مهلة الإدارة التركية تقترب من الانتهاء و«قسد» ترفض مبادرات موسكو … بوتين وأردوغان يبحثان الوضع في سورية.. والأخير: انسحاب «قسد» 30 كم أولوية
| حلب - خالد زنكلو - دمشق - الوطن- وكالات
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان قضية التسوية السورية في سياق الامتثال لبنود مذكرة التفاهم الروسية – التركية في سوتشي لعام 2019 وأن وزارتي الدفاع والخارجية في البلدين ستواصلان الاتصالات الوثيقة في هذا الصدد، على حين أكد الأخير ضرورة وأولوية انسحاب ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» مسافة 30 كيلومتراً بعمق الشريط الحدودي السوري.
وفي وقت استمرت «قسد» برفض مبادرات موسكو للحل مع اقتراب المهلة التي منحتها إياها إدارة أردوغان من النفاد، انتقدت سويسرا الاعتداءات التي تنفذها قوات الاحتلال التركي على شمال شرق سورية ووصفتها بأنها «منافية للقوانين الدولية».
وأعلن الكرملين في بيان، أن الرئيسين الروسي والتركي بحثا هاتفياً الوضع في السوري، مضيفاً: «كما تم التطرق إلى قضية التسوية السورية في سياق الامتثال لبنود مذكرة التفاهم الروسية التركية في سوتشي لعام 2019، وستواصل وزارتا الدفاع والخارجية في البلدين الاتصالات الوثيقة في هذا الصدد»، وذلك وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
من جهتها، ذكرت دائرة الاتصال في رئاسة الإدارة التركية في بيان نقلته وكالة «الأناضول» للأنباء، أن بوتين وأردوغان بحثا في الاتصال الهاتفي ملف الطاقة والعلاقات الثنائية وقضايا إقليمية بينها ممر الحبوب ومكافحة الإرهاب.
وأوضح البيان، أن أردوغان أشار إلى مواصلة ميليشيات «قسد» أنشطتها الانفصالية شمال سورية وهجماتها «الإرهابية» التي تستهدف بلاده.
وقال البيان: إن «أردوغان أكد لنظيره الروسي، ضرورة وأولوية تطهير الحدود السورية مع تركيا من الإرهابيين بعمق 30 كم على الأقل في المرحلة الأولى بموجب اتفاق سوتشي المبرم عام 2019».
من جهة ثانية، وفيما يتعلق باتفاق الحبوب، لفت البيان إلى أن أردوغان ذكر خلال الاتصال، أنه يمكن الإعداد لتصدير مواد غذائية وسلع أخرى بشكل تدريجي في إطار ممر الحبوب.
وأشار أردوغان إلى إيصال أكثر من 13 مليون طن من الحبوب إلى الجهات المحتاجة حتى اليوم عبر الجهود المشتركة في إطار الاتفاق، معرباً عن تمنياته بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت، وفقاً لما ذكر البيان.
وسبق أن أعلن أردوغان خلال كلمته في منتدى «تي أر تي وورلد»، أنه سيجري محادثات مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أمس) الأحد.
وفي 20 تشرين الثاني، صعدت قوات الاحتلال التركي من عدوانها على شمال شرق وشمال غرب سورية بذريعة تفجير إسطنبول الذي اتهمت الإدارة التركية «حزب العمال الكردستاني – PKK» وميليشيات «قسد» بالضلوع فيه واللذان نفيا أي دور لهما فيه.
ومنذ ذلك الحين، ارتفعت تهديدات أردوغان بشن عملية عسكرية برية عدوانية جديدة في شمال شرق وشمال غرب سورية أي في مناطق سيطرة «قسد»، رغم رفض روسيا وأميركا.
في الأثناء، نقل موقع «باسنيوز» الكردي المقرب من «قسد» عن مصدر مقرب منها أن المباحثات التي جرت بين الأخيرة والقوات الروسية حول انسحاب الأولى من شمال سورية وانتشار الجيش العربي السوري في المناطق الحدودية شمال شرق البلاد، لم يتم التوصل فيها إلى أي اتفاق حول دمج ما يدعى قوات «الأسايش» التابعة لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في منبج وعين العرب ضمن قوات الأمن السورية، وذلك بعد التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن ذلك ضمن عرض روسي لإدارة أردوغان يتضمن انسحاب «قسد» من المنطقتين مقابل تخلي إدارة أردوغان عن عملية الغزو البرية المرتقبة.
ونفى المصدر ما تناقلته وسائل إعلام محلية حول الموافقة على انتشار المؤسسات السورية في عين العرب ومنبج واستلام السلطة التنفيذية مع «قسد» فيهما، وذكر أن «قسد» لن توافق على الانتشار إلا بموجب اتفاق رسمي تقر فيه الدولة السورية بـ«الإدارة الذاتية» وقواتها ومؤسساتها، ولفت إلى أن «قسد» أبدت رفضها لكل مقترحات الروس بتسليم المنطقة من دون أي اعتراف رسمي.
إلى ذلك، كشفت مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكلته إدارة أردوغان في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق سورية، لـ«الوطن» أن إدارة أردوغان منحت «قسد» عبر الوسيطين الروسي والأميركي مهلة لسحب قواتها من منبج وعين العرب تنتهي في الـ21 من الشهر الجاري من دون تمديد، وإلا ستنفذ عملية عسكرية برية لاحتلالهما عقب المهلة، الأمر الذي دعا موسكو للتوسط لدى إدارة أردوغان للتخلي عن العملية مقابل انسحاب «قسد» من المنطقتين وتسليمهما للقوات الأمنية السورية، وهو ما يبدو أن «قسد» رفضته في ظل اطمئنانها لموقف واشنطن الرافض لعملية الغزو التركي لمناطق نفوذها شمال شرق سورية.