لتجاهل أميركا والغرب ربط الوضع ببرامج عاجلة لإعادة إعمار سورية … خبير روسي: من المرجح رفض روسيا تمديد آلية المساعدة عبر الحدود
| وكالات
توقع الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي كيريل سيميونوف، أن ترفض روسيا تجديد التمديد لآلية المساعدة عبر الحدود إلى سورية، بسبب تجاهل أميركا والغرب الشق الثاني من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2642 المتعلق ببرامج عاجلة لإعادة إعمار سورية.
وذكرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»، الروسية في مقال لها، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أنه في النصف الأول من شهر كانون الثاني، سيواجه أعضاء مجلس الأمن الدولي مرة أخرى مشكلة تمديد آلية المساعدة عبر الحدود إلى سورية، فمدة التفويض الدولي الحالي، الذي يجعل من الممكن نقل الشحنات الإنسانية عبر حاجز باب الهوى على الحدود مع تركيا، بشكل أساسي إلى مناطق سيطرة ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له، تنتهي في الـ10 من كانون الثاني.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي سيميونوف، إعرابه عن ثقته في أن جميع أطراف التسوية السورية مهتمة باستخدام آلية الأمم المتحدة، مضيفاً «إنهاء آلية المساعدة عبر الحدود يضع الجميع في موقف غير مريح، لأن اللاجئين في إدلب سوف يحرمون من المساعدات فعلياً».
وأوضح سيميونوف، «إن هذا لا يناسب في المقام الأول الغرب، الذي من مصلحته أن تستمر هذه المساعدة لاستعراض استعداده لدعم مخيمات اللاجئين من خلال آليات الأمم المتحدة». وأضاف: «لكن هناك جانباً آخر مهماً لروسيا هنا، فما يجري، في الواقع، هو تنفيذ جزء واحد فقط من هذه الصفقة، وهو يتعلق بالمساعدة عبر الحدود للاجئين، ويستبعد، في الوقت نفسه، برامج إنعاش تلك المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية».
ولفت سيمونوف، إلى أنه يجري حظر برامج المساعدة إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية من قبل الممثلين الأميركيين، لأنها، في رأيهم، مشمولة بالعقوبات، و«لا يمكنهم في الغرب أن يحددوا بدقة كيفية تنفيذ إعادة الإعمار، بحيث لا تؤدي إلى تعزيز موقف الحكومة السورية، لذلك تم في الواقع، حظر برنامج إعادة الإعمار العاجل».
وأشار إلى أن هناك احتمال أن يرفض الجانب الروسي التجديد لآلية إدخال المساعدات عبر الحدود قائلاً:«ففي البدء، عندما تم اتخاذ قرار بشأنها، جرى ربط الوضع ببرامج عاجلة لإعادة إعمار سورية، وهذا غالباً ما يتناسونه».
وأضاف: «على الرغم من حقيقة أننا نرى بعض التقدم من جانب الاتحاد الأوروبي في علاقته بالحكومة السورية، ومن إمكانية التوصل إلى تسوية ما، فلا يزال من غير الواضح إلى أي مدى سيجبر تساهل الاتحاد الأوروبي حيال برامج إعادة الإعمار العاجل موسكو على تغيير موقفها».
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: «من الصعب التخلص من الشعور بأن الجهود التي تبذل لتبرير عدم وجود بديل لآلية نقل المساعدات عبر الحدود، هي أكثر مما يبذل من أجل تنظيم التوريدات عبر خط التماس».
وأضاف: «نقول بصراحة، إن الوضع الإنساني القائم حالياً في سورية لا يوفر سياقاً مناسباً للمناقشات عن تمديد آلية نقل المساعدات عبر الحدود. والقضية لا تتمثل في أننا نعارض تقديم المساعدات للسوريين البسطاء، مثلما سيحاول بعض الوفود تقديمه».
وأكد أن الحجج لصالح تمديد آلية نقل المساعدات عبر الحدود غير مقنعة، لأن عدم وجود البديل لها أمر مفتعل، مشيراً إلى أن هذا الوضع ناجم عن عدم وجود أي عمل من قبل الدول الغربية.
وينتهي مفعول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2642 في العاشر من كانون الثاني المقبل بعدما تم تبنيه في الثاني عشر من تموز الماضي، ونصَّ حينها على تمديد مفاعيل القرار رقم 2585 الذي اعتمده المجلس في التاسع من تموز العام الماضي لمدة ستة أشهر، حول استمرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر «خطوط التماس» وعبر معبر حدودي واحد هو باب الهوى مع تركيا.
وينص القرار 2642 على تمديد آلية المساعدات الإنسانية إلى سورية، لمدة 6 أشهر وتنفيذ مشروعات التعافي المبكر لدعم الاقتصاد في سورية وإعادة الإعمار، في حين قالت روسيا حينها إنها وافقت على تمديد الآلية كـ«حل وسط» وأنها ستنظر في جدوى تمديدها لاحقا وخاصة أن موسكو ترى أن المساعدات يجب أن تمر عبر الدولة السورية استناداً إلى احترام سيادتها على أراضيها.
ومنذ تبني القرار تعمل الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية على عرقلة تنفيذ مشروعات التعافي المبكر لدعم الاقتصاد في سورية وإعادة الإعمار.