سورية

أردوغان توعّد مجدداً بالقضاء على «منابع الإرهاب» في شمال سورية! … الاحتلال يكشف شروطه للعدول عن العدوان ومنها إنهاء سيطرة «قسد» على المنشآت النفطية

| حلب - خالد زنكلو - دمشق -الوطن - وكالات

في وقت هدد فيه أمس من جديد رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان بالقضاء على منابع ما سماه «الإرهاب» في شمال سورية في إشارة إلى ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، كشفت تلك الإدارة عن شروطها للعدول عن شنها عدواناً برياً جديداً على الأراضي السورية من بينها إنهاء سيطرة «قسد» على المنشآت النفطية في المناطق الخاضعة لنفوذها.

ووفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني فقد جدد أردوغان وعيده، «بالقضاء على منابع الإرهاب» قرب حدود بلاده الجنوبية، وإنهاء وجود ما سماها «التنظيمات الإرهابية» في الشمال السوري بقوله: «إذا كان الإرهاب ينبع من شمالي سورية، فإننا لن نبعدهم عن حدونا إلى الداخل فقط، بل سنقضي على منابعهم بشكل كامل».

وعلى الرغم من تهديدات المسؤولين الأتراك المتتالية ضد «قسد»، فمن غير الواضح مدى جدية الإدارة التركية في تنفيذ وعيدها بشن عملية غزو بري لمناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب بريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، استكمالاً للعدوان الجوي الذي بدأه جيش الاحتلال التركي في 20 الشهر الماضي في إطار ما سماها عملية «المخلب- السيف»، في ظل معارضة الفاعلين الأساسيين في الأزمة السورية روسيا والولايات المتحدة.

وكشف متابعون لسياسة الإدارة التركية في سورية لـ«الوطن»، أن تهديدات أردوغان تتزامن مع مفاوضات يجريها مسؤولوه مع موسكو وواشنطن حول عزم جيش الاحتلال القيام بعدوان بري داخل الشريط الحدودي السوري وبعمق 30 كيلو متراً.

وأشاروا إلى أن أردوغان يتعمد التصعيد في خطابه الإعلامي بشكل مستمر لرفع سقف مفاوضاته مع الإدارة الأميركية ومع الكرملين للحصول على تنازلات ميدانية في مناطق نفوذ «قسد»، وفي مثل هذا التوقيت بالذات، خدمة لأجندته الداخلية الانتخابية.

وفيما لم تكشف المصادر عن نتائج المفاوضات، لفتت إلى أن إدارة أردوغان ربما تحقق بعض المكاسب العسكرية على الأرض من خلال تنفيذ عدوان عسكري سريع ومحدود النطاق لا يتعدى كيلومترات قليلة داخل حدود تماس مناطق هيمنة «قسد» بريف حلب الشمالي.

في الأثناء، وحسب الموقع الإلكتروني لقناة «الجزيرة» الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية، فإن مصدراً رسمياً تركياً، لم تسمه، كشف عن مهلة وشروط وضعتها أنقرة للتراجع عن «العملية العسكرية» التي تعتزم القيام بها في شمال سورية ومنها انسحاب «قسد» من منبج وعين العرب بريف حلب الشرقي وتل رفعت في الريف الشمالي للمحافظة.

وقال المصدر: إن أنقرة «أبلغت الجانبين الروسي والأميركي أن المهلة الزمنية لن تمدد، وأن البديل سيكون عملية عسكرية ضد القوات الكردية»، مشيراً إلى أن الجانب الأميركي اقترح إعادة هيكلة قوات «قسد» ومنح دور أكبر للمكون العربي في إدارة منبج وتل رفعت وعين العرب، لكن الإدارة التركية اشترطت إنهاء سيطرة «قسد» على المنشآت النفطية في أماكن انتشارها قبل النظر في المقترحات الأميركية.

وأول من أمس، ذكرت مصادر مطلعة لـ «الوطن» من القامشلي بمحافظة الحسكة أن وفداً عسكرياً روسياً رفيع المستوى وصل المدينة عبر مطارها قادماً من قاعدة حميميم بريف اللاذقية، لاستكمال جهود الوساطة مع متزعمي «قسد»، والتي لم تفلح الأسبوع الماضي في إقناعهم بتسليم المناطق التي تنتشر فيها والمهددة بالغزو البري إلى الجيش العربي السوري ومؤسسات الدولة السورية، في حين أفادت قناة «الميادين» أن قائد القوات الروسية في سورية ألكسندر تشايكو وصل مجدداً إلى مطار القامشلي للقاء قيادات «قسد» من أجل بحث التطورات في شمال سورية والتهديدات التركية بشنّ عدوان بري جديد فيه.

وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، زار تشايكو القامشلي والتقى قائد قوات «قسد» مظلوم عبدي، وقدم عرضاً للأخير يقضي بانسحاب جدي لقواته مسافة 30 كيلومتراً ودخول الجيش السوري لهذه المناطق وانتشاره على طول الحدود تنفيذاً لاتفاق سوتشي الذي وُقع عام 2018 ولم تلتزم به «قسد».

في المقابل، قال متزعم «قسد» مظلوم عبدي في حوار صحفي: إن المتورطين بتفجير إسطنبول لـهم «روابط وثيقة مع مقاتلي داعش وقتلاهم، إضافة لروابط مع قادة فصائل مسلحة تدعمها تركيا موجودين في عفرين» مضيفاً: إنهم توصلوا إلى هذه النتائج مع انتهاء المرحلة الأولى من التحقيقات في أسماء المعتقلين والمشتبه بهم الذين تم الكشف عنهم من قبل مسؤولين أتراك على أنهم ضالعون في تفجير إسطنبول، وذلك وفق ما نقلت قناة «نورث برس» الكردية التابعة لـ«قسد».

وأضاف عبدي: إن تحقيقاتهم مستمرة في هذا الشأن، وسينشرون تقريراً حول تفجير إسطنبول والاتهامات «في القريب العاجل».

وتتهم إدارة أردوغان «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ«قسد» بالضلوع في تفجير إسطنبول الذي نفت الأخيرة مراراً أي صلة لها به.

وسبق أن قال عبدي في تصرح لموقع «المونيتور»، إن أحلام البشير، المرأة التي تم القبض عليها والمتهمة بزرع قنبلة تفجير شارع تقسيم بإسطنبول، تنحدر من عائلة مرتبطة بتنظيم داعش.

وخلال حواره الصحفي، حذر عبدي من «تداعيات مدمرة» في حال شن أي عملية عسكرية برية تركية في مناطق سيطرة «قسد»، وقال: إن «غزواً تركياً سيعيد إحياء تنظيم داعش».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن