الجيش يواصل تعزيز نقاط انتشاره في منبج وعين العرب … بوتين وأردوغان بحثا «سوتشي».. والأخير: الأميركيون لا يكترثون وسنقوم بالقضاء على الإرهاب بأنفسنا
| حلب - خالد زنكلو - دمشق - الوطن - وكالات
في وقت استمرت «قسد» برفض مبادرات موسكو للحل مع اقتراب المهلة التي منحتها إياها إدارة أردوغان من النفاد، أعلن الكرملين في بيان له أمس، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان بحثا هاتفياً الوضع في سورية، مضيفاً: «كما تم التطرق إلى قضية التسوية السورية في سياق الامتثال لبنود مذكرة التفاهم الروسية- التركية في سوتشي عام 2019، وستواصل وزارتا الدفاع والخارجية في البلدين الاتصالات الوثيقة في هذا الصدد».
من جهتها، ذكرت دائرة الاتصال في رئاسة الإدارة التركية في بيان نقلته وكالة «الأناضول» للأنباء، أن أردوغان أشار إلى مواصلة ميليشيات «قسد» أنشطتها الانفصالية شمال سورية وهجماتها «الإرهابية» التي تستهدف بلاده.
وقال البيان: إن «أردوغان أكد لنظيره الروسي، ضرورة وأولوية تطهير الحدود السورية مع تركيا من الإرهابيين بعمق 30 كم على الأقل في المرحلة الأولى بموجب اتفاق سوتشي المبرم عام 2019».
من جهتها نقلت قناة «الميادين» عن أردوغان قوله مساء أمس: إن «الولايات المتحدة أرسلت 4 إلى 5 آلاف شاحنة أسلحة إلى التنظيمات الإرهابية شمال سورية، ورغم حديثي مراراً فإن الأميركيين لا يكترثون، ولذلك سنقوم بالقضاء على الإرهاب بأنفسنا».
هذه المعطيات تزامنت مع مواصلة الجيش العربي السوري، تعزيز نقاط انتشاره في منطقتي منبج وعين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي ليكون بذلك على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عدوان تركي محتمل.
وأكدت مصادر محلية في منبج وعين العرب أن الجيش العربي السوري رفد خلال اليومين الماضيين مواقعه عند خطوط التماس، التي تفصله عن مناطق سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته، بجنود وذخيرة وعتاد عسكري ثقيل عبارة عن دبابات ومدفعية وراجمات صواريخ.
وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن تعزيزات الجيش الأخيرة إلى منبج وعين العرب مع نظيرتها التي أُرسلت مطلع الشهر الجاري، تعد الأضخم من نوعها منذ إطلاق أردوغان وعيده باحتلال المنطقتين في أيار الماضي.
في الأثناء، نقل موقع «باسنيوز» الكردي المقرب من «قسد» عن مصدر مقرب منها أن المباحثات التي جرت بين الأخيرة والقوات الروسية حول انسحاب الأولى من شمال سورية وانتشار الجيش العربي السوري في المناطق الحدودية شمال شرق البلاد، لم يتم التوصل فيها إلى أي اتفاق حول دمج ما يدعى قوات «الأسايش» التابعة لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في منبج وعين العرب ضمن قوات الأمن السورية، وذلك بعد التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن ذلك ضمن عرض روسي لإدارة أردوغان يتضمن انسحاب «قسد» من المنطقتين مقابل تخلي إدارة أردوغان عن عملية الغزو البرية المرتقبة.
ونفى المصدر ما تناقلته وسائل إعلام محلية حول الموافقة على انتشار المؤسسات السورية في عين العرب ومنبج واستلام السلطة التنفيذية مع «قسد» فيهما، وذكر أن «قسد» لن توافق على الانتشار إلا بموجب اتفاق رسمي تقر فيه الدولة السورية بـ«الإدارة الذاتية» وقواتها ومؤسساتها! ولفت إلى أن «قسد» أبدت رفضها لكل مقترحات الروس بتسليم المنطقة من دون أي اعتراف رسمي.