موسكو: هذا ما كان يهيئه الاتحاد الأوروبي منذ سنوات … أعمال عنف في شمال كوسوفو بعد إغلاق صربيين للطرق
| وكالات
اندلعت أعمال عنف في شمال كوسوفو، وقام السكان الصرب بإغلاق الطرق، فيما أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الاتحاد الأوروبي كان يهيئ للوضع الحالي في كوسوفو منذ سنوات.
وأفادت شرطة كوسوفو ووسائل إعلام محلية أمس الأحد بوقوع انفجارات وإطلاق نار ونشر حواجز على الطرق خلال الليل شمالي البلاد، ما تسبب في إصابة بعض الأشخاص، واندلاع أعمال عنف في شمالي كوسوفو إثر إغلاق صربيين للطرق.
وذكرت وكالة «رويترز» أن شرطة كوسوفو تبادلت النيران مع صرب محليين يغلقون الطرق، كما أفادت بعثة سيادة القانون التابعة للاتحاد الأوروبي، المعروفة باسم «إيوليكس»، بأن «قنبلة صوتية ألقيت على دورية استطلاع تابعة للبعثة الليلة الماضية»، لكن لم تتسبب في وقوع إصابات أو أضرار مادية.
ودعت «إيوليكس»، التي لديها نحو 134 ضابطاً من الشرطة البولندية والإيطالية والليتوانية المنتشرة في الشمال، المسؤولين عن «الأعمال الاستفزازية» إلى عدم التسبب في وقوع المزيد منها، وحثت مؤسسات كوسوفو على تقديم الجناة إلى العدالة.
وعقب الأحداث، صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس بأن الاتحاد الأوروبي يقوم بشكل أساسي بوضع نموذج للوضع الحالي في كوسوفو منذ سنوات.
وحسب موقع «روسيا اليوم» كتبت زاخاروفا في منشور، معلّقة على كلمات رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش بأن البلاد على وشك الحرب بشأن كوسوفو بسبب تقاعس الاتحاد الأوروبي، قائلة: لماذا هو تقاعس؟ هذا هو بالضبط الوضع الذي كان يهيئ له الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي منذ سنوات.
بدوره، قال مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إن الاتحاد الأوروبي لن يتسامح مع الهجمات أو استخدام أعمال إجرامية عنيفة في الشمال.
وفي تغريدةٍ في تويتر، أكد بوريل أن مجموعات صرب كوسوفو عليهم إزالة الحواجز على الفور، ويجب استعادة الهدوء، مشيراً إلى أن بعثة الاتحاد الأوروبي المعنية بسيادة القانون في كوسوفو ستواصل التنسيق مع السلطات المحلية.
واتهم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، بريشتينا بأنها كانت تخطط لأعمال العنف منذ شهور، وأعلن أول من أمس أن صربيا ستطلب إلى صنّاع السلام في حلف شمال الأطلسي السماح لها بنشر الجيش والشرطة الصربيين في كوسوفو، على الرغم من أنها تعتقد أنه لا توجد فرصة للموافقة على الطلب.
وأوضح أن كوسوفو تخطط لتقديم طلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 15 كانون الأول الجاري، في خطوة تمثل خرقاً للاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها في وقت سابق، مشيراً إلى أن ذلك بالنسبة إلينا حدث مزعج وخرق مباشر لاتفاقات واشنطن، ومؤشر على أنه يمكنهم خرق ما يشاؤون.
وبعد انهيار المحادثات التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي، نشرت قوات «الناتو» لحفظ السلام في كوسوفو على الطرق الرئيسية في شمالها، قائلة إنها مستعدة لحماية حرية الحركة لجميع الأطراف.
وتصاعدت التوترات بين صربيا وكوسوفو من جديد، الشهر الماضي، عندما أعلنت حكومة كوسوفو بقيادة رئيس الوزراء ألبين كورتي أن وثائق الهوية الصربية ولوحات ترخيص المركبات لم تعد صالحة في إقليم كوسوفو، ويجب استخراج وثائق من خلالها.
وردّ الصرب في كوسوفو بغضب على التغييرات المقترحة، على حين تبلغ الغرامة 150 يورو، ومن المقرر أن تستمر هذه الفترة الانتقالية حتى 21 نيسان المقبل، وبعد ذلك ستبدأ شرطة كوسوفو بمصادرة المركبات التي تحمل لوحات تسجيل صربية.
وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية استقلالها عن صربيا، مازال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شماليها، ويستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
وتأتي الاضطرابات الأخيرة على الرغم من تأجيل الانتخابات البلدية المقررة في 18 كانون الأول التي يعارضها الصربيون.