مباحثات سورية إيرانية في إطار عمل اللجنة القنصلية المشتركة … المقداد لبيكدلي: موقف سورية ثابت وداعم لطهران ونثق بحكمة قيادتها
| سيلفا رزوق
جدد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أمس موقف سورية الثابت والداعم لإيران، معرباً عن ثقتها بحكمة وشجاعة الشعب والقيادة الإيرانية في التغلب على المؤامرة الغربية الموجهة ضدهم، كما انتصرت سورية في حربها على الإرهاب.
جاء ذلك خلال لقاء المقداد معاون وزير الخارجية الإيرانية للشؤون القنصلية علي رضا بيكدلي في مقر الوزارة بدمشق، حيث تم بحث علاقات التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها لمواجهة التحديات المشتركة.
وتطرق الجانبان خلال اللقاء، حسب بيان تلقت «الوطن» نسخة منه، إلى السبل الكفيلة بتطوير العلاقات بين سورية وإيران في المجالات كافة، ومنها المجال القنصلي وبما يسهم بمواجهة الضغط والابتزاز الذي تمارسه الدول الغربية ضد الدول المستقلة وبلدان العالم النامية لتنفيذ أجنداتها وأهدافها المشوهة.
وأدان الجانبان الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي على سورية وإيران، والتي تستهدف من خلالها مواطني البلدين في معيشتهم وحياتهم اليومية.
وأكد المقداد موقف سورية الثابت والداعم لإيران، منوهاً بحكمة القيادة الإيرانية في تعاملها مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة الإيرانية بتحريض ودعم من القوى الغربية والصهيونية، التي تستهدف استقرارها وإثارة الفتنة فيها، كما تستهدف دورها في دعم محور المقاومة.
وأعرب المقداد عن ثقة سورية بحكمة وشجاعة الشعب والقيادة الإيرانية في التغلب على المؤامرة الغربية الموجهة ضدهم، كما انتصرت سورية في حربها على الإرهاب.
بدوره أعرب بيكدلي عن تقديره للموقف السوري المتضامن مع بلاده، وعن شكره للشعب وللقيادة السورية، مشيداً بمستوى التعاون والتشاور المنتظم القائم بين البلدين، ومؤكداً أهمية استمراره للتصدي لمحاولات التدخل في شؤونهما الداخلية وتنسيق مواقفهما المشتركة، وضرورة مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية الإستراتيجية وتطويرها في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والقنصلية، وخاصة في ظل الأوضاع الحالية وعلى الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي السياق عقد معاون وزير الخارجية الإيراني جلسة مباحثات مع معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان في إطار عمل اللجنة القنصلية المشتركة بين البلدين.
حضر اللقاء من الجانب السوري مدير الإدارة القنصلية والمغتربين السفير تمام سليمان، ومدير الإدارة القانونية والمياه الدولية السفير محمد حاج إبراهيم، وحسين عبد العزيز من مكتب الوزير، ومن الجانب الإيراني سفير إيران بدمشق مهدي سبحاني، وعدد من مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، اعتبر مصدر إيراني متابع أن انعقاد اللجنة القنصلية المشتركة يظهر أن العلاقات بين البلدين تتوسع في جميع المجالات، مشيراً إلى أن الهدف من هذه اللجنة هو تقديم التسهيلات اللازمة للمواطنين السوريين والإيرانيين في البلدين.
ولفت المصدر إلى أن تعزيز علاقات البلدين وخلق التسهيلات لمواطنيهما سيشكل إطاراً مهماً في العلاقات الشعبية ويضعها في المسار الصحيح، لافتاً إلى أن نتائج هذه اللقاءات لا يمكن توصيفها بأنها مجرد عمل قنصلي بل «دبلوماسية شعبية»، حيث يمكن أن تشكل الجالية داعماً أساسياً لمصالح البلدين وأن تكون ممثلة جديرة لكلا الجانبين.
المصدر اعتبر أن عقد هذه اللجنة يؤكد أن متابعة شؤون المواطنين يمثل أولوية جدية لكلا الجانبين، وأن العلاقات ليس لها بعد سياسي بل إن هناك إرادة سياسية لتنتقل هذه العلاقات لجوانب أخرى اقتصادية واجتماعية ونحو المستوى المأمول، لتنفيذ الإرادة والتوجيهات من قيادة البلدين.
ولفت إلى أن اللجنة سبق أن عقدت جلسة قبل الأزمة السورية واتخذت قرارات مهمة منها إلغاء التأشيرات بين البلدين، وكذلك رفع سقف الإقامة لمدة 3 أشهر، ومنح الكثير من الإعفاءات الخاصة بالرسوم والضرائب بشكل متبادل، مشيراً إلى أن هذه الزيارة ستشكل خطوة إضافية في تشجيع الاقتصاديين والنخب في البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي المتبادل.