«التطوع أسلوب حياة والإعاقة انطلاقة».. احتفالية سيريتل بيومي ذوي الإعاقة والتطوع العالميين … الكوا: لدوافع سياسية ستتراجع مساهمة المنظمات الدولية في المشاريع الإنسانية إلى 40 بالمئة بدءاً من العام القادم

كشف مدير المنظمات غير الحكومية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل محمود الكوا عن تراجع تغطية المنظمات الدولية لأعمال المشاريع الإنسانية في سورية إلى 40 بالمئة عما كانت عليه اعتبارا من بداية العام القادم، وهذا يأتي في إطار الضغوط الإنسانية والسياسية على سورية.

وبين الكوا خلال تمثيله وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الفعالية التي أقامتها مؤسسة إدارة الموارد البشرية بالتشارك مع شركة سيرتيل بعنوان «التطوع أسلوب حياة والإعاقة انطلاقة» بمناسبة يومي ذوي الإعاقة والتطوع العالميين أن المسؤولية المجتمعية تزيد في كل المجتمعات خلال زيادة فجوة الاحتياج كما يحدث الآن في سورية بسبب الحرب والحصار المفروض عليها منذ 2011، ما يرتب على جميع أبناء الوطن المزيد من المسؤولية المجتمعية في جميع المجالات، والعمل على تعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية الوطنية للوصول إلى إستراتيجية الاستغناء عن الإعانات التي تقدمها المنظمات الدولية للمشاريع الإنسانية.

ورأى أن هذا يتحقق من خلال زيادة دور شركات القطاع الخاص، وتحقيق المزيد من المشاريع الاستثمارية للمؤسسات والمنظمات غير الحكومية في البلاد. لافتاً إلى أن هناك أكثر من ألفي مؤسسة وجمعية أهلية تعمل في سورية في جميع جوانب الحياة والتنمية، إضافة إلى وجود 31 مركز رعاية اجتماعية تقدم الخدمات لمن يحتاجونها كل في مجال تخصصة، وتمت مؤخراً مقابلة أكثر من 46 فريقاً تطوعياً من الشباب السوري، الذين عبّروا عن التطور الكبير في الوعي التطوعي لدى جيل الشباب.

مديرة إدارة الموارد البشرية في سيريتل سمر الحلبي قالت: مسؤوليتنا المجتمعية تجاه وطننا وأبنائه أمانةٌ نحملها بكل محبة… ولأن العمل الإنساني ودعم مختلف فئات المجتمع جزء أساسي من هذه المسؤولية، تقدم سيريتل الدعم الإستراتيجي لحفل «التطوع أسلوب حياة والإعاقة انطلاقة».

وأضافت: تتلاقى توجهاتنا في سيريتل مع أهداف هذه المبادرة التي تسعى للتوعية حول مفهوم المسؤولية المجتمعية، وتشجيع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع القوى العاملة وإقامة مجتمع شامل متاح للجميع، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية التطوع في تطوير المجتمع.

وبالحديث عن تجربة الشركة في تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، قالت: نقدم الدعم الكامل لهم عبر تجهيز بنية تحتية مناسبة، تدريبهم وإتاحة فرص عمل مناسبة ضمن الشركة في مختلف المجالات حسب اختصاصاتهم ومن ضمنها المجالات التقنية والاختصاصات المتعلقة بالشبكة، ونقدم التسهيلات اللازمة لعملهم كمراعاة ساعات الدوام وتخفيضها مع إمكانية العمل من المنزل، والحرص أن تكون مكاتبهم مجهزة بكل الاحتياجات وكذلك توفير مواصلات مناسبة لنقلهم من وإلى مقرات الشركة وتوفير مصاعد خاصة بهم وتدريبهم على خطط تدريب خاصة سعداء بما نقدّمه في هذا المجال ونسعى لتقديم المزيد من الدعم لهم لجميع فئات المجتمع بقادم الأيام.

ممثل الأمانة السورية للتنمية محمد لبابيدي قال: السؤال الأول الذي يطرح على المتطوع: ماذا ستحصل عليه من التطوع؟ وهي أكثر جملة يسمعها المتطوع من أهله ومن المحيطين به، مبيناً أن الأمانة قامت مؤخراً بدراسة على 3500 شاب أغلبهم من الجامعات تبين من خلالها أن الدافع الأول لرغبتهم في التطوع هو الأثر الناجم عن هذه المشاركة الذي يجدونه نتيجة عملهم التطوعي، وأن 60 بالمئة ممن شملتهم الدراسة كانوا قد قاموا بأعمال تطوعية سابقة واستمروا فيها لاحقاً نتيجة لمسهم الأثر لهذه الأعمال في عيون من يستهدفون بهذه الأعمال.

رئيس مجلس أمناء مؤسسة إدارة الموارد البشرية منير عباس قال: هذه الاحتفالية هي للتعبير عن دور وأهمية المسؤولية المجتمعية، التي يضطلع بها المجتمع بشكل كامل، وأشاد بالأيادي البيضاء التي كان لها الدور الأبرز في تعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية ومنها المؤسسات والجمعيات الأهلية، مبيناً أن المسؤولية المجتمعية هي أسلوب حياة، منوهاً بأن مفهوم المسؤولية المجتمعية هو مفهوم أخلاقي بحت مزروع في كل الناس، ويمكن أن تكون شكلاً من أشكال المواطنة والتنمية المستدامة، وأكد أن المسؤولية المجتمعية لم تعد رفاهية وخياراً وإنما أصبحت ضرورة في الحياة ولذلك يجب أن نؤسس في مناهجنا الدراسية لتكريس هذا المفهوم الذي لم يعد مفهوماً آنياً، لأنه أصبح يرافقنا في كل تفاصيل حياتنا اليومية.