رياضة

انعدام التوازن

| مالك حمود

ثمة نقطة مهمة في الحياة، وواحدة من ثوابتها ومقوماتها، وغيابها يؤدي إلى خلل واختلال في قوام الكثير من الأشياء وجوهرها.

التوازن مطلوب في مختلف الأمور المادية والمعنوية وحتى الرياضية، فالتقارب في المستوى بين فريقين متباريين يعطي المباراة توازناً مهماً، ويكون من أهم أسباب جماليتها وفائدتها، وبالطبع فإن غياب التوازن عن المباراة يفقدها جماليتها وقوتها وفائدتها أيضاً.

أي فائدة يمكن أن نتأملها من مباراة تنتهي بفارق يصل إلى 97 نقطة؟!

هي واحدة من مظاهر الدوري السوري للشباب بكرة السلة لفئة (دون 18سنة) وأحد طرفيها يسجل أكثر من 135 نقطة، والطرف الثاني يعجز عن تسجيل أكثر من 38 ونقطة، علما أن مدرب الفريق المتقدم حاول الترأف بحال الفريق الضعيف وقام باستبدال لاعبيه الأساسيين، ولعب النصف الثاني للقاء بالصف البديل..!

إذا كانت هذه الصورة لواحدة من مباريات إحدى أهم الفئات العمرية بسلتنا، فكيف لنا التفكير بالتطوير.؟!

قلناها ونكررها لن يتحقق التطور المطلوب لسلتنا وسط الإصرار على إقامة مسابقات الفئات العمرية بطريقة التجمعات الجغرافية.

وإذا ما كانت الحجة بعدم قدرة الأندية على تحمل نفقات المشاركة بدوري كامل، فهذا ليس عذراً أيضاً فالأندية التي ستدفع مئات الملايين لاستقدام لاعبين أجانب للمشاركة في دوري الرجال، هي قادرة على تحمل تكاليف المشاركة في دوري كامل.

هل فات المعنيين أن قوة البناء تبدأ من الأساس، ومن متانة أساساته يستمد البنيان قوته وصلابته وشموخه.

فقد آن الأوان للاعتراف بقصور مسابقات فئاتنا العمرية وضرورة إعادة النظر في آلياتها والبحث عن سبل جديدة تكفل تحقيق التوازن الفني في الملعب، وتوفر المزيد من المباريات للاعبين الواعدين الذين يحتاجون في هذه المرحلة العمرية للكثير من المباريات الرسمية، وبزيادة هذه المباريات يتضاعف عدد التدريبات ويصبح على مدار العام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن