نقيب الأطباء لـ«الوطن»: وقوع حالات متكررة لاعتداء على أطباء … «الداخلية» تقبض على معتد بالضرب على طبيب في مشفى حماة.. ومطالبات بإيجاد قانون خاص يجرم الاعتداء على الكادر الطبي أثناء عمله
| محمد منار حميجو
دعا نقيب الأطباء غسان فندي إلى ضرورة إيجاد قانون خاص يجرم الاعتداء على الكادر الطبي أثناء قيامه بعمله وكذلك أيضاً تجريم الاعتداء على المنشآت الصحية وذلك أسوة بالعديد من الدول التي تجرم مثل هذه الاعتداءات، مشيراً إلى وقوع حالات متكررة لاعتداءات على أطباء أثناء قيامهم في عملهم.
وتعرض منذ يومين طبيب مقيم في مشفى حماة الوطني للاعتداء على يد أحد الأشخاص بعدما حاول الطبيب منع الشخص الذي اعتدى عليه من الدخول إلى غرفة العمليات، وذكرت وزارة الداخلية في بيان لها أن فرع الأمن الجنائي في حماة ألقى القبض أمس على الفاعل.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين فندي أنه تم مناقشة هذا الموضوع في الندوة الطبية القضائية التي أقامتها النقابة بالتعاون مع وزارة العدل الشهر الماضي، مؤكداً أنه تم رفع توصية بضرورة تجريم الاعتداء على الطبيب أثناء قيامه في عمله.
فندي لفت إلى أن الاعتداء على الطبيب يندرج تحت قانون العقوبات العام وتحت بند المشاجرة، معتبراً أنه في حال لم يصدر شيء رادع يمنع الاعتداء على الطبيب أثناء قيامه في عمله فإن هذه الحالات من الممكن أن تتكرر.
من جهته قال عضو مجلس الشعب وكذلك عضو مجلس نقابة المحامين فيصل جمول: أنا مع تطوير قانون العقوبات بما يلائم كل الظروف وتطور المجتمعات والقوانين في العالم، داعياً إلى وجود منظومة جزائية موحدة تضم كل العقوبات الخاصة بالجرائم التي ترتكب وبالتالي إلغاء القوانين الخاصة بشكل كامل.
وفي تصريح لـ«الوطن» رأى جمول أن هناك مواد في قانون العقوبات تنص على عقوبات رادعة بحق من يعتدي على أي موظف في أثناء قيامه بعمله ومن هذا المنطلق فإنه يمكن اعتبار الاعتداء على الطبيب كأي اعتداء يتم على أي موظف بفرض العقوبة الرادعة التي ينص عليها قانون العقوبات.
ورأى جمول أنه لا يوجد داع لسن المزيد من القوانين الخاصة بل الأفضل هو توحيد القوانين الجزائية في منظومة جزائية واحدة وكاملة ويتم تحديثها بما ينسجم مع تطور المجتمع وبالتالي فإنه لا يؤيد بحسب تعبيره أن يكون هناك قانون خاص لتجريم الاعتداء على الطبيب بل يكون ذلك ضمن منظومة جزائية متكاملة تنص على العقوبات الخاصة بالجرائم ويتم إلغاء القوانين الخاصة.
ولفت جمول إلى ضرورة تشديد العقوبة على من يعتدي على الطبيب أثناء قيامه في عمله كأي موظف ولو كان يعمل أيضاً في مشافي القطاع الخاص.
جمول أشار إلى ضرورة تطوير القانون الذي ينظم مهنة الطب وذلك بوجود مواد تحكم مسألة الخطأ الطبي ومن المسؤول عن ذلك، وكذلك من المسؤول عن تحديد نوعية الخطأ الطبي الذي من الممكن أن يرتكبه الطبيب، معتبراً أنه لابد من تحديث هذا القانون وفق التشريعات الحديثة.
وفي السياق بينت وزارة الداخلية أن فرع الأمن الجنائي في حماة ألقى القبض أمس على شخص قام بالاعتداء بالضرب على أحد الأطباء بمشفى حماة الوطني، وذلك بعد انتشار صورة الطبيب المعتدى عليه على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينت الوزارة أنه من خلال المتابعة والتدقيق تبين وجود ادعاء بالحادثة من الطبيب (ع. ع) إلى مخفر المشفى الوطني حول إقدام شخص برفقة مريضة تدعى (آية. ك) على ضربه، وبإجراء المعاينة الطبية من الطبيب الشرعي تبين إصابته بسحجات ظفرية على الجانبين الأيمن والأيسر للرقبة والساق اليمنى وكدمة على الخاصرة.
وأشارت إلى أنه بالمتابعة والتحري تم التعرف على الشخص المعتدي وإلقاء القبض عليه وتبين أنه شقيق المريضة المذكورة ويدعى (عمران. ك) وبالتحقيق معه اعترف بإقدامه على التهجم وضرب الطبيب المذكور، وسيتم إحالة المقبوض عليه إلى القضاء المختص أصولاً.