أميركا تعوم «جيش الإسلام» بمقابلة لزعيمه مع «دايلي بيست»
| وكالات
أجرت صحيفة «دايلي بيست» الأميركية حواراً مع متزعم ميليشيا جيش الإسلام «زهران علوش»، حملت إجاباته الكثير من الإيماءات، حاول من خلالها الظهور بمظهر الإسلامي «المعتدل»، محدداً الأولويات التي يحملها تنظيمه المسلح خصوصاً والتنظيمات المسلحة عموماً، وعرض خلال الحوار طروحات من قبيل إمكانية التعاون مع الغرب في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
يأتي هذا الحوار الذي يعد الثاني لعلوش المدعوم من السعودية مع صحيفة أميركية، في إطار المسعى الغربي لتعويم التنظيمات المسلحة التي حضرت اجتماع المعارضة الأسبوع الفائت في الرياض، و«جيش الإسلام» واحد من هذه التنظيمات التي يسعى الغرب لتعويمها وإعطائها دوراً سياسياً في أي تسوية قادمة للأزمة السورية.
وحدد علوش وفق ما نقلته شبكة «شام» الإخبارية المعارضة، أولويات ميليشيا «جيش الإسلام»، مؤكداً العلاقات التي تجمع فصيله المسلح مع جميع التنظيمات المسلحة في سورية والبعيدة عن منهج التكفير.
وأنكر علوش علاقة فصيله بحادثة اختطاف الناشطة في مجال حقوق الإنسان «روان زيتون»، قائلاً: إنها «جملة افتراءات».
وفيما يتعلق بتنظيم داعش، قال علوش: «داعش ليست ركناً من أركان الثورة السورية». واعتبر أن الغرب كان سعيداً بوجوده (داعش) وخطاباتها للتملص من دعم التنظيمات المسلحة.
وعن استعداده للتعامل مع فرنسا والدول العربية لوأد داعش، قال: «لا نجد ضيراً بالتحالف مع أي جهة دولية نثق بها كانت أو حتى أهلية لضمان حقن دماء شعبنا من كل المجرمين الذين يحاولون سفك دمائهم دون حق».
وانتقد علوش الموقف الأميركي تجاه سورية قائلاً: «تستطيع أن تقوم بأدوار مهمة في أي قضية تريد الانصراف لها لكن الإدارة الحالية لا ترغب في لعب هذا الدور وهي تتصرف بما يخص سورية بأعصاب باردة».
وادعى علوش أن ليس لديه أي طموحات سياسية يسعى لها، قال: «أسعى إلى أن أحافظ على حياة البقية من أبناء شعبي، وأبذل في سبيل ذلك أنا وقادة ومجاهدي جيش الإسلام كل الوقت والجهد والدم»، على حين، أودت القذائف التي أطلقها عناصر تنظيمه باتجاه المدنيين الآمنين في دمشق بحياة العشرات من سكانها وألحقت بهم أضراراً مادية بالغة.
وأكد علوش أن موقفهم اختلف من جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية عندما تغير الشرعي العام فيها «أبو ماريا القحطاني»، مدعياً، أن «القحطاني» كان يحمل رؤية معتدلة، ووضعت الجبهة عوضاً عنه شرعيين «نتباين معهم في كثير من المسائل الفكرية والعقدية».
وفي إطار استغلال ما صدر من تصريحات عن المدعو «أبو محمد الجولاني» زعيم «النصرة» قبل أيام، وبهدف تكبير دوره، قال علوش: «نحن في قيادة جيش الإسلام نسعى لتكون علاقاتنا جيدة بالجميع بما فيهم الأخوة في حركة أحرار الشام».
وادعى علوش، الذي يتحكم بكل تفاصيل حياة الأهالي في غوطة دمشق الشرقية ويستخدمهم كدروع بشرية، أن تنظيمه المسلح يؤمن بأهمية المؤسسات وبعملها في كل نواحي الحياة. وتابع: «اننا نريد في سورية حكومة تكنوقراط تقدم فيها الكفاءات ولا أهمية تقام للانتماء الحزبي، فإننا نريد بناء بلدنا ولن يتم هذا بمحاصصة بين الأحزاب والأطياف، لكنها تتم بتقديم الكفاءات للحكم». واعتبر علوش نفسه والمنضمين إليه «مسلمين ولسنا إسلاميين».
وبهدف الظهور بمظهر التسامح الديني وتبييض صورة فصيله وغيره من الفصائل المسلحة أمام الرأي العام الغربي، خصوصاً بعد ما تعرض له المسيحيون في سورية من إجرام على يد تلك التنظيمات المسلحة، قال علوش: «المسيحيون في هذه الأرض منذ مئات السنوات بل تاريخ وجودهم بها هو تاريخ مشترك مع المسلمين، ولم يسجل على جيش الإسلام بشكل خاص أو ثوار الغوطة بشكل عام أو حتى ثوار سورية بشكل أعم أي تصرف يمكن وضعه ضمن مفهوم الصراع الديني أو رفض لمفهوم التعايش». وحاول علوش تفنيد المظاهرات التي خرج بها أهالي المعتقلين لدى «جيش الإسلام» بأن الهدف منها الضغط عليهم ظنا منهم أنه سيتدخل في عمل القضاء لإطلاق هؤلاء المحكومين.
وأما فيما يخص العملية العسكرية الروسية في سورية، اعتبر علوش أن ذلك يمثل تحديا للتنظيمات المسلحة. وأوضح «الروس قصفوا مواقع جيش الإسلام ولكن توقفوا عن ذلك، نحن لسنا بحاجة لدعم روسي ولا غير روسي لقتال داعش فنحن نقاتله لوحدنا».
ورفض علوش اتخاذ موقف واضح من العدو الإسرائيلي، واكتفى بذكر خجول للقضية الفلسطينية قائلاً: «موقفنا مبدئي من القضايا التحررية لشعبنا وأمتنا».
وفي إطار الظهور بمظهر البريء الرافض للإجرام، متناسياً جرائم فصيله في عدرا العمالية وغيرها من المناطق، قال علوش: «نحن ندين كل أعمال العنف التي تستهدف الآمنين والأبرياء دون مبرر في كل دول العالم وليس في الغرب فقط وأياً كانت الجهة المنفذة ولأي مدرسة انتمت».