روسيا ترفض أي مساس بوحدة سورية.. وعبدي «قلق» من خيانة جديدة قد تقوم بها واشنطن! … لافروف: على «قسد» التحاور مع الدولة وعدم الإنصات لأميركا
| وكالات
جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض بلاده المساس بوحدة سورية وسلامة أراضيها، ومعارضتها أي أجندات انفصالية، ودعا ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» إلى التحاور مع الدولة السورية وعدم الإنصات للغرب وأميركا التي تحتل أراضيَ سورية وتواصل دعم تنظيمات إرهابية في مناطق انتشارها.
وعلى حين أعلنت تركيا أن وفداً روسياً رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين سيزور إسطنبول اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك تتمحور حول عدة ملفات بينها الوضع في سورية، أعرب متزعم قوات «قسد» مظلوم عبدي عن قلق دائم من ارتكاب الإدارة الأميركية «خيانة» جديدة كتلك التي قامت بها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إبان العدوان التركي في عام 2019، في وقت بدا فيه أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن تتجه نحو مزيد من التأزم، وسط أنباء عن نية الولايات المتحدة توسيع عملياتها بالتنسيق مع «قسد» في شمال سورية.
وفي كلمة له خلال منتدى قراءات بريماكوف بموسكو، قال لافروف: إن القوات الأميركية موجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، وتواصل دعم التنظيمات الإرهابية فيها، مشيراً إلى أنها تدعم «قسد» وأجندتها الانفصالية في منطقة الجزيرة، داعياً تلك الميليشيات إلى التحاور مع الدولة السورية وعدم الإنصات لواشنطن والغرب، وذلك وفق ما نقلت وكالة «سانا».
وأضاف: سنسعى بقوة لمنع تنفيذ أي أجندات انفصالية تستهدف وحدة سورية وسلامة أراضيها، لافتاً إلى أن الدول الضامنة لمسار «أستانا» وهي روسيا وإيران وتركيا تؤكد في جميع اجتماعاتها التزامها الراسخ بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.
وبين لافروف أن تركيا لا تعترف حتى اليوم بأخطائها التي ارتكبتها في سورية، ولم تلتزم بتفاهمات «أستانا» واتفاق سوتشي، ولم تبعد الإرهابيين من منطقة «خفض التصعيد» في إدلب، مشيراً إلى أهمية الحوار بين تركيا وسورية لضمان أمن الحدود.
بدورها، ذكرت مواقع الكترونية معارضة، أن لافروف دعا إلى توطيد العلاقات بين دمشق وأنقرة وتأمين الحدود وإعادة وضعها إلى ما كانت عليه سابقاً واستئناف الحوار استناد إلى اتفاقية أضنة الموقعة بين الجانبين في العام 1988 والتي ما تزال سارية المفعول، معتبرا أن المتطلبات الأساسية قد نضجت الآن لهذا الغرض، وأن سورية تتفهم «مخاوف تركيا» المتعلقة بأمن الحدود.
كلام لافروف تزامن مع مواصلة بلاده جهودها السياسية لمنع شن عدوان بري جديد من جيش الاحتلال التركي داخل الأراضي السورية، إذ أعلنت وزارة الخارجية التركية، وفق وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية في بيان، أن وفداً روسياً برئاسة فيرشينين سيجري محادثات في إسطنبول اليوم مع مسؤولين في الخارجية التركية برئاسة نائب الوزير سادات أونال الذي تم تعيينه في هذا المنصب مع بدء الحديث عن استدارة الإدارة التركية وتصريحاتها بشأن التقارب مع دمشق.
وتزامن إعلان الخارجية التركية مع تصريحات للوزير مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المولدوفي في أنقرة بأن التواصل مع الجانب الروسي قائم بشكل دائم وعلى مستويات مختلفة وأن الوفد الروسي سيزور تركيا لبحث ملفات عدة بينها الوضع في سورية ضمن «لقاءات استشارية»، وذلك حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأقر جاويش أوغلو بوجود خلافات حيال بعض الملفات مع الجانب الروسي، وقال: إن تركيا قد «لا تتفق مع روسيا في جميع الملفات، وتوجد هناك ملفات خلافية بكل تأكيد»، لكننا نبحثها فيما بيننا».
في المقابل، أبدى عبدي في حوار صحفي قلقه من خيانة جديدة قد ترتكبها الإدارة الأميركية الحالية في حال قيام إدارة أردوغان بعدوان بري جديد على مناطق نفوذ «قسد» في شمال سورية، وقال: إن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب «خانت» حلفاءها في «قسد» لدى عدم وقوفها ضد التوغل التركي في نهاية 2019، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الإدارة الأميركية الحالية لم تسمح «إلى الآن» بعملية برية تركية.
ورداً على سؤال حول قلقه من تعرض قواته لـ«خيانة» أخرى قال عبدي «نحن دائماً قلقون، ولكن نأمل بأن تفي الإدارة الأميركية الجديدة بوعودها وبالتزاماتها وألا تسمح لتركيا بالقيام بأي عملية»، مشيراً إلى أن موقف الإدارة الأميركية الحالية كان «ضعيفاً» حيال عمليات القصف الجوي التي نفذها طيران الاحتلال التركي خلال الأيام الماضية على مناطق سيطرة «قسد».
ولفت عبدي إلى الجهود التي تقوم بها روسيا لمنع عدوان تركي جديد مشيراً بهذا الصدد إلى محادثاته مع قائد القوات الروسية في سورية ألكسندر تشايكو، وقال «يمكن أن نقول إن روسيا حالياً في موقف محايد بيننا وبين تركيا، وتحاول أن تجعل اتفاق سوتشي للعام 2019 ساري المفعول، وأن تعالج الخروقات التي تحصل».
بموازاة ذلك، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» تستعد لـ«استئناف وتوسيع كامل عملياتها الميدانية مع الشركاء الأكراد شمال سورية»، في إشارة إلى «قسد»، وذلك وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين في الإدارة الأميركية رفضوا الافصاح عن هوياتهم، أن مثل هذه الخطوة قد توتر العلاقة مع أنقرة، التي تحمّل «قسد» مسؤولية الهجوم الدامي في إسطنبول الشهر الماضي، وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين يعتقدون أن أنقرة سترد على قرار واشنطن عبر إرسال قوات برية إلى شمال سورية، كما لوحت سابقاً.