حذرت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» من مغبة الإقدام على «تصعيد عسكري» جديد في مناطق شمال سورية، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه تدمير البنية التحتية «الهشة» في تلك المناطق، وذلك وسط تهديدات الإدارة التركية المتواصلة بشن عدوان بري جديد على أراض سورية في الشمال.
وفي حديث لصحيفة «ذا ناشونال» نقلته وكالة «نورث برس» الكردية أمس، قال المدير الإقليمي للشرق الأدنى والشرق الأوسط في اللجنة فابريزيو كاربوني: إن البنية التحتية «الهشة» في شمال سورية، «ستدمر إذا حدث تصعيد عسكري».
وأضاف: إن «هذا قد يعرض عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر»، مضيفاً: إن «شمال شرق سورية منطقة هشة وغير مستقرة ومتنازع عليها ونأمل حقاً ألا يتصاعد العنف هناك؛ إذا حدث ذلك، فإنه يعرض الأشخاص والخدمات الأساسية للخطر».
وتشهد مناطق شمال وشمال شرق سورية منذ العشرين من الشهر الماضي تصعيداً عسكرياً لقوات الاحتلال التركي عبر قصف بالمدفعية والطيران الحربي والمسيرات، وسط تهديدات متجددة من الإدارة التركية بشن عدوان عسكري بري في المنطقة.
كما حذر كاربوني من أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد لا تتمكن من الوصول إلى مناطق التصعيد وقال: «لا أعرف ما الذي سيفعله الناس، إنه أمر لا يطاق حقاً، ولا أعرف أين يجد الناس القوة لتجاوز هذه الصعوبات».
وقال: «في البلاد أكبر عدد من النازحين داخليًا، حيث يعيش أكثر من 2.5 مليون شخص دون مأوى مناسب»، مؤكداً أن الاهتمام الدولي «يجب أن يتجاوز الاستجابة الإنسانية في سورية» وأن هناك حاجة إلى مزيد من المساعدة الدولية، في ظل ما تعرضت له البلاد خلال سنوات الحرب التي تشن عليها منذ أكثر من 11 عاماً.
وأضاف: «لقد أثرت سنوات الحرب في الاقتصاد»، مشيراً إلى معاناة السوريين في حياتهم اليومية من جراء ذلك.
وتتعرض سورية لحرب إرهابية جندت لها دول إقليمية وغربية عشرات الآلاف من المسلحين الأجانب إضافة إلى فرض أميركا ودول أوروبية إجراءات قسرية أحادية الجانب استهدفت المواطن في لقمة عيشه وقطاعات حيوية ولاسيما الطاقة والصحة، وفي ظل ذلك تقدر اللجنة الدولية للصليب الأحمر عدد من هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية بـ «نحو 14 مليون» سوري، نصفهم من الأطفال.