الترجيح لا تخذل الناري في المونديال وريمونتادا الطواحين لم تكتمل … ركلات الترجيح تطرد السيليساو وتصعد بميسي لمربع الذهب
| الدوحة- محمود قرقورا
لم يكن يوم التاسع من كانون الأول عام 2022 عادياً في رحاب المونديال، فقطبا الكونميبول الأكبر البرازيل والأرجنتين لعبا في يوم واحد وجماهير الفريقين ملأت شوارع الدوحة منذ الصباح، وكل منهما كان واثقاً من الصدام في نصف النهائي، ولكنهما احتكما لركلات الترجيح أمام خصمين عنيدين، فكرواتيا التي انهزمت أمام البرازيل في دور المجموعات 2006 و2014 صمدت 90 دقيقة وعندما تلقت هدفاً خلال الوقت الإضافي عبر نيمار جازفت هجومياً ونجحت في إدراك التعادل بفضل بيتكوفيتش ناقلة المباراة لركلات الترجيح التي لا تعبس بوجهها أبداً، بل إنها باتت المنتخب الوحيد الذي يفوز في مباراتين ترجيحيتين خلال مونديال واحد مرتين، حيث سبق للكروات الفوز على الدانمارك وروسيا بالطريقة ذاتها في المونديال الروسي.
ويمكن القول إن احتفالات الجمهور الأرجنتيني وهو داخل إلى ملعب لوسيل ويتابع ركلات ترجيح البرازيل وكرواتيا عبر الشاشات فاق احتفاله بخسارة البرازيل احتفالات الجمهور الكرواتي نفسه، فدخل الملعب وكأنه حقق اللقب بانتظار ما سيفعله ميسي ورفاقه وهم الذين اكتسبوا شحنة معنوية كبيرة عقب خسارة البرازيل ولسان حالهم يقول: اقترب الحلم أكثر مع خروج مرشح كبير بينهم وبينه عداوة تاريخية.
وجاءت مباراة الأرجنتين وهولندا غنية بما لذ وطاب وخصوصاً في الشوط الثاني الذي شهد عودة الطواحين بعد التأخر بهدفي مولينا وميسي وذلك بفضل البديل فيغهورست مسجل الهدفين وهي المرة الوحيدة بتاريخ الأرجنتين المونديالي التي تفقد فيها التقدم بهدفين، ولكن ركلات الأعصاب التي لم تنصف الأفضل في مباراة البرازيل وكرواتيا أنصفت عازفي التانغو الأجدر بفضل ليونيل ميسي الذي كان لهدفه حكايات متعددة.
ثلاثي أسطوري
الهدف الذي سجله ليونيل ميسي من علامة الجزاء حمل الرقم 2700 في تاريخ كأس العالم.
وحمل الرقم 10 للبرغوث في نهائيات كأس العالم والرابع في هذه البطولة ليصبح هداف الأرجنتين في المونديال بالتوازي مع غابرييل باتيستوتا.
هو الهدف الثامن بالقدم اليسرى معادلاً البرازيلي ريفالدو الذي جاءت أهدافه الثمانية خلال مونديال 1998 و2002 بالقدم اليسرى.
وبفضله ارتفعت مساهماته في أهداف المونديال إلى 17 متجاوزاً مارادونا، حيث سجل مارادونا 8 أهداف وصنع مثلها بينما ميسي سجل عشرة أهداف وصنع سبعة أهداف.
وكان ميسي قد صنع الهدف الأول مقدماً التمريرة الحاسمة السابعة في تاريخ كأس العالم.
وهذه الامتيازات منحته جائزة رجل المباراة للمرة التاسعة في تاريخ كأس العالم معززاً رقمه القياسي.
ركلات الترجيح
حضرت ركلات الترجيح قبل مباراتي أمس للمرة الرابعة في مونديال 2022 كرقم قياسي بالتوازي مع مونديالات 1990 و2006 و2014 و2018 ما يعني أن هذا المونديال مرشح ليكون الأكثر.
وخرجت البرازيل بركلات الترجيح للمرة الثانية في تاريخها بعد الخسارة أمام فرنسا في مثل هذا الدور 1986 وهي التي فازت في نهائي 1994 على إيطاليا وفي نصف نهائي 1998 على حساب هولندا وفي دور الستة عشر لمونديال 2014 بمواجهة تشيلي.
وحُسمت مع انتهاء مباريات الجمعة أربع وثلاثون مباراة من بوابة ركلات الترجيح وشهدت المباريات الثلاثون 312 ركلة تُرجمت 216 منها وضاع 96 ركلة.
حسرة
ارتفع سقف طموحات البرازيل كثيراً في هذه البطولة وخاصة بعد سلسلة عدم الخسارة ووجود نيمار بعد شفائه من الإصابة وأفضلية المواجهات مع الخصم الكرواتي فضلاً عن الفوارق بين المنتخبين من جوانب عدة، ولكن كل ذلك لم يكن له قيمة، وحتى التقدم البرازيلي خلال الوقت الإضافي لم يتم الحفاظ عليه وكأن القدر يخبئ شيئاً للسامبا التي لم ترقص.
وهنا في الدوحة تبخرت أحلام عاشقي المباريات الكلاسيكية الذين استبقوا الزمن بشراء تذاكر نصف النهائي يوم الثلاثاء، والبعض من الجمهور البرازيلي سارع من الآن لبيع التذاكر وتسريع رحلة العودة إلى البرازيل.
فرحة
قد لا يصدق المتابعون أن الجمهور الأرجنتيني مازال يتوافد إلى المونديال حتى الآن ومع السماح بتسهيل الدخول إلى قطر عبر بطاقة هيا أول كانون الأول عاد الكثيرون من الجمهور السعودي إلى المونديال وأمس الأول كانت نسبة كبيرة من السعوديين في المدرجات يساندون الأرجنتين متمنين لها الفوز كي تبقى ذكرى الفوز على ميسي ورفاقه مشفعة بعبارة هزمنا البطل.
والمتابع من داخل الملعب يشاهد أن المدرجات ملأى بمشجعي التانغو ويفوق عددهم 75 ألفاً من الجمهور الذي حضر المباراة والبالغ 88235 متفرجاً. وفرحة المنظمين والمتابعين الحياديين كانت كبيرة باستمرار الأرجنتين نظراً لصخب جمهورها الذي يعد نجم المونديال.