سورية

كشفت عن فحوى المحادثات مع موسكو.. وواشنطن جددت رفضها أي عمل عسكري … أنقرة تؤكد وحدة أراضي سورية وتصر على محاربة «التنظيمات الإرهابية» في الشمال!

| وكالات

أعلنت وزارة خارجية الإدارة التركية أمس أنه تم خلال المباحثات التي جرت مع مسؤولين روسيين يومي الخميس والجمعة الماضيين التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة أراضي سورية وضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة فيها، مع إصرار أنقرة على مكافحة ما سمتها «التنظيمات الإرهابية»، على حين جددت أميركا رفضها المطلق لأي عمل عسكري تركي بما في ذلك التوغل البري في شمال سورية.
وأجرى وفد روسي رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين يومي الجمعة والخميس الماضيين محادثات مع مسؤولين أتراك برئاسة نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال في اسطنبول حول ملفات عدة من أهمها الوضع في سورية.
ووفق بيان للخارجية التركية، أورده الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، فقد تمت خلال المحادثات الإشارة إلى أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي والوحدة السياسية لسورية، إضافة إلى ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة في هذا البلد استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، مع تأكيد أنقرة الحزم في مكافحة حزب «العمال الكردستاني – PKK» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها امتداداً للحزب في سورية وتتهمها بالوقوف وراء تفجير اسطنبول الشهر الماضي، علماً أن الأخيرة تشكل العمود الفقري لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
وذكرت الخارجية التركية أنها أكدت للوفد الروسي أن «التنظيمات الإرهابية لا تهدد وحدة سورية فقط بل تهدد الأمن القومي التركي أيضاً» وأنها أعربت عن الأمل بتنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة مع روسيا في 2019.
والأربعاء الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمة خلال منتدى «قراءات بريماكوف»، أن تركيا لا تعترف حتى اليوم بأخطائها التي ارتكبتها في سورية، ولم تلتزم بتفاهمات «أستانا» واتفاق سوتشي، ولم تبعد الإرهابيين من منطقة «خفض التصعيد» في إدلب، مشيراً إلى أهمية الحوار بين تركيا وسورية لضمان أمن الحدود.
بيان الخارجية التركية، زعم أن توسيع الآلية الأممية لتقديم المساعدات عبر الحدود، وهو ما تتحفظ عليه روسيا، يلعب دوراً مهما في تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة لأكثر من 4 ملايين شخص محتاج في البلاد، وأنه سيكون من المفيد مواصلة تقديم المساعدة عبر الحدود باستخدام هذه الآلية».
بدورها نقلت وسائل إعلام ما قالت إنه تسريبات من المحادثات التركية – الروسية، والتي أشارت إلى وجود مقترح روسي لوقف العدوان التركي المحتمل وذلك عبر انسحاب «قسد» من مدينتي عين العرب ومنبج بريف حلب الشمالي الشرقي، على حين نقل موقع «باسنيوز» الكردي عمن وصفه بمصدر مقرب من «قسد» نفيه التوصل إلى أي اتفاق بهذا الشأن مع الجانب الروسي.
في المقابل، جددت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم خارجيتها فيدانت باتل رفضها «الشديد» لأي عمل عسكري تركي بما في ذلك التوغل البري في شمال سورية، وذلك وفق ما نقلت وكالة «نورث برس» الكردية أمس.
وكشفت عن فحوى المحادثات مع موسكو على سؤال بشأن موقف أميركا حيال نية الإدارة التركية شن عدوان بري في شمال سورية، قال باتل خلال إحاطة صحفية: «الولايات المتحدة تواصل التوضيح، بشكل خاص وعلني، الاعتراض على العمل العسكري بشدة، بما في ذلك التوغل البري».
وأضاف: إن «العمل العسكري من شأنه أن يزيد من زعزعة استقرار حياة المجتمعات في سورية ويخاطر بالتقدم الذي تم إحرازه ضد تنظيم داعش».
كما ذكّر المتحدث بموقف وزارة الخارجية الأميركية بدعوتها جميع الأطراف إلى وقف التصعيد على طول الحدود التركية- السورية، واعتبر أن ذلك يشكل خطراً وتهديداً لسلامة المدنيين وكذلك جنود الاحتلال الأميركي المنتشرين هناك.
بموازاة ذلك، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أنه ليس لدى الولايات المتحدة أي أهداف بتحقيق الاستقرار في سورية أو مساعدة شعبها وأشارت إلى أن المشكلة الأكثر تعقيداً بالنسبة للولايات المتحدة، أنها تريد البقاء في شرق سورية تحت ستار محاربة تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أنه ليس لدى واشنطن هدف حقيقي أكبر يتمثل في استقرار سورية وأن وجود قوات الاحتلال الأميركي في شمال وشرق سورية لم يساعد «قسد»، وذلك وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة.
بالتزامن، جدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار تهديدات إدارته بشن عدوان بري في شمال سورية وقال في كلمة أمام البرلمان: لا ينبغي لأحد وخاصة البلدان التي تزعزع استقرار المنطقة، في إشارة إلى الولايات المتحدة أن تتوقع من تركيا بأن تتسامح مع الإرهابيين الذين يعششون بالقرب من حدودها، وذلك حسب وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية.
وأضاف:«العملية العسكرية هي مسألة تقنية وتكتيكات وحسابات، اتخذت قواتنا المسلحة وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة في المكان والزمان المناسبين لأمن بلدنا وأمتنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن