انتقد قراء صحيفة Die Welt الألمانية، قرار الاتحاد الأوروبي بإرسال 18 مليار يورو إلى كييف، على الرغم من موقف هنغاريا المعارض، في حين أكد رئيس المجموعة الألمانية الفرنسية لشركات الدفاع KNDS فرانك هاون أن الجيش الألماني يفتقر إلى كل شيء حتى ألبسة جنوده.
يأتي هذا في ظل تخطيط الاتحاد الأوروبي للتحايل على حق النقض «الفيتو» الذي اتخذته هنغاريا، لكون الـ 18 مليار يورو لن تخصص من الميزانية العامة للاتحاد الأوروبي، وإنما من مالية الدول المشاركة.
وحسب موقع «روسيا اليوم» اتهم قراء الصحيفة دول الاتحاد بانتهاك قواعدهم الخاصة، لمصلحة أوكرانيا الغارقة في الفساد، إضافة لكونها ليست جزءاً من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن الموقف المنافق تجاه هنغاريا.
فتساءل أحد القراء: هل تبقت أي مبادئ في الاتحاد الأوروبي؟ قواعد الاتحاد تنتهك، وأعضاء المفوضية يعتقلون بتهم الفساد، ما الذي أقحمنا أنفسنا فيه بسبب الاتحاد الأوروبي هذا؟».
وكتب آخر: لماذا توهب أموال الاتحاد الأوروبي لدولة غريبة ليست عضواً فيه؟، هذا مضيعة لضرائبنا! على زيلينسكي أن يسحب أمواله القذرة من حساباته ويعيدها إلى أوكرانيا حيث مكانها الصحيح!.
فيما أضاف آخر: تمت مقاطعة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، في حين يحصل زيلينسكي الغريب عن الحلف على المليارات! ابحثوا عن الخطأ، ليعلق آخر: السيد Z (زيلينسكي) سيكون سعيداً جداً بهذه الهبة، التي ستذهب مباشرة إلى حساباته في بنما.
بدوره قال آخر: سألفت انتباهكم إلى أن أوكرانيا ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، ويعمها الفساد أكثر من هنغاريا العضو، إلا أنه يتم إقراض أموال الاتحاد لكييف، في حين اتهمت بودابست بالفساد وتم حرمانها منها، وتساءل هل في الإمكان استعادة هذه الأموال من أوكرانيا يوما ماً؟.
وفي التاسع من تشرين الثاني الفائت، اقترحت المفوضية الأوروبية تقديم حزمة جديدة من الدعم الائتماني لأوكرانيا بقيمة 18 مليار يورو للعام المقبل، مشيرة إلى أن الدفعة الأولى سترسل في شهر كانون الثاني المقبل.
في غضون ذلك يعاني الجيش الألماني حالياً مادياً في جوانب عديدة، حسب ما ذكره رئيس المجموعة الألمانية الفرنسية لشركات الدفاع KNDS فرانك هاون في مقابلة نشرت أول من أمس السبت مع صحيفة «سود دويتشه تسايتونج».
وحسب ما نقلت عنه وكالة «تاس» قال هاون: يُحافظ الناتو على قدرته الدفاعية لأن له شريكاً قوياً في الولايات المتحدة، في حين لا يمكن لأوروبا أن تدافع عن نفسها إلا بشروط، وكان الجيش الألماني يمتلك ألفي دبابة ليوبارد 2، وحالياً فقط 300 وبوساطتها يمكن حماية مدينة أوغسبورغ، ولكن ليس برلين بالتأكيد.
ورداً على سؤال حول ما الذي يفتقر إليه الجيش الألماني بالضبط، قال هاون: كل شيء تقريباً ينقصه، وإذا نظرنا إلى الحرب في أوكرانيا، فسنرى، أولاً وقبل كل شيء، أننا نفتقر إلى المدفعية.
يُشار إلى أن العديد من السياسيين الألمان يعبّرون عن فكرة أن الجيش الألماني يقف على أرضية مادية ولوجيستية غير كافية.
وفي هذا الخصوص، قالت إيفا هوغل، مفوضة البوندستاغ لشؤون الدفاع: لا تقوم ألمانيا بتحديث قواتها المسلحة بشكل سريع، وأضحت قاعدته المادية الآن أسوأ مما كانت عليه قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، إذ إنه تم إرسال الكثير من السلاح إلى كييف.
وأشارت إلى أنه في نهاية شباط، صوّت البرلمان الألماني على تخصيص 100 مليار يورو للاحتياجات الدفاعية عبارة عن شراء معدات وذخيرة ومعدات جديدة، وتطوير أنظمة جديدة.
واختتمت: لسوء الحظ، كل هذا لا يجري بالسرعة الكافية، وألمانيا بحاجة إلى شراء ذخيرة بقيمة 20 مليار يورو من أجل تأمين قواتها المسلحة بالكامل، والجنود لا يتم تزويدهم دائماً بالملابس اللازمة».