جمعت المباراة النهائية لمونديال قطر 2022 منتخبي الأرجنتين وفرنسا، وكانت واحدة من أفضل وأمتع المباريات ليس في البطولة فحسب بل على مستوى النهائيات أيضاً من حيث الأداء والأحداث والنتيجة وقد ظهر التحكيم على المستوى ذاته، فالحكم (شيمون مارشينياك) هو أول حكم بولندي يدير النهائي في تاريخ المسابقة ويتمتع بشخصية هادئة وحازمة تمنحه قدرة على إدارة المباراة والسيطرة عليها بامتياز، كما يتمتع بأداء بدني عال يستخدمه بذكاء ومرونة لمتابعة أحداث المباراة وتفاصيلها ما ينعكس إيجاباً على دقة وصحة قراراته التي بلغت حصيلتها 45 مخالفة منها 3 ركلات جزاء، إضافة إلى 8 إنذارات و8 تسللات.. أما الوقت بدل الضائع والمضاف إلى الأشواط الأربعة، فقد بلغ 20 دقيقة.
أهم القرارات التحكيمية: ثلاث ركلات جزاء صحيحة احتسبها الحكم القريب مباشرة ومن دون أي تدخل من تقنية الفار، ففي الدقيقة 21 تعرض المهاجم الأرجنتيني دي ماريا للعرقلة من الخلف بسبب وضع ديمبلي ساقه اليمنى في مجال حركة قدم منافسه ما أدى إلى تعثر المهاجم وسقوطه، أما في الدقيقة 79 فقد تعرض المهاجم الفرنسي مواني للشد من أعلى الكتف مرتين مع العرقلة من الخلف باستخدام الركبة من المدافع (أوتامندي) كذلك في الدقيقة 116 كانت هناك لمسة يد من المدافع الأرجنتيني مولينا إثر تسديدة قوية من مبابي استدار خلالها المدافع مع مد يده اليمنى بعيداً عن الجسم والتي جعلته أكبر علماً أن الكرة المرفوعة لعبت برأس الفرنسي (أوباميكانو) وليست بيده كما أشيع..
هناك أربعة قرارات مهمة وصحيحة جاءت منسجمة مع تطبيقات القانون وروح اللعبة وهي:
1- في الدقيقة 87 جاء إنذار المهاجم الفرنسي تورام لقيامه بمحاولة خداع الحكم بالسقوط المفتعل بحثاً عن ركلة جزاء.
2- وفي الدقيقة 94 أعاد المدافع الأرجنتيني روميرو الكرة إلى حارسه باستخدام الركبة لمنع المنافس من الوصول إليها من دون وجود أية محاولة للتحايل على القانون.
3- كذلك في الدقيقة 108 كان هدف الأرجنتين الثالث شرعياً رغم تجاوز اللاعب الأرجنتيني البديل لخط التماس، ولأن البديل لم يكن متداخلاً باللعب أو مؤثراً فيه.
4- أما في الدقيقة 113 فكانت إصابة المدافع الفرنسي فاران بالرأس، وقد حان استخدام التبديل السادس الخاص بالوقت الإضافي ليتم بعده الإعلان في الملعب عن تطبيق البروتوكول الخاص بإصابات الرأس والذي يمنح الفريقين تبديلاً إضافياً (التبديل السابع) وقد استفاد منه المنتخب الفرنسي لاحقاً، هذا وقد تألق الحكم البولندي شيمون مارشينياك في إدارة المباراة فجاءت قراراته وتطبيقاتها للقانون صحيحة ودقيقة وثابتة منسجمة مع روح القانون واللعبة معاً، وكان الحكم واحداً من نجوم النهائي والمونديال معاً..!