شكاوى مستمرة من تلوث المياه في ريف طرطوس … مؤسسة المياه لم ترد على الإعلام فيما تبلغ المحافظ أنها «تعقم» كل مشاريعها
| طرطوس- هيثم يحيى محمد
تعاني محافظة طرطوس بمدنها وقراها(باستثناء مدينة طرطوس التي تعيش وضعاً جيداً)من نقص حاد بمياه الشرب وصل لحد العطش الحقيقي في مناطق عديدة خاصة في الأشهر الثلاثة الماضية بسبب التلوث الذي تعرضت له عدة مشاريع تابعة لمؤسسة المياه نتيجة مخلفات معاصر الزيتون من مياه الجفت إضافة للصرف الصحي وعدم نجاح الجهات المحلية في منع وقمع هذه الظاهرة التي تتكرر كل موسم والتي تفاقمت كثيراً هذا العام لضخامة إنتاج المحافظة من الزيتون.
ونتيجة هذا الواقع الأليم جداً يتقدم المواطنون في مختلف مناطق المحافظة بشكاوى يومية للمحافظة وإدارة المؤسسة وجهات مختلفة أخرى ويكتبون على صفحاتهم دون جدوى ما يضطرهم لتقديم شكاوى لمن يثقون بهم في وسائل الإعلام الوطنية حيث تتلقى(الوطن)عدة شكاوى كل يوم يشرح فيها المواطنون ما يعانونه من عطش ومن معاناة مادية ومعنوية ويطلبون إيصال أصواتهم لأصحاب القرار من أجل المعالجة وفور وصول كل شكوى تقوم (الوطن) بإحالتها إلى مدير عام مؤسسة المياه وتطلب منه معالجة أسباب الشكوى وكان المدير العام في السابق يتابع ويعالج دون تأخير لكن في الفترة الأخيرة اتبع طريقة أصحاب القرار في عدم الرد والتطنيش وعدم المبالاة تجاه الكثير من الشكاوى التي تم إرسالها له ومنها ما يتعلق بشكاوى صافيتا ونحو أربعين قرية في ريفها تشرب من نبع الشماميس الملوث (رغم توقف معصرة عين الكبيرة عن العمل منذ منتصف هذا الشهر) وشكاوى العديد من المواطنين الذين يشربون من آبار جديتي الملوثة وشكاوى أهالي القرى التي تشرب من بئر تيشور الملوثة وشكاوى من بيت الوادي وقرى أخرى إضافة لشكاوى من مدينة طرطوس حول تدفق المياه من بعض الخطوط في هذا الحي أو ذاك.
وآخر شكوى وصلت إلى «الوطن» كانت من سكان حي رأس الشغري جنوب مدينة طرطوس الذين يعانون انقطاع المياه عنهم منذ أكثر من شهر بسبب التلوث والذين لم تنفذ المؤسسة وعودها تجاههم بتأمين بديل حيث يقول المواطنون في شكواهم:
نحن سكان حي رأس الشغري بطرطوس نعاني من تلوث مياه الشرب العائدة لمؤسسة المياه بشكل كبير بمياه الصرف الصحي حتى وصل الأمر إلى ظهور لون أصفر بالمياه مع رائحة كريهة جداً وقمنا بإرسال عينة للتحليل إلى مختبر مديرية الصحة وتبين تلوثها بمياه الصرف الصحي.. علماً أن سكان هذا الحي فقراء ولا يستطيعون شراء صهاريج مياه ولا حتى بيدونات مياه للشرب من الشاحنات ويعتمدون بالشرب على مياه الدولة وهذا الأمر خطير جدا على الصحة..
وأمس أخذت موظفة بمخبر المياه بمديرة الصحة تقيم في الحي عينة من البئر المغذية للشبكة لتحليلها مرة أخرى وأتت نتيجة التحليل بتأكيد وجود جراثيم بالمياه نوع واحد يعني أقل من تحليل سابق للمياه وسبب التلوث من الصرف الصحي وحسب موظفة المخبر لابد من التعقيم بالكلور.. لكن المؤسسة لا تضخ الكلور مع المياه بسبب مشاكل الكهرباء.
وهنا نقول: عندما نشرتم عن معاناتنا بتاريخ ٣ الشهر الحالي كانت المياه مقطوعة لعدة أيام وكنا نشتري صهاريج وبعدها تمت إعادة الضخ من البئر نفسها ولم يتم وصل شبكة الحي من خط العنابية ولا من خط المدينة كما وعدت المؤسسة أما منطقة الرادار فليس لدينا فكرة ولاحظنا أنه عند الأمطار تزداد نسبة التلوث في المياه وتخف جزئيا بعدها.
الشكوى التي لم يجب المدير العام عليها تم إرسالها للمحافظ عبر المكتب الصحفي ووصل الرد من المكتب الصحفي للمحافظة.
رد المؤسسة
ورداً على هذه الشكوى تقول المؤسسة في ردها الذي وصلنا من المكتب اﻻعلامي للمحافظة: يتغذى حي راس الشغري من بئر موجودة في الحي المذكور ونتيجة المراقبة اليومية لمياه المشروع والتحاليل المخبرية لعينات منها تبين تلوث مياه المشروع بالصرف الصحي حيث تم إيقاف الضخ من المشروع مباشرة وضخ المياه خارج الشبكة وتم وصل شبكة الحي بوصلة فنية معدة سابقا من مشروع الرادار إلا أنه ونتيجة تلوث بئر الرادار لاحقا لنفس الأسباب تمت الاستعاضة عن ذلك بوصلة فنية من خط المدينة المغذي لجزيرة أرواد لتأمين حاجة الحي من المياه.
ويتم حالياً الضخ خارج الشبكة ومتابعة إجراء التحاليل من مياه البئر لحين مطابقتها للمواصفات القياسية السورية.
كما نشير إلى أن المؤسسة تقوم بتعقيم المياه في كل مشاريعها بوساطة أجهزة تعقيم تعمل على الكهرباء أو على مجموعات التوليد عند انقطاع الكهرباء ويتم قياس نسبة الكلور في المشروع وفي الشبكة للتأكد من النسب ومطابقتها للمواصفة السورية.
أما فيما يتعلق بالعينة المقطوفة من المواطنة فقد تمت من دون التنسيق مع المؤسسة مع الإشارة أنه لا حاجة لإضافة حبيبات الكلور من أي مواطن كونه يتم تعقيم المياه من المؤسسة التي تقوم بتسيير الصهاريج في الحي لتغطية النقص بمياه الشرب لاسيما في المدارس والمنازل التي تأخر وصول المياه إليها.
المواطنون يعقبون
وأمس اتصل بِنَا بعض أبناء الحي وأكدوا أن مياه المشروع مازالت ملوثة بدليل استمرار المؤسسة بضخها في الشارع وأضافوا أنه تمت تغذية الحي من خط أرواد لكن المياه لاتصل لبيوت المواطنين المرتفعة وما زال من يستطيع منهم يشتري المياه من الصهاريج الخاصة وتمنوا إيجاد حل جذري لمصلحة جميع السكان الذين كانوا يشربون من مشروع رأس الشغري الملوث.