اعتبرت تصريحات ميركل حول اتفاقيات مينسك سخرية سياسية.. وجونسون ينذر بشتاء صعب دون الغاز الروسي … موسكو: أميركا تقاتل إلى جانب كييف وتؤكد رغباتها العدوانية ضدنا
| وكالات
أكدت موسكو أمس السبت أن الولايات المتحدة تقاتل إلى جانب أوكرانيا، وذلك بعد الإعلان عن أن واشنطن سمحت لنظام كييف باستهداف الأراضي الروسية بأسلحتها، بينما كبدت القوات الروسية القوات الأوكرانية خسائر كبيرة وأجبرتها على التراجع في عدة محاور.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن السيناتورة الروسية أولغا كوفيتيدي: البيان الذي ورد في صحيفة «ذا تايمز» الأميركية ومفاده أن الولايات المتحدة لم تعد تصر على أن القوات الأوكرانية يجب ألا تضرب الأراضي الروسية يرفع القناع عن وجه السلطات الأميركية، ويدل على الرغبات العدوانية الأميركية الحقيقية الموجهة ضد دولتنا، أي روسيا ذات السيادة وشعبها.
وأضافت إن روسيا تفهم أنه لا يوجد حالياً أحد على المستوى الدولي يمكن أن يعطي تقييماً قانونياً وسياسياً لحقيقة أن الولايات المتحدة التي تقوم بتسليح وتدريب وتقديم الدعم من الأقمار الصناعية والمساعدة المالية وغيرها من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، تقاتل في الواقع إلى جانب أوكرانيا ضد روسيا.
وأوضحت أن المساعدة النشيطة التي يقدمها الخبراء المدنيون والعسكريون الأميركيون لأوكرانيا، والتي تتمثل في توجيه الأنظمة الصاروخية على أهداف روسية باستخدام الأقمار الصناعية الأميركية، على وجه الخصوص، عند محاولة مهاجمة المطارات الروسية بالقرب من مدينتي ريازان وإنغلس، وكذلك المشاركة الأميركية النشيطة في تشغيل أنظمة «HIMARS» في أوكرانيا، يقود كل ذلك العالم إلى تصعيد واضح للصراع العسكري.
وأضافت: في الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة ستدفع ثمناً باهظاً بسبب حقيقة أنها جرت نفسها إلى حرب لا يحتاج إليها الأميركيون العاديون.
إلى ذلك اعتبر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أنه يتعين على ألمانيا وفرنسا دفع تعويضات لسكان دونباس بعد تصريح المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل بشأن اتفاقيات مينسك.
ونقلت وكالة «تاس» عن رئيس مجلس الدوما قوله أمس: إنه بعد اعتراف ميركل بأن عدم تطبيق اتفاقيات مينسك كان «متعمداً» فإن ألمانيا وفرنسا بناء على ذلك تتحملان المسؤولية الأخلاقية والمادية لما يحدث في أوكرانيا، وسيتعين على البلدين دفع تعويضات لسكان دونباس عن 8 سنوات من الإبادة الجماعية والأضرار.
ورأى فولودين أن الإخفاق المخطط مسبقاً في الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها خلال التوقيع على مثل هذا الاتفاق الدولي ليس فقط فقداناً للثقة، ولكنه أيضاً جريمة ارتكبها الموقعون على اتفاقيات مينسك، ولذا يجب أن تحاسب ألمانيا وفرنسا اللتان وقعتا كضامنين على تلك الاتفاقية.
وكانت ميركل صرحت مؤخراً بأن اتفاقيات مينسك لتسوية الوضع في دونباس كانت تهدف لمنح كييف الوقت الكافي لتعزيز قدراتها العسكرية.
من جانبها وصفت السيناتورة الروسية من شبه جزيرة القرم أولغا كوفيديتي تصريح ميركل بأنه «ذروة للسخرية السياسية»، معتبرة أن التواطؤ الجيوسياسي لبريطانيا والولايات المتحدة والسلطات الأوكرانية حول التأخير المتعمد في تنفيذ اتفاقيات مينسك بهدف إعداد أوكرانيا للصراع مع روسيا «يقوض مصداقية أي مفاوضات لاحقة وأي اتفاقيات مع هذه الشخصيات السياسية الغربية».
على حين كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقد أول من أمس وفق موقع روسيا اليوم كلام ميركل بشأن اتفاقات مينسك، مشيراً إلى أن تصريحاتها حول ذلك تطرح تساؤلات بشأن الثقة في الغرب وتقلل من فرص التفاوض معه.
ومن جانب آخر صرح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بوريس جونسون، بأن هذا الشتاء سيكون صعباً للغاية من دون الغاز الروسي.
وأوضح جونسون في مقال عبر صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن هذا الشتاء سيكون صعباً للغاية، بالنسبة للدول التي تعتمد على الغاز الروسي، ولكن سيتم التغلب على ذلك هذا العام بفضل الاحتياطات المخزنة، وأن الخطر الأكبر بانتظار أوروبا في عام 2023- 2024، بسبب استهلاك الاحتياطات وصعوبة تعويضها.
وأضاف: إن محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة لم تدخل الخدمة بعد، وإن العديد من الدول الأوروبية تسابق الزمن لإنشاء المزيد من مولدات الطاقة التي تعتمد على الرياح البحرية، مشيراً إلى أنه سيتم الاستغناء عن المفاعلات النووية للطاقة الكهربائية.
وأكد ضرورة استمرار تقديم الدعم لقوات كييف، رغم آثاره الثقيلة على ميزانية بريطانيا.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح خلال يوم أمس، وأجبرت على ترك مواقعها في عدد من المناطق.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن العمليات الهجومية للقوات الروسية مستمرة في اتجاه كراسنو – ليمان، مضيفة إن القوات الأوكرانية تراجعت في حين سيطرت القوات الروسية على خطوط مهمة.
كذلك أحبطت القوات الروسية هجومين حاولت القوات الأوكرانية تنفيذهما، وتم القضاء على نحو 60 جندياً، بينهم مرتزقة أجانب.
وفي اتجاه كوبيانسك أسفرت العمليات الهجومية للقوات الروسية عن مقتل أكثر من 30 عسكرياً أوكرانياً.
وفي محور دونيتسك، قالت وزارة الدفاع إن الوحدات الروسية واصلت عملياتها الهجومية، وأجبرت القوات الأوكرانية على التراجع وترك نقاط تمركزها المحصنة، بعد تكبيدها خسائر وقتل أكثر من 50 جندياً أوكرانياَ.
إضافة إلى ذلك، تم استهداف مجموعتين تابعتين للقوات الأوكرانية كانتا تحاولان القيام بعمليات استطلاع وتخريب في منطقة فلاديميروفكا، والقضاء على 40 عسكرياَ وتدمير ناقلتي جنود مصفحتين و4 شاحنات صغيرة.
ودمرت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 4 طائرات مسيرة، كما تم اعتراض 10 صواريخ من نوع «هيمارس» و«أوراغان»، وتدمير محطة رادار أميركية من نوع «AN/TPQ-36».