سورية

عربة عسكرية تركية دهست طفلة وامرأة.. و«النصرة» تهربها والجاني خارج المدينة … مظاهرات غاضبة في الأتارب تطالب بخروج الاحتلال التركي

| وكالات

خرج أهالي مدينة الأتارب المحتلة بريف حلب الغربي بمظاهرات شعبية واسعة، طالبت بخروج قوات الاحتلال التركي من مدينتهم ومحاسبتها وذلك على خلفية جريمة قتل امرأة وطفلة دهساً بإحدى آلياتها العسكرية التي أقدم مسلحو تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، على تهريبها خارج المدينة بدلاً من اعتقال سائقها.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصادر محلية وإعلامية متقاطعة، تأكيدها، أن مدرعة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال التركي، دهست طفلة (7 سنوات) أثناء مرور رتل عسكري لتلك القوات إلى إحدى قواعده في مدينة الأتارب.
وأضافت المصادر إنه أثناء محاولة جدة الطفلة (70 عاماً) إنقاذها، قامت مدرعة الاحتلال بدهسها أيضاً، ما أدى إلى وفاتهما على الفور.
وأشارت المصادر، إلى أن حالة من الاحتقان شهدتها المدينة على خلفية الحادثة، حيث قام الأهالي برشق مدرعات الاحتلال التركي بالحجارة، مطالبين بطردها من المدينة ورددوا هتافات تندد بالممارسات الإجرامية للاحتلال ومرتزقته من الإرهابيين، وعدم اكتراثهم بأرواح المدنيين.
موقع «أثر برس» الإلكتروني من جهته، ذكر أن أهالي المدينة التي يسيطر عليها تنظيم «النصرة»، خرجوا بمظاهرات شعبية واسعة، طالبت بخروج قوات الاحتلال التركي من مدينتهم، ومحاسبتها على جريمة قتل امرأة وطفلها دهساً بالمدرعة.
وأوضح أن المظاهرات جاءت في أعقاب دهس مدرعة كانت تسير ضمن رتل عسكري لقوات الاحتلال التركي يمر وسط الأتارب، امرأة وطفلها في أثناء سيرهما في الشارع مساء الإثنين، بعد أن جنحت عن مسارها وخرجت من الرتل لأسباب ما تزال غير معروفة، حيث حاول الأهالي إسعاف الضحيتين إلى المشفى لكنهما سرعان ما فارقتا الحياة نتيجة إصاباتهما البليغة.
ولفت إلى أن ما زاد من غضب الأهالي واستيائهم، كانت ردة فعل مدرعة الاحتلال، التي سرعان ما عادت إلى خط سيرها وأكملت طريقها ضمن الرتل من دون أي رد فعل حيال الضحيتين، أو حتى محاولة إسعافهما، الأمر الذي رد الأهالي عليه بمحاصرة الرتل، ورشقه بالحجارة.
وحسب الموقع، فإن الأهالي، رددوا أثناء حصارهم للرتل، عبارات مناوئة لقوات الاحتلال التركي، مطالبين بخروجها من الأتارب، كعبارة «هي يالله والتركي يطلع برا»، كما طالبوا بمحاسبة سائق المدرعة وتطبيق القصاص العادل عليه والأخذ بثأر الضحيتين.
وأوضح، أن ما زاد من نقمة الأهالي أيضاً، هو مسلحو تنظيم «جبهة النصرة» المسيطرون على المدينة الذين سرعان ما وصلوا إلى مكان الحادثة، إذ إنه بدلاً من اعتقال سائق المدرعة، عملوا على إبعاد الأهالي عن آليات رتل الاحتلال التركي، ونقلوها إلى مقر ما تسمى «الشرطة» الرئيسي التابع للتنظيم، قبل أن يبادروا إلى تهريبها خارج المدينة، على الرغم من وعودهم للأهالي بمحاسبة السائق.
ولا تعد حادثة قتل المرأة والطفلة، الأولى من نوعها ضمن المناطق التي تحتلها القوات التركية في ريف حلب، حيث شهدت السنوات الماضية أكثر من 20 جريمة مماثلة، كان معظم ضحاياها من الأطفال الذين دهستهم آليات الأرتال العسكرية لتلك القوات في مناطق الشمال الغربي على وجه التحديد، وخاصة أثناء مرورها بالقرب من مدينة مارع المحتلة بريف حلب الشمالي باتجاه قواعدها العسكرية المتمركزة في ريف مدينة أعزاز.
بموازاة ذلك، واصل تنظيم «النصرة» تضييق الخناق على المدنيين، وذلك عبر التشدد في احتكار تجارة المشتقات النفطية ومنع دخولها إلى مناطق سيطرته في محافظة إدلب بقصد التجارة.
وبهذا الصدد، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن حالة من الاستياء الشعبي سادت في إدلب، إزاء عودة أزمة مادتي البنزين والمازوت إلى الواجهة من جديد، تزامناً مع منع التنظيم دخول المحروقات الرخيصة الثمن من مدينة عفرين المحتلة بريف حلب الشمالي الغربي عبر معبر دير بلوط شمال إدلب على الحدود مع تركيا الذي يسيطر عليه التنظيم، وذلك، تجنبا لكساد المازوت المستورد من «النصرة»، والاستغناء عن المحروقات البديلة التي تستخدم للتدفئة، حيث يعمل «أمراء الحرب» من التنظيمات الإرهابية على استيراد قشور الفستق والبندق واللوز وغيرها من المواد التي تستهلك خلال الشتاء، إذ وصل سعر الأخيرة إلى 250- 320 دولاراً أميركياً للطن الواحد، وخاصة أن المستودعات ملأى بأنواع القشور التي تم شراؤها.
وأوضحت المصادر أنه في حال وصول المازوت المحلي، سيستغني المواطنون عن القشور كحل بديل للتدفئة بسبب فرق الأسعار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن