أسرة تُفجع بطفلها الوحيد لارتفاع حرارته وإسعافه لمشفى الأطفال بطرطوس … المحافظة ترى أن المشفى قام بواجبه والوزير يكلّف الرقابة بالتحقيق
| طرطوس- هيثم يحيى محمد
فُجعت أسرة الطفل الوحيد لأهله «يوسف» بموته بعد إسعافه -نتيجة ارتفاع حرارته- إلى مشفى الباسل ومن ثم إلى مشفى الأطفال بطرطوس بنحو أربع ساعات ما جعل والده ووالدته يتهمون المشفى بالتقصير حيث تقدم والده بشكوى لـ«الوطن» بعد أن انتهت فترة تقبل التعازي بفقده.
وجاء في شكوى المواطن جرجس الياس والد الطفل يوسف من بلدة الروضة التابعة لمنطقة بانياس ما يلي: تعرض ابني الوحيد لوعكة صحية مفاجئة يوم الأربعاء 16/11/2022 حيث ارتفعت حرارته وأصبح يتقيأ ورأسه يؤلمه فراجعنا الدكتور إياد حبيب بعيادته في البلدة وشرحنا له أعراض الطفل حيث أعطاه تحاميل دوكلوبار وطمأننا عن حالته بأنه سيصبح جيد بعد التحاميل.
وبعدها نام الطفل وبحدود الساعة الثانية فجراً استيقظ ووضعه غير مقبول فقمنا بإسعافه مباشرة بسيارتنا إلى مشفى الباسل بمدينة طرطوس وهناك أعطوه إبرة وطلبوا مني أخذه إلى مشفى الأطفال وقد أخذته بسيارتي ورافقني طبيب وفي مشفى الأطفال لم نجد أي اهتمام به ولم يكن يوجد طبيب اختصاصي ورغم الاتصال بالدكتورة مديرة المشفى (وهي طبيبة الطفل بالأساس) فقد اعتذرت ورفضت الحضور بشكل قاطع.. وبعد الاتصال بها مرة ثانية وتأكيد سوء حالة الطفل رفضت أن تأتي قبل الساعة الثامنة والنصف صباحاً وعند الساعة الثامنة والنصف جاءت وتحججت بأنها كانت خارج المدينة بعد علمها بوفاته.
وأضاف الوالد: ونتيجة الإهمال في مشفى الأطفال توفي طفلي الوحيد ذو الأعوام الثلاثة فجأة وخسرناه بشكل مفجع، مطالباً بالتحقق فيها وبيان الأسباب التي أدت إلى وفاته ومحاسبه من يتحمل موته السريع، علماً بأنه لم يكن يعاني أي مرض على الإطلاق قبل ذلك.
أمام الوزارة والمحافظة
أرسلنا هذه الشكوى لكل من وزير الصحة عبر المكتب اﻻعلامي في الوزارة ولمحافظ طرطوس عبر المكتب اﻻعلامي أيضاً وطلبنا التدقيق وإعلامنا النتيجة والإجراءات وبعد بضعة أيّام أبلغنا المكتب اﻻعلامي في وزارة الصحة أن الوزير أحال الشكوى فور ورودها إلى الرقابة الداخلية للتحقيق فيها، أما محافظ طرطوس فقد أحالها إلى عضو المكتب التنفيذي لقطاع الصحة الدكتور هاني خضور الذي تواصل مع «الوطن» فور وصول الشكوى إليه ووعد بزيارة المشفى والاطلاع على طبلة العلاج واستجواب الطبيب المعالج ومدير المشفى، وفي اليوم التالي أبلغنا بأنه قام بزيارة للمشفى يوم الأربعاء الماضي للتدقيق في مضمون الشكوى التقى خلالها بمديرة المشفى تكليفاً الدكتورة رحاب سابا كما أجرى اتصالات مع الدكتور الذي رافق الطفل من مشفى الباسل إلى مشفى الأطفال بسيارة والده نحو الرابعة صباحاً، وأخبرنا أن الطفل وصل بوضع سيئ للمشفى وأن المديرة بررت له عدم تمكنها من الحضور للمشفى للإشراف على علاج الطفل عندما اتصل بها والده وأنها ذكرت له أنه كان يوجد طبيب اختصاصي، وهذا مدون على إضبارته وعندما تمنينا عليه الاستماع لشهادة والد الطفل الذي أكد في شكواه عدم وجود طبيب اختصاصي إضافة لتألمه من موقف المديرة اتصل بوالد الطفل واستمع لكل ما جرى معه ثم عاد وأخبرنا أنه يعتقد أن المشفى قام بواجبه لكنه لم يتمكن من إنقاذ الطفل بسبب سوء وضعه عندما وصل، ووعد بمتابعة الأمر لمعرفة كل الملابسات، علماً أن سبب الوفاة يعود لاشتباه في التهاب سحايا أو دماغ صاعق.
لنا كلمة
نعتقد أن هذه الشكوى تتطلب التوسع بالتدقيق والتحقيق وصولاً لمعرفة الحقيقة التي يطالب بها أهل الطفل ومساءلة المقصرين ومن ثم وضع التعليمات التي من شأنها عدم تكرار ما حصل مع مرضى آخرين.