صعّد مرتزقة الاحتلال التركي ممارساتهم الإرهابية بحق الأهالي وممتلكاتهم في منطقة عفرين المحتلة بريف حلب الشمالي الغربي، إذ أقدمت ميليشيات تابعة لما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال على قطع عشرات أشجار الزيتون بقصد المتاجرة بحطبها واستولوا على منازل عدة وقاموا ببيعها.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن ميليشيات «ملكشاه» و«السلطان مراد» أقدمت على قطع نحو120 شجرة زيتون في قرى قيبار بريف عفرين وقسطل كشك وميدانكي بناحية شران بريف عفرين، تعود ملكيتها إلى3 مواطنين، على حين جرى نقل الحطب المسروق إلى محافظة إدلب لبيعها كحطب للتدفئة.
ولم تقتصر انتهاكات المرتزقة بحق أهالي عفرين على أشجار الزيتون، إذ أقدم مسلح من «لواء المعتصم» على بيع منزل في حي الأشرفية بمدينة عفرين بمبلغ 1400 دولار أميركي ويعود ملكيته لمواطن من أهالي قرية باصوفان، كما أقدم مسلحون آخرون على بيع ثلاثة منازل في مدينة عفرين بمبلغ 2200 دولار أميركي للمنازل الثلاثة.
بدورها تحدثت مواقع إلكترونية معارضة عن تصاعد عمليات قطع أشجار الأهالي ولاسيما الزيتون ضمن الأحراش المنتشرة في مناطق مدينة عفرين من ميليشيات «الجيش الوطني» الذي يقف خلف هذه العمليات بشكل مباشر.
وأوضحت أن حالات قطع الأشجار تزايدت بشكل كبير خلال الفترة الحالية مع حلول فصل الشتاء، وزيادة الطلب على مادة الحطب التي يُعتمد عليها في التدفئة، على حين تضاعف سعر المادة التي تطرح بكميات كبيرة في الأسواق في شمال وشرق حلب بعد عمليات قطع الأشجار، مشيرة إلى أن مرتزقة الاحتلال التركي يعمدون إلى المتاجرة بالحطب الذي يحصلون عليه بقوة السلاح وعبر ترهيب الأهالي.
وسبق أن تم نشر عشرات الصور والفيديوهات التي توثق عمليات القطع الجائر لأشجار الزيتون من الحقول الزراعية بريف عفرين رغم وجود أصحابها، من مسلحي ميليشيات «الجيش الوطني».
وفي آب الماضي تداولت صفحات على مواقع التواصل مقطعاً مصوراً يظهر مسلحين تابعين لـ«الجيش الوطني» يقومون ضمن عمليات ممنهجة بقطع الأشجار من الأحراش الحراجية قرب بحيرة ميدانكي، بريف مدينة عفرين.
وتتقاسم الميليشيات المسلحة، التي غالبا ما تنشأ بينها خلافات وعمليات اقتتال فيما بينها، السيطرة على الأحراش وتتولى مهام منع وحظر الدخول إليها بحجة «حمايتها»، وفي الواقع تقوم بمصادرة كميات الحطب والآليات التي توجد في الحرش بحال جرت عمليات قطع الأشجار دون التنسيق معها.
بموازاة ذلك، وفي دلالة على الفكر الاقصائي الذي تستند إليه ما تسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» المدرج على اللوائح الدولية للتنظيمات الإرهابية، اعتقل مسلحو ما يسمى «جهاز الأمن العام» التابع لـ «الهيئة» «ناشطاً إعلامياً» يعمل ضمن ما يسمى «حزب التحرير» المتطرف المناوئ لـ«تحرير الشام»، وذلك على طريق الأتارب بريف حلب الغربي، إثر مطاردته برفقة زوجته حيث كان يستقل دراجة نارية لتعمد سيارة «جهاز الأمن العام» إلى الاصطدام بهما، ليحدث عقب ذلك ملاسنات وشتم زوجته قبل اقتياده لجهة مجهولة، وذلك حسب مصادر إعلامية معارضة.
وفي الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي، اعتقل تنظيم «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة الإرهابي «ناشطاً مدنياً» في مدينة إدلب، دون معرفة الأسباب، حيث تم اقتياده إلى جهة مجهولة، وذلك على الرغم من محاولات التنظيم المستمرة والمستميتة لتسويق اعتداله وإبعاد صفة الإرهاب عن نفسه وتلميع صورته.