أعمالنا.
– هناك طريقتان لتكون سعيداً: قم بتحسين واقعك أو قلل من توقعاتك.
– توقع الأفضل.. استعد للأسوأ.
– يجب أن نعيد اكتشاف التمييز بين الأمل والتوقع.