كييف أعلنت أن بعض حلفائها مستعدون لتزويدها بالأسلحة أكثر من انضمامها إلى «الناتو» … ستولتنبرغ: ظروف مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا لم تتشكل بعد

أعرب الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، أمس الأربعاء، عن اعتقاده بأن الظروف لمفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا لم تتشكل بعد، على حين كشفت وسائل إعلام أميركية عن انقسام بين الدول الأعضاء في الحلف بشأن عضوية أوكرانيا فيه، بالتزامن مع شكوى نظام كييف من أن بعض حلفاء كييف مستعدون لتزويدها بالأسلحة أكثر من دعم رغبتها في الانضمام إلى الحلف.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن ستولتنبرغ، قوله في فعالية نظمتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»: إن روسيا لم تظهر بعد إشارات على استعدادها للمفاوضات مع احترام سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، وأضاف: «لكن ينبغي ألا أقرر أنا ولا بروكسل هذا، يجب أن يقرر الأوكرانيون متى يحين وقت المفاوضات».
وجدد موقف الحلف الداعم لما سماه حق أوكرانيا في الدفاع عن النفس كدولة ذات سيادة، موضحاً أن دول الناتو تدرس باستمرار إمكانية إمداد أوكرانيا بأنواع جديدة من الأسلحة، وقال: «لا يمكنني الحديث عن أنواع محددة من منظومات الأسلحة التي نفكر في تسليمها إلى أوكرانيا، نحن نفكر باستمرار في إضافة أنظمة جديدة».
وشدد على أهمية ضمان فاعلية أداء الأسلحة التي تم تسليمها بالفعل إلى أوكرانيا، وتزويدها بالذخيرة وقطع الغيار لها، إضافة إلى صيانة هذه الأسلحة.
وتابع: «يجب أن نفهم أن نهاية هذه الحرب لن تعني العودة إلى العلاقات الجيدة أو الطبيعية مع روسيا، يجب أن نكون مستعدين لعلاقة طويلة صعبة مع روسيا، وهذا يعني الحاجة إلى الاستثمار في دفاعنا وتعزيز الردع والدفاع الجماعي لحلف الناتو».
إلى ذلك ذكرت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية أمس، أن حلف شمال الأطلسي انقسم بشأن احتمال دخول أوكرانيا إليه، وأن ممثلي بعض الدول يحاولون تجنّب هذا الموضوع، وذلك من أجل عدم رغبتهم في إثارة غضب روسيا.
وقالت الصحيفة: «حلف الناتو منقسم حول كيف ومتى يجب أن تنضم أوكرانيا إلى التحالف، كما أن العواصم الكبرى لا تريد استفزاز الكرملين أكثر، والأهم من ذلك أن عضوية الناتو القانونية تقوم على تقديم المساعدة لأوكرانيا في حالة وقوع هجوم وهو احتمال لن يفكر فيه كثر».
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة إلى العديد من المسؤولين، أصبح موضوع انضمام أوكرانيا إلى الناتو من المحرمات، فهم يفضلون عدم مسّه، وإذا كان عليهم قول شيء ما، فإنهم يقدمون إجابات مختصرة.
واعتبرت الصحيفة أن «العقوبات على موسكو والتخلي عن موارد الطاقة الروسية واحتمال انضمام أوكرانيا إلى الناتو تظل موضوعاً مؤلماً للسياسة الدولية».
في السياق نقلت «نوفوستي» أمس عن وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، قوله في حديث لـ«بوليتيكو»: «يخشى بعض الأصدقاء المقربين من أوكرانيا من الرد بشكل إيجابي على طلب كييف الحصول على عضوية الناتو أكثر من خوفهم من تزويد أوكرانيا بأحدث الأسلحة».
وأشار إلى أنه لا يزال هناك العديد من الحواجز النفسية التي يجب علينا التغلب عليها، وبينها عضوية أوكرانيا في حلف الناتو.
ونقلت الصحيفة عن مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الحلف، جوليانا سميث، قولها: «يتم حالياً التركيز على الدعم العملي لأوكرانيا». وأضافت: إن الأوكرانيين يدركون أنه يجب عليهم العمل كثيراً قبل انضمامهم إلى الحلف.