عربي ودولي

أكد أنه سيعمل مع قادته العسكريين من أجل تكتيكات جديدة ضد داعش … كارتر في «أنجرليك» ويريد من أنقرة إغلاق كاريدور جرابلس إعزاز

| وكالات

وصل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى تركيا، للضغط على أنقرة من أجل إغلاق كاريدور جرابلس إعزاز، الذي يشكل شريان الحياة لتنظيم داعش الإرهابي.
اللافت أن الوزير الأميركي، الذي يقوم بجولة على حلفاء بلاده في التحالف الدولي ضد داعش، من أجل حثهم على زيادة مساهمتهم العسكرية، اكتفى بزيارة قاعدة «أنجرليك» في جنوب تركيا، وفضل أن يخاطب الزعماء الأتراك من طائرته، من دون أن ترد أنباء حتى ساعة إعداد هذا التقرير عن توجهه إلى أنقرة للقائهم.
ولأنقرة علاقات متوترة حالياً مع كل من موسكو وبغداد، وربما فضل كارتر ألا يورط نفسه في خلافات تركيا مع جيرانها.
ووصل كارتر أمس إلى القاعدة العسكرية في زيارة لم يعلن عنها رسمياً. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن مصادر مطلعة، لم تسمها، أن زيارة كارتر، ستكون قصيرة وأنه سيغادر تركيا خلال بضع ساعات، من دون تحديد وجهته وذلك لدواعٍ أمنية. ولم توضح الوكالة ما إذا كان كارتر سيلتقي أياً من المسؤولين الأتراك. إلا أن وكالة الأنباء الفرنسية أشارت إلى أن الوزير التركي سيغادر تركيا إلى العراق.
ونقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي أميركي إشارته إلى أن كارتر وصل إلى أنجرليك «في زيارة قصيرة لشكر الجنود الأميركيين على مساهمتهم في الحملة الجوية الحالية» ضد داعش. وبسبب موقعها الإستراتيجي فإن هذه القاعدة باتت «مركزاً مهماً» لعمليات التحالف كما قال المصدر. وأضاف: «خلال الشهر الماضي توصلنا معاً إلى بلوغ أعلى وتيرة في العمليات ضد تنظيم داعش منذ بدء الحملة العسكرية في أب 2014».
وفي وقت سابق، قال كارتر للصحفيين وهو في طريقه إلى «إنجرليك»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية: إن أنقرة بحاجة إلى تعزيز الرقابة على حدودها مع سورية خاصة في مسافة 100 كيلومتر تقريباً، الممتدة بين مدينتي إعزاز وجرابلس، والتي يستغلها التنظيم في تجارة غير مشروعة وفي نقل المقاتلين الأجانب من سورية وإليها. وترفض أنقرة إغلاق هذا القسم من حدودها مع سورية، الذي يسيطر عليه تنظيم داعش ما لم توافق واشنطن على تفويض الجيش التركي بإقامة المنطقة الآمنة وتقليص الدعم الأميركي لحزب الاتحاد الديمقراطي. وترفض واشنطن بشدة هذه المطالب.
وأضاف كارتر في أول زيارة له منذ توليه وزارة الدفاع، للقاعدة التي سمحت أنقرة بفتحها أمام طائرات التحالف الصيف الماضي بعد تمنع طال لأكثر من عام، «تركيا أمامها دور هائل… نقدر ما تفعله ونريد منها المزيد». وأشار إلى أن هذا يشمل مشاركة القوات التركية «في الجو والبر على النحو الملائم. وأضاف: «إن رقابة تركيا على حدودها «هي أهم إسهام تفرضه جغرافيتها».
وذكر كارتر، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أنه يبحث عن طرق جديدة تمكن التحالف لتعزيز حربه ضد داعش في كل من العراق وسورية. وقال إنه سيعمل مع قادته العسكريين وغيرهم من المسؤولين من أجل التوصل إلى تكتيكات جديدة يمكن استخدامها لمهاجمة التنظيم الإرهابي، وتحديد المساهمات الجديدة التي يمكن لشركاء التحالف القيام بها من أجل تسريع القضاء على «داعش».
وأضاف: إن بعض دول الخليج بإمكانها أن تساهم بقسط كبير في تشجيع السكان الذين يعيشون تحت سيطرة داعش على مقاومة حكم التنظيم الإرهابي.
وسبق لكارتر أن أعلن الأسبوع الماضي، عن أمله في أن تقدم دول الخليج وخاصة السعودية إضافة إلى تركيا المزيد في محاربة داعش، وقال: إنه تم الاقتراب من تأمين مساعدة قوات خاصة من الحلفاء العرب في الحرب على التنظيم. وخلال الأسبوع الفائت، ذكر عدد من الصحف أن البنتاغون يعمل على إعداد خطة لزيادة التواصل بين قواعدها المنتشرة حول العالم، بهدف الرفع من مستوى مكافحة الإرهاب.
وتعليقاً على هذه الخطوة، أشار كارتر إلى تعاظم تهديد تنظيم داعش في مناطق جنوب شرق آسيا، مشدداً على ضرورة إنشاء شبكات اتصال بين القواعد للتنسيق من أجل زيادة فعالية مكافحة الإرهاب.
وقبل يومين، التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته لمقر وزارة الدفاع «البنتاغون»، بأعضاء مجلس الأمن القومي، حيث تباحثوا في سبل مكافحة داعش. وأفاد أوباما في مؤتمر صحفي، عقده عقب لقائه بالأعضاء، أنه طلب من كارتر إجراء زيارات إلى شركاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وإبلاغهم بضرورة تكثيف الجهود المبذولة لمكافحة داعش. وسبق لمفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن كشفت أن الاتحاد الأوروبي وتركيا صاغا في الأشهر الأخيرة تعاونا في مجال مكافحة الإرهاب ومنع تمويله.
وأشارت موغيريني، وفق ما نقل «روسيا اليوم» عن وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، إلى أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بحثوا مع أنقرة منع تنقل المقاتلين الأجانب من خلال الحدود التركية السورية، ومحاربة تمويل الإرهاب.
وأضافت: «لن أخوض في التفاصيل، لكن أود التشديد على أن تركيا بلد صغنا معه على مستوى الاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة تعاونا لمكافحة الإرهاب، مع أخذ قرار بتعزيز التعاون، بالتكامل مع بعض الدول الأعضاء، على المستوى الثنائي في مختلف القضايا، بما في ذلك مسألة مكافحة تنقل المقاتلين الأجانب».
وذكرت أن «الكثير من الأشخاص يتنقلون من خلال تركيا في الأساس في كلا الاتجاهين، من تركيا إلى سورية وبالعكس»، وأضافت إن هذين الاتجاهين يجب أن يتم منعهما، ليس فقط أمام المتطرفين الشباب، بل أيضاً أمام المقاتلين الأجانب عند عودتهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن